الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

طبيب المساكين.. كرس حياته لمواجهة المرض ومساعدة الفقراء ببني سويف

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الدكتور مجاهد مصطفى على الطلاوى، المشهور بـ"طبيب المساكين" أثناء تكريمه في الإمارات في مبادرة صناع الأمل "الواحد لسه هيستمر ويدى لأخر يوم في حياته"، مضيفا أنه رأى ثمرة الجهد على مدى 30 عاما، حيث عوضه الله في أولاده الـ 7.
جاء ذلك خلال تكريم محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبى، صنّاع الأمل في الوطن العربى، حيث كان من بين صناع الأمل الخمسة، مساء أمس، الدكتور المصرى مجاهد مصطفى على الطلاوى، الذى يقدم الرعاية الصحية منذ عقود برسم رمزى أو دون مقابل، ويدعم الفقراء والمحتاجين والأيتام في قريته ومجتمعه.
والدكتور مجاهد مصطفى على الطلاوى، المشهور بـ"طبيب المساكين"؛ كما أسماه أهل قرية طلا التابعة لمركز ومدينة سمسطا جنوب محافظة بني سويف، الذين رأوا فيه الإنسان والصديق والابن والأخ والأب، الذى لا يخيّب أمل جيرانه وأهله، ولا يتركهم فريسة للمرض والعوز،عرفوه على مدى السنين الطوال عونًا وسندًا، يقيهم حرج السؤال في السقم، ويكفيهم همّ الدَين في المرض، ويقيل عثرات الكرام.
وتخرّج الدكتور الطلاوى من كلية الطب، وبعد تخرجه، جاء تعيينه في مستشفى القصر العيني في القاهرة، ورغم أن زملاءه وأقرانه غبطوه على ذلك التعيين، اعتذر عن قبوله، واختار طائعًا أن يقدم وقته وجهده وعلمه ومعارفه لأهل قريته طلا، الكائنة بمحافظة بني سويف.
وكرّس طبيب المساكين حياته لمواجهة الفقر والمرض، وعاش على هذا النهج تنفيذًا لوصية والده الذي قال له في بداية مشواره المهني: "إن المرضى إن وردوا عليك أسلموا لك أغلى ما يملكون من حياتهم، واستأمنوك على أرواحهم وأموالهم، فلا تكن للأمانة خائنًا، ولا تضيّع المسئولية التي صارت إليك، بل كن على قدرها مع نفسك ومع أهل بلدك."
بعد أكثر من 30 عامًا من هذا القرار المصيري في حياة الدكتور مجاهد، استطاع ومن تطوع معه تشخيص وعلاج وتقييم وإحالة ما يقارب مليوني حالة على مدى أكثر من ثلاثة عقود بمعدل 60 ألف حالة سنويًا، وقام والعاملون معه بإجراء آلاف العمليات الجراحية.
ويعاين الدكتور مجاهد يوميا مع فريقه من 200 إلى 250 حالة من قريته وقرى الصعيد التي سمع أهلها عن رأفته بحال المرضى البسطاء فقصدوه من كل مكان ينشدون على يديه التشخيص والعلاج على طريق الشفاء، وهو عرف أن معظمهم لا يملكون، فعمل على تقديم استشاراته لهم بمبالغ رمزية تضمن لهم الرعاية الصحية الكريمة دون منّة من أحد.
وتصل تكلفة المعاينة الطبية في بعض الحالات إلى 300 جنيه في المنطقة، وهو ما يثقل كاهل البسطاء وضعاف الحال، يكتفي الدكتور مجاهد برسم معاينة رمزي يعادل أقل من دولار واحد أي عشرة جنيهات فقط، ويقدم المعاينة مجانًا لمن لا يملك الجنيهات العشرة،ويستمع بهدوء وتواضع لشكوى الكبار في السن من ألم مزمن أو مرض عضال، ويشفق من بكاء الصغير، ويجيب الملهوفين على صحة أحبائهم من ذوي المرضى.
وتوسع الدكتور مجاهد في جهوده الخيرية، فصار يرصد مخصصًا شهريًا لدعم الطلبة من الأيتام وتوفير المستلزمات التي يحتاجونها خاصة في المدرسة ليساعدهم بتوفير الملابس والأحذية والقرطاسية حتى يبدؤوا العام الدراسي مقبلين على العلم على سوية أقرانهم. ووصل عدد الطلبة الذين دعمهم إلى 1500 طالب.
وصار يتبرع بثمن الخبز لمن لا يستطيعون شراءه من الأسر المتعففة، حتى وصل معدّل ما قدّمه على مدى سنوات إلى 200 ألف رغيف، وهكذا كان حتى أحيا الدكتور مجاهد الأمل في قريته ومحيطها بعمله الخيري والإنساني الذي تجاوز الطب إلى مساعدة الأيتام ومساندة المحتاجين وتقديم الدعم للفقراء.
أسرته التي ساندته في مشواره، كانت الفريق الذي يدعمه في السراء والضراء ويعمل معه على خدمة المجتمع. وبناته اللواتي تخرّجن في الحقل الطبي كوالدهن، أصبحن يساندنه في مهمته الإنسانية، والآن هو يوصيهن بمواصلة مسيرة العطاء للإنسان والإنسانية.
أمله أن يعيش حتى يرى المستشفى الذي يشيده في قريته يفتح أبوابه ويستقبل المرضى من مختلف الحالات، وهدفه أن يواصل القيام على تقديم الرعاية الصحية لكل من يحتاجها ممن يقصدون عيادته ما استطاع.