الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

دارت في الفضاء لمدة 15 عامًا.. قصة محطة الفضاء الأشهر والأكبر "مير"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
محطة الفضاء "مير" هي اشهر وأكبر محطة فضائية من صنع الإنسان، اطلقها الاتحاد السوفيتي الفضاء حاملة معها 3 أفراد لتدور في المدار لمدة 15 سنة في مثل هذا اليوم 19 فبراير عام 1986، تكللت خلالها بالنجاح لمدة 10 سنوات من زمنها المتوقع.
واحتل الاتحاد السوفيتي الصدارة في سباق الفضاء بإطلاق محطة الفضاء "مير"، وكانت محطة فضائية مأهولة أطلقها وتحكم في تشغيلها الاتحاد السوفيتي ومن ثم روسيا بعدما سقط الاتحاد السوفيتي، كان حجم كتلتها أكبر من حجم كتلة أي مركبة فضائية أخرى واعتبرت في ذلك الوقت بأنها من أكبر الأقمار الاصطناعية التي صنعها الإنسان في المدار، وقد دارت في المدار الأرضي المنخفض لأخذ الملاحظات الفلكية إلى أن تدهورت واحترقت في الغلاف الجوي عام 2001، كانت محطة الفضاء الدولية هي خليفتها في المدار. 
احتوت المحطة على مختبر بحث الجاذبية الأرضية التي أجريت فيها تجارب علمية في علم الأحياء، علم الأحياء البشري، الفيزياء، علم الفلك وعلم الأرصاد الجوية بالإضافة إلى تجارب في أنظمة المركبات الفضائية والتي كان الهدف منها هي تطوير التقنيات اللازمة لاحتلال الفضاء بشكلٍ دائم.
كانت أول محطة مأهولة للقيام بالبحوث العلميَّة طويلة الأمد في المدار وفي ذلك الوقت كانت قد حققت رقما قياسيا لأطول مدة وجود للإنسان في الفضاء وهي 3،644 يوم إلى أن تعدتها محطة الفضاء الدولية وحطمت رقمها القياسي في 23 أكتوبر من عام 2010.
وحققت هذه المحطة رقم قياسي لوجود أطول مدة للطبيب ورائد الفضاء الروسي فاليري بولياكوف فقد أمضى فيها 437 يومًا و18 ساعة من عام 1994 إلى 1995.
خدمت هذه المحطة البشرية لمدة 12 سنة ونصف من أصل خمسة عشرة سنة من عمرها المتوقع، وكان بإمكان المحطة استقبال ثلاثة من رواد الفضاء وأكثر من هذا العدد في حال كان الزائرون سيبقون لمدة قصيرة فقط، ومنحت هذه المحطة ريادة خاصة للروس في مجال علوم الفضاء، وساعدتهم على القيام بعدد من التجارب والاختبارات في ظروف انعدام الوزن وغياب العوامل الأرضية التقليدية.
تتركب المحطة من وحدة مركزية أساسيَّة وسبع وحدات مختلفة ومتخصصة أرسلت جميعها إلى المدار الفلكي بشكل منفصل عن بعضها البعض على مدى عشر سنوات عن طريق الصاروخ السوفيتي الحامل Proton-K والمكوك الفضائي الأمريكي أتلانتيس لتصبح على ما كانت عليه محطة "مير" بشكلها النهائي.
في عام 1986 أرسلت أول وحدات محطة ير والقاعدة الأساسية لها وتبعتها بعد ذلك ست وحدات أخرى ليشكلوا جميعًا وهم مجتمعين المحطة الفضائية مير، وأرسلت جميع وحداته إلى الفضاء الخارجي عن طريق صاروخ بروتون ماعدا وحدة الالتحام التي أرسلت للفضاء في عام 1995 عن طريق مكوك فضائي في رحلة الإطلاق STS-74.
وبعد اكتمال بنائها أصبحت المحطة بأكملها تتكون من سبع وحدات مضغوطة وعدة أجزاء منها غير مضغوطة، كانت المحطة تعمل بصفوف من الألواح الضوئية الجهدية المرتبطة بوحدات المحطة الفضائية، تبلغ الكتلة الكلية للمحطة أكثر من 136 طنًا (مع سفينتي فضاء ملتحمتين)، أما طولها (القسم المركزي مع وحدة كفانت والسفينتين الملتحمتين) فيبلغ 33م.
حافظت على ثبات ارتفاع مدارها في الفضاء بين 296 كم (184 ميل) و421 كم (262 ميل) بمعدل سُرعة 27،700 كم/ساعة (17200 ميل/الساعة) وبتلك السرعة فقد كانت عدد جميع مداراتها 15.7 مدى في اليوم الواحد.
وأطلقت هذه المحطة نحو الفضاء كجزءٍ من برنامج الفضاء السوفيتي للقيام بالأبحاث العلمية طويلة المدى في الفضاء الخارجي وبعد زوال الاتحاد السوفيتي في ديسمبر 1991 أصبحت في 25 فبراير 1992 تابعة لوكالة الفضاء الروسية الفيدرالية.
و كان طاقم العمل في المحطة من الجنسية السوفيتيَّة ولكن بعد التعاون الدولي مثل Interkosmos وبرنامج الفضاء الأوروبي لمير Euromir وأخيرًا برنامج شاتل-مير بين الولايات المتحدة الأمريكيَّة وروسيا أصبحت المحطة تستقبل زوارًا من قارات أخرى كالآسيويون والأوربيون وكذلك زوار من شمال قارة أمريكا. 
كان أول رائدي فضاء أقاما في المحطة ليونيد كيزيم وفلاديمير سولوفيوف، وذلك في 15 مارس عام 1986، عندما التحمت مركبتهما سويوز تي 15 بالمحطة المدارية مير.
وقد استخدمت 27 سفينة فضاء من نوع (سويوز تي أم) في سبيل نقل رواد الفضاء أولئك إلى المحطة، ونفذت على متن المحطة بدءًا من عام 1987 برامج أبحاث دولية أسهم فيها رواد فضاء من فرنسا وسورية وأفغانستان وبلغاريا واليابان وبريطانيا وألمانيا وأستراليا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا والدول الأعضاء في وكالة الفضاء الأوروبية. 
في عام 1997 اصطدمت إحدى مركبات التموين الفضائية Progress M-34 بالوحدة العلمية سبيكتر وتحطم لوح واحد من ألواح الطاقة الشمسية الثلاثة وتسبب هذا الاصطدام باختلال عمل الأجهزة العلمية وكذلك عطل وحدة سبكتر وأدى فقدان الطاقة إلى الانقطاعات المتواصلة لجهاز الحاسوب فيها مما أثر على عمل المحطة وكانت هذه البداية في تدهور حالة محطة مير وعندما عجزت وكالة الفضاء الروسية عن تحمل تكاليف المحافظة على مير، قررت بالاشتراك مع وكالة الفضاء الأمريكية التخلص من المحطة بغية تركيز الجهود على المحطة الفضائية الدولية وعلى الرغم من قيام شركة خاصة ومجموعة من النشطاء بتنظيم حملة لإنقاذ المحطة وإصلاحها ثم تحويل ملكيتها إلى القطاع الخاص، إلا أن وكالة الفضاء الروسية قررت إنهاء عملها. 
وجرى في شهر مارس 2001 تشغيل المحركات الصاروخية على متن مير لإبطاء حركتها فدخلت بعدها الغلاف الجوي للأرض واحترقت وتفككت، وسقطت بعض أشلاء مير جنوبي المحيط الهادئ على بعد 1667كم شرق أستراليا.