الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

نقد استثنائي لسموم في أواني الجاذبية (1)

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سعادة ما بعدها سعادة وفخر وشرف لى أن يكتب العالم الجليل وأستاذ أساتذة الإعلام القدير أ. د. حسن عماد مكاوى - عضو المجمع العلمى وعميد كلية الإعلام الأسبق - مقالين متتاليين بجريدة أخبار اليوم عن كتابى «القوى الناعمة: سموم في أوانى الجاذبية» والذى تشرفت بنشره في دار منشورات القاسمى برعاية سمو الشيخ دكتور سلطان القاسمى حاكم الشارقة.. ولأنى بذلت جهدا كبيرا في هذا الكتاب المهم والذى يواكب ما تتعرض له الأمة من حروب حديثة في الأسلوب والأدوات، لذا يهمنى رأى علماء الأمة ومفكريها، وبصفة خاصة يهمنى نقد د. حسن عماد مكاوى الذى أعلم يقينا أنه لا يجامل في العلم، ولا يكتب إلا باقتناع تام وقراءة متأنية، ولأهمية المقالين لى بصفة خاصة، وأهمية نقد الكتاب الذى نفدت طبعته الأولى في الشارقة، ولم يتبق إلا بضعة كتب حتى التمكن من طباعته طبعة ثانية، لذا أعيد نشر المقال الأول لقرائى ومتابعينى والذى نشر في جريدة «أخبار اليوم» بتاريخ 15 فبراير 2020 وتحت عنوان «تفعيل القوى الناعمة لحماية الأمن القومى (١-٢) »: «لعله أول كتاب متكامل باللغة العربية يعرض لأهمية القوى الناعمة ودورها الفعال في حماية الأمن القومي، هو كتاب رصين بعنوان «القوى الناعمة.. سموم في أوانى الجاذبية» للكاتبة المتميزة الدكتورة رشا يحيى وتتضمن القوى الناعمة خمسة عناصر أساسية هى القدرة الدبلوماسية التى تعكس ثقل الدولة وتأثيرها إقليميًا ودوليًا لتحقيق أهداف السياسة الخارجية، والقدرة السياسية الداخلية التى تعكس العلاقة بين جموع الشعب والسلطة السياسية التى تسعى إلى تحقيق أكبر عائد ممكن من الموارد المتاحة، والقدرة المعنوية التى تعد العنصر الرئيسى في حشد طاقات الشعب للوصول إلى الغاية القومية، والقدرة التكنولوجية التى تعد القاطرة التى تسحب خلفها باقى قدرات الدولة، والقدرة الإعلامية التى تعد أحد عناصر قوى الدولة الشاملة. صدر هذا الكتاب عن منشورات القاسمى بالشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة بعد أن تحمس لإصداره سمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمى حاكم إمارة الشارقة، والكتاب من تقديم الخبير الاستراتيجى اللواء الدكتور سمير فرج. أما عن المؤلفة الدكتورة رشا يحيى عضو هيئة التدريس بمعهد الكونسرفتوار بأكاديمية الفنون، وعازفة الفيولا الشهيرة التى نالت العديد من الجوائز والتكريمات من لجان التحكيم الوطنية والدولية مثل إيطاليا وإسبانيا، كما حصلت على درجة الزمالة من كلية الدفاع بأكاديمية ناصر العسكرية، وليسانس الآداب قسم الإعلام من جامعة عين شمس، وهى رائدة آلة الفيولا في أوركسترا الثقافة الجماهيرية وأوركسترا أكاديمية الفنون، كاتبة صحفية لعدد من الصحف والمجلات المصرية.
يقع الكتاب في ٢٤٠ صفحة، ويحتوى على قسمين، الأول بعنوان القوة الناعمة بين الماضى والحاضر، ويتضمن مفهوم القوة، ونشأة مصطلح القوة الناعمة، والفرق بين القوة الناعمة والقوة الذكية، وطرح بعض النماذج الحديثة لاستخدامات القوة الناعمة في تحقيق الأهداف السياسية، والجيل الرابع من الحروب وعلاقته بالقوة الناعمة. أما القسم الثانى من الكتاب فجاء بعنوان القوة الناعمة داء ودواء، حيث يستعرض تأثيرات القوة الناعمة على الأمن القومي، وانعكاسات المتغيرات الإقليمية والدولية على القوة الناعمة، ثم شرحت الكاتبة باستفاضة كيفية تفعيل القوى الناعمة المصرية لمواجهة القوى الناعمة العدائية، ونقاط القوة والفرص المتاحة لتفعيل قوة مصر الناعمة لحماية الأمن القومي. وحول مفهوم القوة ترى المؤلفة أن القوة هى لغة كل العصور، فهى القدرة على الفعل والطاقة، وتعنى كذلك التأثير والنفوذ والسيطرة. وكان الخبير الاستراتيجى الأمريكى جوزيف ناى هو أول من ابتكر مصطلح القوة الناعمة منذ عام ١٩٩٠، وقد تمثلت رؤيته في أنه إذا أرادت الولايات المتحدة الأمريكية الاحتفاظ بقوتها وهيبتها، فعليها الانتباه إلى قوتها الناعمة من خلال الاستقطاب والإقناع الذى ينبع من تفوق قدراتها السياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية، حيث يمكن استدراج الآخرين إلى تحقيق الأهداف الأمريكية دون استفزازهم ودون استخدام الأساليب العسكرية الخشنة، فالقوة العسكرية ذات كلفة عالية ماديًا وبشريًا، فضلا عن تداعياتها السلبية على الصورة الذهنية للولايات المتحدة، وهو الأمر الذى أدركه العديد من المفكرين والسياسيين بعد الغزو الأمريكى للعراق عام ٢٠٠٣ والذى نتج عنه ترسيخ صورة ذهنية سلبية للولايات المتحدة من جانب الشعوب الأخرى.. وللحديث بقية.. إلى هنا انتهى المقال الأول الذى شرفت وسعدت بكل ما جاء فيه، وبتلك الشهادة الغالية من القامة العلمية والإعلامية الرفيعة، وكلى شغف في انتظار المقال الثانى الذى يسعدنى أن أعيد نشره على حضراتكم.