الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

إبداعات البوابة.. "ثلاثية الحب الضائع" قصيدة لـ"فتحي عمر نصار"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رحـــــــلت
(بحر الكـــــــامـــل)
رَحَــلتْ.. وكانـــتْ لا تُفَــــارقُ عُشَّــها
ومَضَــتْ كَحُــلْمٍ طافَ فى وِجْـــدانىِ
رَحَــلَتْ.. وكانَ عَبــيرُها وضَجِــيجُها
ومِــرَاحُها بِقَــــوامِها الفَـــــــــــتَّـانِ
دُنْــيا أَذُوبُ بِسِـحْـرِها وجَمَــــالِهــــا
وأُذِيـــبُ فيها حُـــرْقَـةَ الأَحْـــــزَانِ
تَسْــمو بها رُوحِى وتَرْقَـىَ فِــــكْـرتِىِ
وأَلُــوذُ فيها مِـنْ جَفَــا الأَزْمـَــــــــانِ
أَرْنـــو لها فَيَـطيرُ قَـلْبىِ نَحْــــــــوَها
يَنْـمَـــاسُ فى الأَضْــواءِ والأَلْـــــوانِ
ويَــرُوغُ مِنِّـى هَــارِبًا ومُحَـــــــــلِّقًا
يَبْـــغِى مِنَ العَلْيـَــاءِ كُـلَّ مَكَــــــــانِ
......
رَحَــلَتْ.. وفَــاتَتْنىِ أُكَــابِدُ فَقْـــــدَها
عِشْـــقِى لها يَأْبَــىَ عَلىَ النِسْـــــيَــانِ
ووَجِـــيبُ قَــلْبىِ عَـاليًا مُتَــمَــــرِّدًا
يَــطْغَــىَ عَـلىَ جَسَدِىَ.. يَهُزُّ كَيَــــانِىِ
فَغَــدَوْتُ مَـكْـرُوبًا أُصَــارِعُ حُبَّـــــها
والدَمْـــعُ مَسْـــفوحٌ عَلَىَ الأَجْفَـــانِ
أُمْــضِـىِ نَهَــارىِ تَـــائِهَــًا ومُغَــيَّـــــبًا
واللَـــيْلُ أَمْــــوَاجٌ مِــنَ النِيــــــــرَانِ
تَغْـــدو عَــلَىَّ وتَصْـطَلِىِ فى أَضْـــلُعِى
وتَصُــوغُ لى قَيْـــدًَا مِنَ الأَرسَـــــــانِ
حَــتَّى غَدَوتُ ظِـلالَ إنْسَـــــانٍ زَوَىَ
يَــأْبَىَ الوجُـودُ وجُــــودَهُ لِيُعَــــانىِ
........
رَحَـــلَتْ.. فَغَـــابَ الفَـرْحُ فى آثَــارِها
والضِحْكُ واللُقْــيا مَعَ الخِــــــــلَّانِ
رَحَـــلَتْ... فَعُدْتُ كَمَـنْ سَـبَتْهُ حَوَادِثٌ
مِنْ دَهْـــرِهِ.. وعَلَــتْ عَلَىَ الكِتْمَـــانِ
يَغْشَــاهُ فى دُنْيــاه مَـــوْجٌ حَــــــالِكٌ
ويُحِــيطُه سِـــرْبٌ مِنَ الغِــــــــــرْبانِ
يَسْــعَىَ إليهِ ويَنْهَشُ الجَـــرْحَ الَّـــذىِ
أمْسَــىَ لَــدَيْهِ بِخِــــنْجَرٍ وطِعَـــــــانِ
أَذْرَىَ بِــىَ الدَهــرُ الكَـذُوبُ فَعُدْتُ فى
سِـــجْنٍ مِنَ الأَوْجَــــــاعِ والحِــرْمَـانِ
وَغَــدَوْتُ رُوحَـًا تَصْـطَلِىِ مُــرَّ الهَوىَ
لَكِنَّـــها تَـأْبَىَ عَــــلىَ الإذْعَــــــــــــانِ
......
هَــلَّا رَجَــعْتَ إلَــىَّ يَوْمَــًا هَـاجِــرىِ
كَــىْ تَسْـكُنَ الرُوحُ التى تَعْصَـــــــانىِ
هَــلَّا رَجَــعْتَ فَيَنْطَـفِىِ فِــىَّ الَلظَـىَ
وتَعُــودُ تِلْكَ الرُوحُ لِلإنْسَــــــــــــانِ
هَــلَّا رَجَــعْتَ لِكَــىْ أعُــودَ إلىَ الوَرَىَ
وأعُـــودُ مَقْبُـــــولًا مِنَ الأَقْـــــــــرَانِ
ذَنْـــبِىِ هُـوَ الحُـبُّ الذى قَدْ صُـــــنْتُهُ
وسَــقَيْتُهُ دَمْــعَـًا مِنَ الأبْـــــــــــدَانِ
جُـــرْمىِ هُـوَ الإخْلاصُ والحُبُّ النَقىِ
جَــلَبوا عَلَــىَّ مَــــوَاجِعَ الحِــــــدْثَـانِ
مَــا زِلْتُ أنْــتَظرُ الخَـــلاصَ مُخَـلِّصِـىِ
ومُحَـــرِّقِىِ ومُعَـــذِّبىِ فـــــــىِ آنِ