الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

عقب تنامي الإرهاب بمنطقة الساحل الأفريقي.. كيف استطاعت موريتانيا النجاح في محاربته ذاتيا؟.. باحث: التطور العسكري والأمني أبرز الأسباب.. وتنظيم العديد من المؤتمرات لمواجهته فكريا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في الآونة الأخيرة كثر الحديث عن تنامي الإرهاب في منطقة الساحل الأفريقي، إذ توغلت الجماعات المتطرفة بشكل مخيف ومقلق، لدرجة أن القوات العسكرية سواء كانت المحلية أو الدولية لم تستطع أن توقف هذا الوباء، خاصة أن منطقة الساحل والصحراء الأفريقية أصبحت مركزًا رئيسيًا للتنظيمات المسلحة بعد تفكيك تنظيمات أخرى وطردها من المناطق التي كانت تسيطر عليها سواء كان في الجزائر وليبيا وتونس والمغرب وسوريا والعراق.


وبالإضافة إلى كل هذه العوامل تعتبر تلك المنطقة محل أطماع بسبب غناها بالثروات الطبيعية، وبسبب موقعها الجغرافي المتميز، خاصة أنها قريبة من أوروبا.
ولكن لم تستطع أي دولة أجنبية متواجدة في تلك المنطقة سواء كانت فرنسا أو أمريكا أو إنجلترا، أن تتصدى للإرهاب في هذه المنطقة، حتى بعد أن قررت تلك القوات أن تزود عدد جنودها من 5 آلاف جندي إلى 20 ألفًا.
ولعدم قدرة تلك الدول على حماية منطقة الساحل والصحراء من التهديدات الإرهابية، اتجهت بعض الدول للدفاع النفسي والذاتي عن بلادها، وأبرزها موريتانيا، العضو في منظمة دول الساحل (وتضم أيضًا بوركينا فاسو ومالي والنيجر وتشاد)، والتي تشارك مالي في حدود برية طويلة تبلغ طولها 2200 كيلومتر، إلى وضع خطة محكمة لمواجهة الإرهاب في بلادها ومنطقة الساحل الأفريقي.

موريتانيا في مواجهة إرهاب منطقة الساحل
تعد موريتانيا العضوة في مجموعة الساحل، هي البوابة الأفريقية الوحيدة لمنطقة الساحل، إضافة إلى ذلك تعتبر هي الدولة العربية الوحيدة من دول الساحل الأفريقي، وهذا الأمر يجعلها محورًا أساسيًا في عملية التواصل مع الداعمين للمجموعة في محاربة الإرهاب.
وموريتانيا اتجهت لمحاربة الإرهاب بمفردها، لأكثر من سبب، فهي لديها جيش قوي من حيث العدد والعتاد، إضافة إلى ذلك سياستها الدفاعية والأمنية التي تتبعها، شهدت تطورًا كبيرًا خلال السنوات العشرة الماضية، ذلك بعكس جيوش المنطقة المجاورة لها التي أنهكت جيوشها في الحرب على الإرهاب خلال الأعوام الماضية.
إلى جانب ذلك، القيادة العسكرية الجديدة في موريتانيا معنية أكثر من غيرها ومن التي سبقتها بقضية الإرهاب، وتهدف أكثر إلى استقرار منطقة الساحل.
وفي السياق ذاته، يعتبر الرئيس الموريتاني «محمد ولد الشيخ الغزواني»، من أكثر رؤساء دول الساحل المهتم والقريب بملف الحرب على الإرهاب في منطقة الساحل الأفريقي، بسبب أنه لديه خلفية عسكرية، وتدرج في المناصب الأمنية والعسكرية حتى أصبح رئيس أركان الجيش ثم وزيرًا للدفاع، ثم رئيس دولة.
كما أنه نجح في إصلاح المؤسسة العسكرية وخاض حربا شرسة ضد التنظيمات الإرهابية، التي لم تستطع شن أي هجوم إرهابي على الأراضي الموريتانية منذ عام 2011، بعكس باقي دول الساحل التي تعاني بشكل كبير من الهجمات الإرهابية وبالتحديد في القوت الحالي.
وكانت قد شهدت العاصمة الموريتانية نواكشوط مؤتمرًا لعلماء أفريقيا في 21 يناير الماضي، واستمر لمدة 3 أيام، بحضور أكثر من 500 عالم إسلامي من جميع أنحاء القارة الأفريقية، وبشراكة بين الحكومة الموريتانية ومنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، في أبوظبي، بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وتناول المؤتمر أهم الدوافع الفكرية التي ينطلق منها التطرف، كمنطلق رئيسي نحو القضاء على العنف والإرهاب في القارة الأفريقية، وغيرها من الأنشطة السياسية التي بدورها تستطيع أن تحارب التطرف في منطقة الساحل والصحراء.
وعن ذلك يقول الباحث المتخصص في الشأن الأفريقي، محمد عز الدين، لـ«البوابة نيوز»: إن موريتانيا تعتبر من أكثر البلدان في منطقة الساحل والصحراء التي تحارب الإرهاب، بسبب التطور العسكري والأمني لديها، وبسبب ذلك أصبحت موريتانيا من أكثر الدول أمانًا في منطقة غرب أفريقيا، وهذا الأمر يدعم دورها في اقتراح حلول ووضع سياسات لمحاربة الإرهاب في منطقة الساحل الأفريقي.

لا أثر للإرهاب
للسنة الثالثة على التوالي يصنف التقرير السنوي لمعهد السلام والاقتصاد العالمي موريتانيا ضمن الدول التي لا أثر للإرهاب فيها.
وتقع موريتانيا في المرتبة 138 مع 26 دولة أخرى لم تشهد أحداثا ولا أضرار إرهابية، لذلك تم تصنيفها مع الدول التي لا يوجد بها إرهاب.
ودور موريتانيا في الحرب على الإرهاب بمنطقة الساحل الأفريقي، أشاد به المبعوث الفرنسي الخاص لمنطقة الساحل « كريستوف بيغو»، التي وصفها بـ«الحلول الناجعة لمحاربة الإرهاب».
إضافة إلى ذلك تسبب قيام موريتانيا بتنظيم العديد من المؤتمرات التي تتحدث عن محاربة الإرهاب وسبل المواجهة وتمويل المحاربين للإرهاب، في بروز اسمها ضمن دول الساحل.