الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

تفاصيل جلسة المباحثات بين الرئيس السيسي ونظيره البيلاروسي.. الهجرة غير الشرعية ومكافحة الإرهاب والتكامل الاقتصادي يتصدر الاهتمامات.. و"لوكاشينكو": مصر ركيزة أساسية لأمن واستقرار الشرق الأوسط وأفريقيا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، بقصر الاتحادية الرئيس ألكسندر لوكاشينكو، رئيس جمهورية بيلاروس، حيث أجريت مراسم الاستقبال الرسمي وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف، وعقب ذلك أجرى الرئيسان جلسة مباحثات ثنائية تلتها جلسة موسعة ضمت وفدي البلدين.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس أعرب خلال المباحثات عن الترحيب بالرئيس البيلاروسي في مصر، مجددًا الشكر على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة التي لاقاها الرئيس خلال زيارته إلى العاصمة البيلاروسية مينسك في يونيو 2019، والتي دشنت مرحلة جديدة للعلاقات الثنائية بين البلدين، وعكست كذلك ما يجمع الشعبين المصري والبيلاروسي من علاقات صداقة متميزة، ومؤكدًا الحرص على دفع التعاون بين الجانبين في شتى المجالات لترتقي إلى مستوى تلك العلاقات، فضلًا عن تعويل مصر على بيلاروس في إطار تعميق العلاقات المصرية مع الاتحاد الاقتصادي الأورو-آسيوي.
من جانبه أكد الرئيس البيلاروسي سعادته بزيارة مصر مجددًا، موجهًا الشكر للشعب المصري على كرم الضيافة وحسن الاستقبال، ومعربًا عن على حرص بلاده المتبادل على مواصلة الارتقاء بالعلاقات الثنائية وتعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين على جميع المستويات، خاصةً في ظل ما تمثله مصر من ركيزة أساسية لأمن واستقرار الشرق الأوسط وأفريقيا.
وذكر المتحدث الرسمي أن المباحثات بين الجانبين شهدت استعراضًا لسبل تعزيز التعاون الثنائي، حيث أكد الرئيسان الحرص على استمرار الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى بين البلدين، بما يعزز فرص التنسيق المشترك وتبادل الرؤى حول الملفات الثنائية والإقليمية والدولية محل الاهتمام، لا سيما من خلال اللجنة رفيعة المستوى المزمع إنشاؤها للتعاون الثنائي والحوار السياسي بين مصر وبيلاروس، والتي من شأنها أن تحافظ على زخم التعاون الثنائي.
كما رحب الرئيسان بانعقاد الاجتماع الأول لمجلس الأعمال المصري البيلاروسي على هامش الزيارة، خاصةً في ظل الدور الذي سيقوم به هذا المجلس في تعزيز التعاون بين البلدين في المجالات المختلفة، بما يسمح بتعظيم الاستفادة من الشراكة الإستراتيجية بين مصر وبيلاروس، لا سيما على صعيد دعم الإنتاج المشترك وتوطين الصناعة ونقل التكنولوجيا، وكذا التعرف عن قرب على الفرص الاستثمارية والميزات التنافسية لدى الجانبين، بما فيها المناطق الصناعية الجديدة في مصر، خاصةً المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وما تتيحه من إمكانية تصدير المنتجات إلى أسواق خارجية تتمتع فيها مصر بإعفاءات للتجارة الحرة في العالم العربي والقارة الأفريقية.
وأضاف المتحدث الرسمي أن المباحثات تناولت كذلك عددًا من الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث أكد الرئيسان أهمية التواصل والتنسيق المستمر بشأن مختلف تلك القضايا، كما استعرض السيد الرئيس وجهة النظر المصرية حيال أهم الأزمات الإقليمية، والتي تستند إلى الحفاظ على استقرار ووحدة أراضي دول المنطقة، وأولوية التسوية السياسية السلمية لتلك المشكلات.
وأشاد الرئيس البيلاروسي في هذا الصدد بالدور الإيجابي الذي تقوم به مصر في إطار العمل على التسوية السياسية لمجمل الأزمات القائمة في محيطها الإقليمي، كما ثمن الجهود المصرية في مجالي الهجرة غير الشرعية ومكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، مؤكدًا الحرص على تكثيف التعاون مع مصر في هذا الإطار، ومهنئًا السيد الرئيس على الرئاسة الناجحة للاتحاد الأفريقي خلال العام الماضي، والتي عكست حضور مصر البارز على الساحة الدولية، وأكدت مكانتها الرائدة على المستوى الإقليمي.
وشهد الرئيسان في ختام المباحثات التوقيع على عدد من الاتفاقات ومذكرات التفاهم المشتركة بين الجهات الحكومية المعنية في البلدين لإنشاء لجنة رفيعة المستوى للتعاون الثنائي والحوار السياسي، وكذا التعاون بين البنك المركزي المصري والبنك الوطني البيلاروسي، إلى جانب الدعم المتبادل في موضوعات الجمارك، فضلًا عن التعاون في مجال التعليم العالي والتعليم ما بعد الجامعي، وأعقب ذلك انعقاد المؤتمر الصحفي المشترك بين الجانبين.
