مبادرة تهدف لإضفاء السعادة على وجوه مواطني قرية بسيطة في جنوب مصر، أطلقتها معلمة من بنات هذه القرية لتسعد أهلها بقريتها في الوادي الجديد، ففي أقصى البقاع الجنوبية للبلاد، تميزت قرية "بولاق" في محافظة الوادي الجديد، والتي تقع على مساحة 35 كم، بعدد من الخدمات المتكاملة والمتميزة، التي أهلتها للفوز بجائزة التميز الحكومي على مستوى الجمهورية.
"بولاق" وهي إحدى القرى التابعة لمركز الخارجة (30 كم جنوبي المدينة)، يحدها من الشمال قرى ناصر الثورة، ومن الجنوب قرية الجزائر، وغربًا تلال الرمال، ويصل عدد سكانها إلى 3 آلاف و675 نسمة.
قالت الهام محمد صالح، معلمة من قرية بولاق بمركز الخارجة، إن المبادرة جاءت فكرتها وانا متواجدة في مقر مبني الوحدة المحلية لرئاسة القرية، متسائلة لماذا تنتشر الملامح المليئة بالضيق في العديد من الموظفين ومقدمي الخدمات الجماهيرية بالمصالح الحكومية، ففكرت لماذا لا نطلق مبادرة ترسم البسمة على وجوه أبناء قريتي سواء كان موظفا عموميا أو مواطنا عاديا يقف في مصلحة حكومية ليحصل على خدمة، ومن هنا بدأت فكرة المبادرة، والتي خلال بحثي وجدت أن دولة الإمارات العربية الشقيقة بها وزارة متخصصة للسعادة، فلماذا لا يكون لدينا على الأقل مبادرة تهدف لإسعاد الناس.
وأكدت إلهام، أنه عرضت الفكرة على رئيس قرية بولاق بمركز الخارجة، بحيث نسعد المواطن الذي يدخل مقر الوحدة الحلية للقرية من خلال توعية موظفي الوحدة بالابتسام في وجه المواطن وحس معاملته إضافة إلى سرعة إنجاز مطلبه في أقل وقت ممكن، وبدون عصبية أو تضجر، بحيث يحصل المواطن على خدمته وهو في حالة من السعادة.
وأضافت أن الفكرة بدأت من مقر مجلس القرية، على أن يتواصل تنفيذها في باقي المصالح الحكومية بالقرية من مكاتب عمل وتموين وغير ذلك من المصالح الحكومية، وبالفعل بدأ تخصيص غرفة داخل مبني الوحدة المحلية لقرية بولاق، لتنفيذ المبادرة، تحتوي على ملصقات ورسوم فنية وأشكال هندسية كلها تبعث على السعادة، بالإضافة إلى الاستعانة بأئمة من الأوقاف والازهر وخبراء علم نفس واجتماع يعقدون جلسات متتالية مع موظفي المجلس لتوعيتهم ورفع قدراتهم في التعامل مع المواطن بشكل يجعل المواطن راضيا وسعيدا على أداء الخدمة وتعريفهم بأهمية الابتسامة في وجه المواطن، ودعوة الأديان لذلك.
ولفتت إلى أنه تم عرض فكرة المبادرة على أساتذة متخصصين وأعضاء هيئة تدريس بكلية التربية جامعة الوادي الجديد، من أبرزهم الدكتورة نجوي واعر، رئيس قسم علم النفس بكلية التربية بمدينة الخارجة، للمشاركة بشكل فعال في تنفيذ المبادرة، والتي أبدت تجاوبا كبيرا في المساعدة في تنفيذ المبادرة.
وتابعت أن المرحلة المقبلة ستشهد التوسع في مبادرة السعادة من خلال تنفيذها في المدارس وذلك بعد الانتهاء من تنفيذها في لمصال الحكومية والتي تقدم خدمات جماهيرية بشكل مباشر مع المواطنين.
وأضاف عبد الناصر صالح، نائب رئيس مركز الخارجة، ورئيس قرية بولاق السابق، أن القرية تتميز بنجاح المشاركة المجتمعية والمبادرات التي نفذتها الوحدة المحلية مع شباب القرية، بواقع 6 مبادرات، منها مبادرة نشر السعادة بين المواطنين والموظفين، ومنها مزرعة الكرامة (زراعة 5 أفدنة نخيل)، التي جرى تخصيص العائد منها للحالات الفقيرة والمرضية من أبناء القرية، وأيضًا مبادرة زراعة 200 نخلة لدعم أهالي قرية الراشدة بالداخلة، بعد الحريق الهائل الذي ضرب منطقتهم الفترة الماضية، ومبادرة تخفيض أسعار اللحوم في شهر رمضان، ومبادرة "أيدك في أيدنا" نطور بلدنا؛ وهي حملات نظافة للقرية كل يوم سبت بالتعاون مع شباب القرية، ومبادرة "ماذا لو كنت محافظًا" بمشاركة مدرسة بولاق الثانوية بعدد 28 طالبًا.
وأكد أن القرية هي الأكثر تميزا على مستوى الجمهورية، وذلك بعد فوزها بالمركز الأول في مسابقة دشنها مجلس الوزراء بين مختلف القرى في مصر وأعلن عن القرى الفائزة في محفل رسمي حضره الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، وكان لفوزها أسباب عدة وعوامل طبيعية واجتماعية تتمتع بها هذه القرية أهمها المبادرات المجتمعية.
ولفت إلى، أنه قد أعلن رئيس مجلس الوزراء، المهندس مصطفى مدبولي، نهاية أكتوبر 2019 عن فوز قرية بولاق بمركز الخارجة بمحافظة الوادي الجديد بالمركز الأول في مسابقة التميز الحكومي، وجاء ذلك خلال مؤتمر عقده رئيس مجلس الوزراء، بحضور ممثلين من دولة الإمارات ولفيف من الوزراء، بحضور وفد من المحافظة، على رأسهم محافظ الإقليم، اللواء محمد الزملوط، والمهندس مجدي الطماوي، رئيس مركز الخارجة، والدكتور صلاح محمد على، وكيل مديرية الصحة، وسيد مجيد، مدير إدارة الإنتاج بالمحافظة، ولفيف من قيادات المحافظة التنفيذية.
