الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

أضرار بالغة لمصانع السيراميك والأسمنت القريبة من الكتل السكنية.. طلب إحاطة لأخطارها البيئية.. وخبراء: ارتفاع الإصابات بالتحجر الرئوي والتعرض المتكرر يؤدي للربو الشعبي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تتضاعف يوما بعد الأخر، المشكلات البيئية الناتجة عن صناعة السيراميك والأسمنت والرخام، التي نعاني منها وتؤثر سلبا على صحة المواطنين خاصة بالجهاز التنفسي، لعدم التزام هذه المصانع بالاشتراطات البيئية، حيث انتشرت في الآونة الأخيرة العديد من مصانع بير السلم للفير جلاس وهي جزءا من الملوثات البيئية، فضلا عن إهمال هذه المصانع للتطوير الأمر الذى أدى لتقادم الألات وقيامها بالإضرار بالبيئة بصورة كبيرة.



طلب إحاطة
وفي هذا الإطار تقدم النائب محمد فؤاد عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة موجه لرئيس مجلس الوزراء، ووزيري البيئة والإسكان، بشأن مدى تأثير بعض الصناعات الملوثة على البيئة، داخل المجتمع، مثل صناعات "الأسمنت، السيراميك، أسود الكربون، الصناعات الكيماوية، والفايبر جلاس"، وانتشار المصانع وتضاعف إنتاج مصر من هذه الصناعات الملوثة، نتيجه سيطرة شركات "فرنسية ويونانية وإنجليزية وبرتغالية ومكسيكية وإيطالية وهولندية وسويسرية" على هذه الصناعات في مصر.


مصانع بعيدة عن السكان
وأكدت الدكتورة وفاء منيسي، رئيس جمعية رواد البيئة، وأستاذ العلوم البيولوجية بجامعة الإسكندرية، أن هنام أمراض عديدة تسببها الاتربة الناتجة عن صناعة السيراميك والرخام ومنها أمراض التحجر الرئوي، مضيفة أنه من المفترض أن تكون هذه المصانع بعيدة عن التجمعات السكنية، منوهة إلى ان الجمعية قامت بعمل الكثير من القضايا في هذا القطاع، حيث إن معظم المواطنين القاطنين بالقرب من هذه المصانع أصيبوا بتحجر رئوي ومشكلات في الجهاز التتنفسي والحساسية.
ولفتت منيسي، إلى ضرورة إقامة هذه المصانع بمساحة كافة عن التجمعات السكانية، وذلك حفاظا على صحة المواطنين، موضحة أنه بالنظر إلى العاملين في تلك المصانع سنجد أن المشكلات الصحية كثيرة جدا لأنه لا يوجد تنفيذ لتعليمات الأمن الصناعي من وضع كمامات للحد من الاصابة أو إرتداء الجوارب بالأيدي لحمايتها خاصة في صناعة الاسمنت والرخام، فلا بد من تنفيذ تعليمات الأمن للوقاية من الاضرار الناتجة عن الصناعات الملوثة للبيئة والإنسان.
وتابعت أنه توجد نسبة مادة صلبة في الهواء نتيجة الانبعاثات الناتجة عن الصناعات الملوثة وعدم التزامها بالمعايير القياسية المحددة لسلامة البيئة، ولذلك فإن معظم مصانع الرخام والسيراميك والأسمنت والصناعات الكيماوية وغيرها من المصانع تزيد من المادة الصلبة التي تقوم بتلويث وتغيير الهواء الذي نستنشقة، كما أنها من الأشياء التي تعمل على تغيير المناخ وتزيد من الاحتباس الحراري، فالرذاذ والأتربة والبقايا الصلبة لها أضرار بالغة الخطورة على الهواء والإنسان والبيئة.
وأكدت أستاذ العلوم البيولوجية بجامعة الإسكندرية، أن الدولة تسعى دائما في شئون البيئة والعمل على حمايتها وإظهارها بصورة أفضل دون ملوثات بيئية لجذب الاستثمار في بيئة نظيفة ومناخ نقي مثل الدول الأوروبية، وذلك بعمل المراجعات البيئة والاصحاح البيئي الذي يتم من خلال وزارة البيئة، الأهم من ذلك دور المواطنين لا بد من وجود الوعي اللازم في إطار المشكلات البيئية التي نعاني منها بالإبلاغ عنها لوقفها واتخاذ كافة الإجراءات في ظل وجود مصانع غير مرخصة "تحت بير السلم" للحد من الضرر في الهواء.


