قالت دولت أبيض: مشوار حياتى طويل قوى وعجوز، وكانت طفولتى المبكرة بين السودان والقاهرة، حيث كان والدى من موظفى الحربية، وقضى ٣ سنوات في الخرطوم، و٣ سنوات في مصر، ودرست أنا وأخواتى في مدارس الراهبات في الخرطوم، وقتها كان لا توجد مدارس أهلية.
وأضافت: «ذكرياتى مع التمثيل بدأت في المدرسة، وكنت أؤدى أدوارا باللغة الإنجليزية والإيطالية، وكنت أحيى حفلات في المدرسة فقط، وأكملت الدراسة عادى، ولم أصل إلى درجات كبيرة في التعليم، وتزوجت وأنا صغيرة السن، وكانت لدى طفلتان ووالدهما توفى وتوفيت ابنتى الصغرى، وبقى لى ابنتى «إيفون»، ورجعت لبيت والدى مرة أخرى أعيش هناك».
وتابعت: «في مرة من المرات كان فرح إحدى جاراتنا، وكان معزوما فيه الفنان عزيز عيد، ودخل هو ووالدته، وأنا كنت في استقبال المعازيم، ونظر إلى أمه وقال لها المسرح المصرى تنقصه شخصية مثل هذه السيدة، فتضايقت جدا من هذه الكلمة، وقلت ماذا رأى في خارج حدود اللياقة حتى يقول ذلك، وابنة خالتى قالت لى، إنى فهمت كلماته خطأ، وأنه يرى في الموهبة، وكانت لبلبة هاشم صاحبة مجلة «فتاة الشرق» صديقة والدى ووالدتى، ذهبت إليها لكى استشيرها في هذا الموضوع، فقالت لى أنت من المفترض أن تكونى مبسوطة بهذا الأمر».
وواصلت: «قلت لمارى بنت خالتى أنا أفكر بالعمل في التمثيل، وذهبت وعملوا لى عقد، وسافرت إلى الإسكندرية ولم يوافق أبى وأمى، وسرقت بنتى ودخلتها مدرسة داخلية للراهبات، واتفقت مع عزيز عيد وسافرنا وهربت طبعا، وبحث عنى والدى وعرف من مارى أنى سافرت، وجاء لى إسكندرية هو وأصدقاؤه، ورمى طربوشه في الأرض وبكى، وقال لى: حرام عليكى تفضحينا على آخر السنين، بقى أنت يقطعوا تذاكر ويتفرجوا عليكى على المسرح، وأعلن تبرأوه منى».
وتابعت: «وأول ما عملت في المسرح وجدت ابن خالة والدى حكيم باشا يجلس أمامى، وأغمى عليا وقتها، وفكرت أهرب من الإسكندرية وكلمت نجيب الريحانى لأنه كان ممول فرقة عزيز، واستقبلنى في القاهرة، وعملت معه، وأرسلنى إلى جورج أبيض، ومثلت معه كل الأدوار وتزوجنى».
في البرنامج الإذاعى «حديث الذكريات» على الإذاعة المصرية، استضافت الإعلامية أمينة صبرى، الفنانة دولت أبيض، التى تحدثت عن مشوارها الفنى.
