الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

يسري عبدالله:"حرب كبيرة" قصص تقوم على المفارقة الدرامية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الدكتور يسري عبدالله، أستاذ النقد الأدبي بجامعة حلوان، إن المجموعة القصصية "حرب كبيرة" للكاتب هشام البواردي لمنطقها الجمالي الخاص تنطلق من الواقع دائما، غير أنها في التصاقها الشديد بالواقع تحيا معه حالة اتصال وانفصال، فتتصل به حين تجمع حكاياتها من فضائه المتسع وتنفصل عنه حين تتأمله وتسائله على نحو ساخر، تبدو فيه السخرية مركزا في النظر إلى العالم.

وأضاف عبدالله، أن الأهم في هذه المجموعة حقا يتمثل في مساحات الفانتازيا التي تبدأ من الواقع نفسه وتنتهي به، وهي فنتازيا تقوم على استكشاف المساحات غير المأهولة في هذا الواقع يبدو فيها الواقع وباختصار غالبا للخيال ومتجاوزا إياه.

وتابع أن الواقع الذي يحضر منذ القصة الأولى "حرب كبيرة" التي تنتفض فيها البلدة بأكملها لمشهد التصاق الكلبين ولا تهدأ ثائرة الجموع الغاضبة إلا بفك الارتباط بين الكلب البني الأجرب والكلية السوداء وحينما يستقر الرأي بعد أن باءت محاولات الضرب والحرق في مكان الالتصاق بالفشل تتفتق الذهنية اليقظة بحق الكلبين النائمة في جوهرها عن ربطهما بحبلين والمباعدة بينهما مسافة طويلة تعتصر فيها أعضاء الكلبين الذين يموتان لا محالة متكومين على بعضهما وملتصقين أيضا بمعنى من المعاني ليعم الفرح ونشوة الانتصار الزائف الذي سنجده حاضرا أيضا في قصة موت حمار ليلى الذي تحاك الخطط من اجل استدراجه بعيدا عن ليلى البلهاء المسكينة التي تحيا ولعا نفسيا بالحمار لأنه الوحيد الذي يسمعها والتي تحيا شعورا بالاغتراب الشامل ضاعف من ماساتها العقلية حيث تنفصل عن البنية الاجتماعية المحيطة بها.

وأوضح عبدالله، أنه بمنطق سيكولوجية الحشود الذي يبدو ماثلا في المجموعة وفي طبيعة التكوينات الاجتماعية الممثلة داخلها تنطلق جملة ضالة لا أحد يعرف من قائلها ولا احد يتوقف ليسال عنها لكن الجميع يتلقفها بوصفها ام الحقائق المفجرة لقيم الشرف والمروءة الغائبة. ويقرر المجموع الخلاص من الحمار، وتتكرر أدوات القتل والترهيب من التفكير في الرجم بالحجارة إلى القتل إلى الحرق إلى الرمي في المصرف في نهاية المطاف في نص يقوم على المفارقة الدرامية.

جاء ذلك خلال ندوة نقدية لمناقشة المجموعة القصصية "حرب كبيرة" للروائي هشام البواردي، والمنعقدة الآن بمكتبة خالد محيي الدين بحزب التجمع الوطني، بحضور الدكتور يسري عبدالله، أستاذ النقد الأدبي بجامعة حلوان، والروائي فتحي إمبابي، ويدير الندوة القاص والإعلامي علاء أبو زيد.

يذكر أن المجموعة القصصية "حرب كبيرة" صدرت عن دار المرايا للإنتاج الثقافي، التي تضم 19 قصة يدور موضوعها حول حياة هؤلاء الناس التي لا تعيش على الفلاحة في القرية كالخياط، وتاجر الملح، والبقال، والجزمجي، وصياد السمك، وخطيب المسجد، والعمدة، ويتركز موضوعها الأساسي على الوحدة التي يعاني منها هؤلاء العجائز الوحدة والحب موضوعان كبيران في المجموعة الأولى من حيث كثرته، والثاني من حيث ندرته، ولأن الحب نادر فهناك قصتان عن التعصب داخل المجموعة، الأولى سميت بها اسم المجموعة كلها "حرب كبيرة"، والثانية تتناول حب مستحيل بين طفل مسلم وفتاة مسيحية، تري فيه أسرة كل من الطفلين أن الجحيم ليس سوي فتح باب للحب كي يمر.