لليوم الثالث، تستمر فعاليات الدورة الـ٧٠ من مهرجان برلين السينمائى الدولى، تلك الدورة التى تواجه تحديا كبيرا بعد تغير إدارتها التي استمرت ١٨ عاما متمثلة في ديتر لوسليك، وتولى كارلو شاتريان ومارتين ديسنبيك إدارتها هذا العام.
وقرر المهرجان منح جائزته الفخرية هذا العام للممثلة البريطانية هيلين ميرين، بجانب تقديم جائزة جديدة وهى «الدب الفضى»، وتعليق الجائزة التي تحمل اسم «ألفريد باور» أول رئيس للمهرجان بعد الحرب العالمية، والذى تولى رئاسة المهرجان في الفترة بين عام ١٩٥١ وحتى عام ١٩٧٦، وذلك بعدما اكتشف أن له تاريخا نازيا.
السينما العربية كان لها حظا وافرا في المشاركة بدورة المهرجان هذا العام، سواء ضمن لجان التحكيم كالمخرجة المصرية هالة لطفي، والمخرجة الفلسطينية آن مارى جاسر، أو على مستوى السينما الوثائقية والروائية والقصيرة، حيث يشارك الفيلم السعودى الألمانى «هروب سعودي» في قسم «بانوراما»، ويطرح الفيلم قضية الحريات الخاصة بالنساء، من خلال تسليط الضوء على فتاة تحاول الهرب من موطنها بالسعودية قبل أيام من زواجها دون رضاها.
وتشارك لبنان بالفيلم الروائى الطويل «كما في السماء كذلك على الأرض» الذى يصور مجموعة من البشر يتجولون في أرض خاوية، فوقهم السماء ولا غيرها، ومن خلال تفاعلهم سويا يبدو وكأننا نشاهد بداية الحياة على كوكب الأرض منذ البداية، وتشكل الأفكار والقوميات والديانات وكل شىء، حيث يبدو الإنسان في مركز العالم في وقت ندرك فيه أننا مجرد جزء صغير للغاية من كون شاسع.
وتشارك الجزائر بفيلم «نرجس.ع.. يوميات حياة متظاهرة جزائرية» الذى يطرح ثورة الشعب الجزائرى على الرئيس السابق، ورغبة الشعب في العيش بحرية وكرامة.
وتشهد مسابقة الأفلام القصيرة مشاركة فيلمين من مصر، وهما: «معظم ما يلى حقيقى» الذى يدور حول رجل يعود للبحث عن أخيه في الحى القديم، و«الموعود» الذى تدور أحداثه في بقايا مدينة الفسطاط التاريخية، بينما تشارك لبنان أيضا بفيلمها «الهبوط».
على صعيد آخر، تنطلق للعام السادس فعاليات مركز السينما العربية، على هامش المهرجان، بمشاركة من مصر والعراق والأردن ولبنان والإمارات والسعودية، بجانب شراكة من مهرجان مالمو للسينما العربية بالسويد.
ويطلق المركز ملفا شاملا عن النسخة الجديدة من جائزة النقاد، والتى يشارك فيها هذا العام ١٤ ناقدا مصريا، وهم: ماجدة خير الله، طارق الشناوى، عصام زكريا، علا الشافعى، أحمد شوقى، أسامة عبدالفتاح، صفاء الليثى، أمل الجمل، أندرو محسن، خالد محمود، رامى عبد الرازق، رشا محسن، محمود مهدى ومحمد عاطف، حيث تعد تلك المشاركة المصرية هى الأولى من نوعها في عالم المهرجانات، وبذلك يصل عدد النقاد المشاركين هذا العام إلى ١٤٢ ناقدا.
وفى إطار خطوات مركز السينما العربية لدعم وترويج صناع السينما العرب، يمنح المركز جائزة شخصية العام العربية السينمائية إلى التونسية شيراز العتيرى، المديرة السابقة للمركز الوطنى للسينما والصورة.
يذكر أن هناك ١٨ فيلمًا، بينها ١٦ تعرض لأول مرة، تتنافس على جائزة «الدب الذهبي الكبرى» بالمسابقة الرئيسية للمهرجان، والتى تركز على الأفلام التى تتناول موضوعات إنسانية وقضايا حياتية معاصرة، مثل قضايا الهجرة والحياة الأسرية، ومعارضة السلطات السياسية، ويتناوب على حضور المهرجان عدد كبير من نجوم العالم، أبرزهم جونى ديب وكيت بلانشيت ولورا لينى وإيلى فانينج وويليام دافو.
