يؤمن الكثير من الأشخاص بقوى ما وراء الطبيعة والخرافات خاصة داخل القرى بالمحافظات في مصر، وهو الأمر الذي يظهر بصورة أو بأخرى في العديد من الحوادث التي تطرأ، كما حدث مؤخرا بقرية الشراقوة بمركز الحامول بمحافظة كفر الشيخ، بعد اشتعال النيران داخل 13 بيتا، واعتقد الكثيرون أن الجن مسئول عن هذه الحوادث.
وتوصلت الجهود الأمنية، إلى أن سبب الحرائق طفلة تقطن بالقرية تشعل النيران في منازل أعمامها وأخوالها، لمعاناتها من حالة نفسية.
والواقعة لا تنفصل عن الكثير من الحوادث المشابهة، على مدى الأعوام الأخيرة، حينما وقعت حرائق اعتقد الأهالي بأن لها علاقة بالجن كما حدث في مركز فاقوس.
وفي هذا السياق، يقول الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي، إن الاعتقاد بإشعال النار من قبل الجن عبارة عن هيستيريا جماعية تصيب الكثير ممن يعتقد بها حيث ينشأ تضليل الوعي النفسي عند عموم الناس فيذهب الكثير من الناس في ظل عدم قدرته على تفسير الظواهر التي تعرض لها إلى الاعتقاد بالتفكير الخرافي ويتجه إلى الذهاب وراء الخزعبلات والخرافات التي لا أساس علمي لها مثل المسك الأحمر وغيرها من الوصفات الخرافية التي تعيدنا للعصور الوسطى.
وأضاف أن ذلك يأتي بسبب الجهل وغياب الوعي بالحقائق والارتباط بالقيل والقال الذي يؤثر بشكل سلبي على الاعتقاد الخاطئ بوجود ضرر للجن على البشر وهو ما يمكن أن يأتي كذلك بسبب الإصابة بالاضطرابات النفسية مثل الوساوس والاكتئاب والقلق وهو ما يأتي بصورة أكبر بالنسبة لمن أقل من 30 عاما.
ويقول الدكتور خالد عبد الوكيل، الخبير
الاجتماعي، إن الإنسان بطبيعته محب للألغاز لأنها تثير لديه الفضول لديه مثل قضايا
السحر والشعوذة والغيبيات بشكل عام، لافتا إلى إن الشغف بتلك الأمور موجود منذ
قديم الأزل وهناك عدد كبير من المواطنين يؤمنون بفكرة الاعتقاد والفهم الخاطئ
لوجود الجن بالقرآن.
وأكد أن الاهتمام الكبير بقضايا السحر والجن موضة تختفي وتظهر من خلال العزف
على أوتار الماضي والذي كان يضم بعض القصص والتي تم تناولها بشكل غير صحيح وما زال
الحديث عنها، مؤكدا أن السيدات هم الأكثر اهتمامًا وشغفا لأن طبيعة السيدة تجعلها
تواجه العديد من الضغوط داخل حياتها.
وأكد أن علاج تلك الأمور الوحيد يكون عن طريق الإيمان بالله تعالى ومعرفة
وقائع الأمور بعيدا عن المزايدات.
