الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

ياسمين فراج: الإعلام الرسمي ساهم في انتشار أغاني المهرجانات

 ياسمين فراج
ياسمين فراج
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قالت الناقد الدكتورة ياسمين فراج، أستاذ النقد الموسيقى بأكاديمية الفنون، إن أغانى «المهرجانات» سميتها في كتابى «الأغنية السياسية في مصر» بـ«الأغانى الخليعة»، وأن سوق العمل الفنى يلبى حاجة لدى الشريحة التى أنتجتها، حتى ولو كانت تلك الأغانى خرجت من جلسات «المجون»، وأكثر هذه الأنواع التى ظهرت ما بين الحربين العالميتين الأولى والثانية، أى خلال الفترة ما بين نهاية الحرب العالمية الأولى وقبل بداية الحرب العالمية الثانية، إذ ظهرت أنواع من الأغانى بالغة الخلاعة، مثل أغانى «خوخة المصرية»، إلا أن هذه التسجيلات لم تكن منتشرة، بشكل أكبر واقتصر وجودها في بعض الجلسات الخاصة. 
وأكدت «فراج» أن هذا النوع كان موجودا، وتزامن هذا الوجود مع فترات الهزات الاجتماعية، أى أن الشعب فيها لا يكون متزنًا، لعدة أسباب منها الفقر، أو عدم وجود مشروع قومى، وقلة التعليم، ما يساعد على ظهور تلك الأغانى، فهذا النوع من الغناء هو تطور لنوع من الغناء كان منتشرًا في الإسكندرية، وتواجد في الحانات الإسكندرية الفقيرة، إذ كان يؤدى في تلك الحانات بمصاحبة عازف الأكرديون، والطبال، وعازف ناى، ويغنون أغانى تشبه في موضوعاتها أغانى شباب المهرجانات، كما أن المطربين أيضًا لم تكن أصواتهم جيدة سواء الرجال أم النساء منهم، وهو ما ينطبق أيضًا على أصوات مثل حمو بيكا، وشاكوش. 
وعن أسباب انتشار أغانى المهرجانات، أوضحت «فراج» أن وسائل التواصل الاجتماعي هى ما أتاحت عرض أغانى المهرجانات، وذلك عبر اليوتيوب أو السوشيال ميديا، ودعمها أيضًا الإنترنت الذى حقق انتشارًا في جميع المنازل، فهذه النوعية أنا اسميها بـ بالأغنية «الشبحية»، ولا يحتاج إلى تكاليف مادية، فهى تقتصر على جهاز كمبيوتر، وبرامج صوت، ومحسانته.
وأكدت أن الإعلام الرسمى أسهم في انتشار هذه الظاهرة، لا سيما في السنوات العشر الأخيرة، وبالتحديد بعد ثورة ٢٥ يناير، بدأ الإعلام يسلط الضوء على هذه الظاهرة، وبدءوا يحتفون بشباب أغانى المهرجانات احتفاءً مبالغًا فيه، حتى لو كانوا معارضين لهم، وهذا ما جعل لهؤلاء الشباب أسهمًا بداخل المجتمع، وأن كثرة اللقاءات والحوارات باعتبارها ظاهرة جديدة، وأن أغلب المعدين ومقدمى البرامج يقومون بتقديمهم دون دراية أو دراسة، وأن هذا النوع من الغناء له أصل تاريخى، وظهر في عدة أزمنة مختلفة في مصر، كما أن هذ النوع من الأغانى منتشر انتشار كبير في الأفراح، وفوق الأسطح، والاحتفالات بالمناطق الشعبية.
وأشارت فراج، إلى أن أعداد الجمهور الذى يستمع لأغانى المهرجانات كبير، فإذا ما نزلنا إلى متوسط المشاهدات على موقع اليوتيوب سنجدها كبيرة، وهناك طرق كثيرة تستخدم في الترويج لهذه المواقع أو تلك الحسابات، والتى يتم شراؤها عبر المتخصصين، وأن هذا الانتشار الكبير وزيادة عدد المستمعين، يعود لعدة أسباب أولا باعتبارها «موضة» بسبب تسليط الإعلام التقليدى الضوء عليها، وثانيًا لأن نوعية الأغانى التى تقدم تعتمد على الغناء الإيقاعى، والمعروف في أوروبا بغناء الـ «آر بى»، وهو ما نسمعه في فرق «تشار موفرز»، كما أن فرق المهرجانات تقدم هذا النوع ولكن بطريقتها، وهى «المقسوم» الإيقاع.
وطرحت «فراج» مجموعة من التساؤلات حول أسباب رفض بعض المثقفين أو الطبقات لتلك الأغانى، مشيرة إلى أنه يجب أن يتدخل علماء الاجتماع في الكشف عن أسباب تلك الظاهرة، أو الموجة، ومنها هل هذا الرفض يرجع إلى المحافظة على القيم والأخلاق المصرية؟ وأن هذا الهجوم لأن هؤلاء الشباب لا يملكون موهبة ولا شهادات ولا مؤهلات تجعلهم يحصلون على مبالغ تتخطى الـ ٥٤ مليونا؟ أو لأن ما يقدمونه ليس نوعا موسيقيا؟ وهل الحرب على شباب أغانى المهرجانات هى حرب طبقية أم حرب أخلاقية؟
وأكدت أنها تسمى هذه الموجة من الأغانى بـ «الأغنية الشبحية»، وذلك من منطلق منهج أفلاطون «النظرية التراتبية»، والتى يتم فيها إرجاع الصورة إلى أصل، وأن هذا الأصل مثال له عدة صور مثالية، ما يسمى بـ «الأيقونة»، وهناك الصورة «الشبحية» والتى لا يمكن فيها إرجاعها إلى أى أصل، وهذا جزء أصيل في سبب انتشار هذا النوع من الأغاني.