الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

"الوفاق الليبية" تغازل أمريكا لإنشاء قاعدة عسكرية وتهدر مقدرات الشعب

فتحي باشاغا، وزير
فتحي باشاغا، وزير الداخلية في حكومة الوفاق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد الخسائر التي مني بها على أكثر من صعيد سواء في سوريا أو في لبيبا، يحاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عبر حكومة الوفاق الليبية، استغلال التناقضات والتنافس بين القوى العظمي "روسيا وأمريكا" حول العالم، من أجل ضمان بقائه هو ومليشياته في المشهد الليبي.
وبالرغم من إرسال الأسلحة والذخيرة والطائرات، بجانب جلبه لمئات الجنود والمستشارين العسكريين الأتراك وآلاف المقاتلين السوريين والمرتزقة والإرهابين إلى الأراضي الليبية لمحاربة الجيش الوطني الليبي، إلا أن أردوغان فشل ولم يستطع هو ومليشياته من الصمود أمام تماسك الجيش الليبي المدعوم من القبائل الليبية.
وفي خطوة وصفها الكثير من المراقبين بـ"مغازلة وإغراء واشنطن"، دعا، فتحي باشاغا، وزير الداخلية في حكومة الوفاق، الولايات المتحدة لإقامة قاعدة عسكرية في ليبيا، لمواجهة نفوذ الدول الأجنبية المتزايد في أفريقيا.
وفي تصريح لـوكالة "بلومبرغ" الأمريكية، قال باشاغا إن حكومته "اقترحت استضافة قاعدة بعد أن وضع وزير الدفاع مارك إسبير خططا لتقليص الوجود العسكري الأمريكي في أفريقيا، وإعادة تركيز عمليات النشر عالميا على مواجهة روسيا والصين".
وأوضح أن "إعادة الانتشار ليست واضحة بالنسبة لنا، لكننا نأمل أن تشمل ليبيا حتى لا تترك مساحة يمكن أن تستغلها الدول الأجنبية الأخرى"، مضيفًا "إذا طلبت الولايات المتحدة إقامة قاعدة، فنحن لن نمانع، لمحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة والحد من التدخلات الخارجية"، لافتا إلى أن "القاعدة ستؤدي إلى الاستقرار في المنطقة".
وبلفت نظر الإدارة الأمريكية من أجل الموافقة على إنشاء القاعدة العسكرية، والمساعدة في دعم تحركات أردوغان أم الجيش الليبي، عرض باشاغا، مقدرات الليبين أمام واشنطن، حيث قال إن "أهمية ليبيا في البحر المتوسط من حيث امتلاكها ثروة نفطية وساحلا يبلغ طوله 1900 كيلومتر وموانئ، تتيح لروسيا أن تنظر إليها كبوابة لأفريقيا".
من جانبه، وصف رئيس المجلس الأعلى لقبائل ومدن "فزان" على أبوسبيحة، تصريحات باشاغا بـ"إستجداء حكومة الوفاق لأمريكا"، وقال: "الوفاق تتمسك بالكرسي ولو على حساب السيادة الوطنية لليبيا".
وأضاف أبوسبيحة: "الوطن ليس محلا للبيع أو الرهن أو الإيجار، بل هو ملكية مقدسة لجميع الشعب الليبي، دفع ثمنه دما على مدى التاريخ، مستطردا: "لا نرضى اليوم بحال من الأحوال أن تعود ليبيا إليه ولو عبدت مدرجات هذه القواعد بجثث أبنائه".
وشدد أبو سبيحة على أن الوفاق حكومة انتقالية ولفترة مؤقتة وبصلاحيات محدودة، ولايجوز لها إبرام معاهدات أو اتفاقيات دولية خاصة فيما يتعلق بالأمور التي تمس السيادة الوطنية.
في السياق ذاته، يرى مراقبون أن باشاغا، يدرك تماما أن أمريكا لن تطلب من حكومة فايز السراج مثل هذا الطلب، وذلك لأن الولايات المتحدة تنفذ عمليتها ضد الجماعات الإرهابية في ليبيا بالتنسيق مع الجيش الوطني الليبي في الوقت والمكان الذي ترتأيه.
ويوضح المراقبون أن تصريحات باشاغا ما هي إلا نوعا من المغازلة، من أجل كسب الموقف الأمريكي الغامض حيال الوضع الليبي.
ويؤكد المراقبون أن أردوغان صار الحاكم الفعلي لطرابلس، وأنه يستدعي السراج للقائه وهو من يختار له دبلوماسييه في الخارج.
بدورها، توقعت صحيفة لوفيجارو الفرنسية، الأحد، دخول الجيش الليبي في مواجهة عسكرية مباشرة مع ميليشيات أردوغان في حال فشل مفاوضات جنيف لوقف إطلاق النار، مستندة إلى تصريحات القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، التي أكد فيها عدم إمكانية نجاح محادثات جنيف إلا في حال انسحاب المرتزقة السوريين والأتراك من بلاده.
وحذرت الصحيفة الفرنسية من تعقد مهمة المبعوث الأممي الخاص لدى ليبيا غسان سلامة، بعد اعتراف أردوغان بمقتل جنوده في معارك طرابلس.