أضرار بالغة
وفى سياق متصل، قال الدكتور مجدى بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، استشارى الأطفال، أن المستويات العالية من غبار الأسمنت تحتوى على كميات كبيرة من السيليكا كما أنه قلوي للغاية ومهيج للرئتين، فالتعرض المطول أو المتكرر يمكن أن يؤدي إلى الربو الشعبى وتحجر الرئة، والإصابة بسرطان الرئة، وأمراض الكلى، ومرض الانسداد الرئوي المزمن، فضلا عن زيادة معدلات الإعاقة والوفيات.
وتابع أضرار الهواء عامل رئيس للخطر البيئي في حدوث وتطور بعض الأمراض، مثل الإصابة بالالتهابات التنفسية خاصة الالتهاب الرئوي، والإصابة بحساسية الصدر أو الأنف أو الجلد، ويسبب تلوث الهواء في تفاقم أعراض الربو والتهاب الأنف التحسسي، وزيادة احتجاز الأطفال في المستشفيات، وترتبط المستويات اليومية لتلوث الهواء بأمراض الجهاز التنفسي السفلي.
وأكمل بدران، أن تلوث الهواء يزيد من معدلات الانفلونزا وحدتها وزيادة معدلات سرطان الرئة، ومرض الزهايمر والتوحد واعتلال الشبكية كما يضر العاملات الحوامل والجنين، كما يعوق اكتمال نمو الرئتين، وينقص كفاءة الرئتين الوظيفيه فيما بعد، ويضر 40 نوعا من الخلايا في الجهاز التنفسى، ويسبب زيادة فرص إصابة المواليد بالالتهابات التنفسيه خاصه الالتهاب الرئوي، والإصابة المبكرة بحساسية الصدر أو الأنف أو الجلد، وزيادة معدلات الأزمات الربوية، والقصور في الدورة الدموية. 
وأشار عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، إلى أن الأتربة الناتجة عن هذه المصانع، تسبب تأخر نمو الجنين، وانخفاض وزن المواليد عند الولادة، كما يضر الجلد ويرتبط التعرض لملوثات الهواء مع الاسراع بشيخوخة الجلد، والإصابة بحساسية الجلد أو الأكزيما أو الصدفية أو حب الشباب، فسرطان الجلد هو من أخطر مضاعفات تلوث الهواء على الجلد والتفسير هو أن ملوثات الهواء تسبب زيادة الشوارد الحرة في الجلد، وزيادة كيمياء الالتهابات في الجلد، وتعطيل حاجز الجلد، وحدوث تغييرات في البكتيريا النافعة في الجلد.
وأضاف أن هذه المصانع، تجتذب الأطفال، لارتفاع يومية العمل فيها مقارنة بالعمل في المزارع أو المصانع، ولكنهم يستنشقون الهواء الملوث بغبار المحاجر التي تحتوي على مواد البناء والرصف والأحجار الزخرفية وخامات المون؛ والملاط والأحجار الصناعية ورمال الزجاج لأنهم يتعرضون لساعات طويلة لغبار المحاجر حيث الكسارات التي تعمل على طحن الحجارة وتحويلها إلى بودرة لاستخدامها في صناعة البلاط، ونحت الحجارة لاستخدامها في أدراج السلالم وأعمدة المباني إضافة لنواتج أعمال التفجيرات تعبئة ونقل خامات المحاجر ولايستخدمون كمامات واقية.
وطالب بدران، بغلق حاويات المنظفات، والمواد الكيميائية، والمذيبات لمنع تطاير المركبات العضوية وتبخرها في الهواء، وفتح النوافذ والأبواب لزيادة تدفق الهواء وضمان التهوية، وإزالة السجاد إذا أمكن، والاحتفاظ بالقمامة مغطاة، خلع الحذاء عند الباب، لأنه الأحذية تنقل الغبار والأتربة إلى البيوت، مكافحة التدخين، فتدخين التبغ يزيد من أضرار تلوث الهواء، تنظيف الأسطح في الأماكن المغلقة بالكنس بالشفط والمسح المتكرر بقطع قماش قطنية مبللة بالماء أو المطهرات الطبية.
وشدد ضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، بضرورة غسل اليدين والوجه مع تنظيف الأنف والفم والعينين عدة مرات يوميا، تناول مضادات الأكسدة الطبيعية ومصادرها الفواكه والخضراوات الطازجة، شرب الماء بوفرة لقدرته على غسل الجسم من السموم وتخفيف تركيزاتها، وعلى مرضى الحساسية تناول الأدوية الموصوفة لهم خاصة أدوية الوقاية من الأزمات التفسية، وإرتداء الكمامات حال الخروج أوقات حدوث الأدخنة الضارة وارتداء االعوينات خلال التعرض للأتربة والأدخنة.