وتحدث الرئيسان خلال مؤتمر صحفي مشترك وجاءت تفاصيل كلمة السيسي:
يطيب لي في البداية أن أرحب بكم في بلدكم الثاني مصر، ويشرفني استقبالكم اليوم بالقاهرة في ثالث لقاء يجمعنا، وهو ما يعكس عمق العلاقات المصرية البيلاروسية. كما انتهز الفرصة لأجدد شكري وامتناني لكم على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة الذي لمسته خلال زيارتي للعاصمة مينسك في يونيو 2019.
إن العلاقات المصرية البيلاروسية ليست حديثة العهد، إلا أنها شهدت تطورًا ملحوظًا على مدى الأعوام الماضية، لا سيما بعد زيارتكم للقاهرة في يناير 2017، والتي تلاها عدد من الزيارات المتبادلة على مستوى الوزراء واللجان الفنية لمتابعة نتائجها، ثم جاء اجتماعنا في مينسك في يونيو 2019 ليعطي دفعة قوية لتلك العلاقات من خلال التوقيع على خارطة طريق للتعاون الثنائي في عدد كبير من المجالات، لعل من أبرزها موضوعات الإنتاج المشترك للشاحنات والمعدات الزراعية وما يتضمنه ذلك من نقل تكنولوجيا التصنيع الخاصة بها إلى مصر.

وتأتي زيارتكم الحالية لتؤكد ما كنا نتطلع إليه من تحقيق شراكة حقيقية قائمة على الاحترام والمنفعة المتبادلة، وسوف نشهد اليوم التوقيع على مذكرة تفاهم لإنشاء لجنة رفيعة المستوى للتعاون الثنائي والحوار السياسي برئاسة وزيري الخارجية، وذلك للاستفادة من الزخم الحالي الذي تشهده العلاقات، وترجمة الدعم السياسي، على مستوى القمة، إلى نتائج عملية وملموسة على المستوى التنفيذي.
كما يأتي التوقيع على مذكرة التفاهم بين البنك المركزي المصري والبنك الوطني البيلاروسي، والتوقيع على اتفاق للتعاون والدعم المتبادل في موضوعات الجمارك، والتوقيع على البرنامج التنفيذي في مجال التعليم العالي والتعليم ما بعد الجامعي، ضمن خطة إستراتيجية لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
ولعل من أهم ثمار التقارب المصري البيلاروسي هو إنشاء مجلس الأعمال المشترك، والذي سيعقد أولى اجتماعاته غدًا في العاصمة الإدارية الجديدة، بمشاركة رجال الأعمال من البلدين، وسيكون بمثابة منصة لتعزيز العلاقات الثنائية في مجالات الاستثمار المختلفة.
كما أود الإشادة بتطور العلاقات البرلمانية بين مصر وبيلاروسيا، والتوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون البرلماني، وتشكيل مجموعة صداقة برلمانية بين الجانبين، والتي نعول على أنشطتها كثيرًا في تحقيق التقارب بين البلدين على المستوى الشعبي.
إن الموقع المتميز والفريد لكل من مصر وبيلاروس على الخريطة الدولية من شأنه أن يفتح أسواقًا جديدة أمام المنتجات المصرية والبيلاروسية، سواءً في دول الاتحاد الأوراسي وشرق أوروبا أو في العالم العربي والدول الأفريقية، خاصةً بعد أن تم تفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية في أفريقيا، وكذا ما نسعى إليه من توقيع اتفاقية تجارة حرة بين مصر والاتحاد الأوراسي.
وفى هذا الإطار، يسعدني أن أدعو بلدكم الصديق وقطاعه الخاص للاستفادة من الفرص الواعدة التي يوفرها الاقتصاد المصري، حيث تم تنفيذ عدد كبير من المشروعات القومية العملاقة، لعل من أبرزها مشروع قناة السويس الجديدة، والذي مهد الطريق لإنشاء المنطقة الاقتصادية لقناة السويس التي تضم منطقة تجارة حرة ومنطقة خدمات تجارية على ضفاف القناة، لتصبح مركزًا تجاريًا عالميًا جديدًا على ضفاف أحد أهم ممرات التجارة الدولية، ولتكون مصر بذلك بوابة العالم إلى أفريقيا والعالم العربي.
كما تتوفر بمصر فرص واعدة للاستثمار في مجال البتروكيماويات، وذلك في إطار المسعى المصري للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة في منطقة شرق المتوسط، ونسعى كذلك لتدشين منتدى غاز شرق المتوسط ليكون بمثابة إطار إقليمي للتعاون في هذا المجال.
في ختام حديثي إليكم، أؤكد الأهمية التي نقدرها لتعزيز العلاقات ما بين جمهورية مصر العربية وجمهورية بيلاروس الصديقة، والوصول بمستوى العلاقات بين البلدين إلى مرحلة الشراكة الحقيقية، بما يلبي تطلعات شعوبنا نحو مزيد من الاستقرار والتنمية، وأكرر ترحيبي بكم في بلدكم الثاني مصر".