الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

أستاذ بأكاديمية الفنون: وسائل التواصل الاجتماعي السبب في انتشار أغاني المهرجانات

الدكتور محمد شبانة،
الدكتور محمد شبانة، أستاذ الموسيقى الشعبية بأكاديمية الفنون
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الدكتور محمد شبانة، أستاذ الموسيقى الشعبية بأكاديمية الفنون، إن موضوع أغانى المهرجانات هو موضوع شائك، فهى إفراز مجتمعى نتج عن ذهاب الدور الفاعل للمؤسسات المعنية بالإنتاج الموسيقى والغناء في الدولة، متمثلة في الإذاعة والتليفزيون وشركات الإنتاج الفنى، وما أتاح لها الفرصة، في الحضور الجماهيرى العريض هى وسائل التواصل الاجتماعي.
وتابع «شبانة» في تصريح لـ«البوابة نيوز» أن أسباب هذا الانتشار له مرجعية، والتى تتمثل في المصنفات الفنية أو في لجان الإجازة للنصوص، وعليه أصبحت هذه النصوص الغنائية وهذا المنتج لا يحمل قيمة فنية مطلقًا، ما جعلها حاضرة في الحياة الاجتماعية المصرية، متمثلة في الأفراح الشعبية، وما إلى ذلك، لافتا إلى أنه ساعد على انتشارها أيضًا بعض القنوات الفضائية، والتى قامت بالترويج لهذا النوع باعتباره «موضة» فنية، بل تبنته أيضًا بشكل غير مسئول، حيث أتاحت لهم الفرصة في الظهور في تلك القنوات، ومن ثم تم الترويج لهذا النمط من الإنتاج دون إعمال النقد الفنى أو النقد الاجتماعي. 
وعن قرار منع هؤلاء المؤدين أو ظهورهم بشكل رسمى، أوضح «شبانة» أنه يرى أن مثل تلك الدعوات بالمنع أو الظهور لن يحقق الهدف المنشود منها، بل سيكون سببًا في الترويج لها ولفت النظر إليها، من قبل القطاعات العريضة من الجماهير التى لم تكن ملتفتة إليها أصلًا. 
وأكد أن هذه الموجة أو الظاهرة تعتبر موضة وسوف تنحسر مثلما انحسرت سابقتها، فهى إفراز مجتمعى نتيجة ما يعيشه المجتمع من حالات قلق وتردد وعدم استقرار، سواء على المستوى الاجتماعي أو الاقتصادى، وسبق المرور بمثل هذه الموجات من الأغانى «الهابطة» في مراحل زمنية سابقة، أثناء وبعد الحرب العالمية الأولى، إذ كانت توجد أغانى مثل «تعالى يا شاطر نروح القناطر» لمنيرة المهدية، وأغنية «أنا بنت سوجريا بالحب يا روحى واخدة البكالوريا»، وغير ذلك الكثير.
وقال إن الدور الذى يجب أن تقوم به الأجهزة الفنية والثقافية، والتى تتمثل في الأوبرا والإذاعة والأكاديمية، والنقابات الفنية، لأن تقوم بواجبها نحو تشجيع المواهب الحقيقية في الغناء والتلحين وكتابة الشعر الغنائى، وإنتاج أعمال جديدة من خلال مسابقات يتبناها ويشرف عليها فنانون كبار ومتخصصون، فالسبيل الوحيد ليس منع ظاهرة ما، بل التصدى لها ببدائل أكثر جدية، وأكثر نضجًا، مشيرًا إلى أنه في الفن لا بد من حرية الفنان، ووجود هذه الموجات يكشف عن روح المجتمع الناقدة، والباحثة عن جوهرها الحقيقى ولعل التصدى القوى من قبل المستمعين يكشف عن أن هذا المجتمع يتجه إلى الكشف عن جوهره الحقيقى في تذوق الفنون الراقية، والجميلة، والهادفة، فالموسيقى هى كاشفة عن الحالة الاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية في المجتمع إذا كان المجتمع صحيحا ومعافى، وإذا كان المجتمع ضعيفا، فبالتالى هو عرضة لمثل هذه الموجات باعتبارها عرض لمرض مجتمعى.