الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

جرائم أردوغان.. السلطان العثماني صنيعة المخابرات الأمريكية والصهيونية.. يعقد تحالفات مع اللوبي اليهودي في واشنطن.. ويدعم الغزو الأمريكي للعراق

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الغاية دومًا تبرر الوسيلة، هذا الشعار الميكافيلى يرفعه الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، للوصول إلى أهدافه ومآربه، على حساب من؟ لا يهم، المهم أن يصل حيث أراد، لذا ليس من المستغرب أن يعقد صفقات مع الشيطان، مقابل أن يصل إلى السلطة ويثبت أركان ملكه.
أردوغان الذى لا يكف عن ترديد الشعارات الإسلامية، وإظهار العداء للكيان الصهيونى الذى يغتصب أرض فلسطين، عقد تحالفات مع اللوبى اليهودى في واشنطن وإسرائيل، وفتح خطًا ساخنًا مع الولايات المتحدة، بدأت بلقاءات متعددة جمعت بينه وبين السفير الأمريكى الأسبق بأنقرة «مورتون أبراهاموفيتش» في الثمانينيات، الذى صار واحدًا من أخطر رجال المخابرات المركزية الأمريكية في تركيا عندما كان «أردوغان» يرأس أمانة حزب «الرفاه» في دائرة «باى أوغلو» في إسطنبول.
زار أبراهاموفيتش «أردوغان» عدة مرات، منذ أن صار الأخير محافظا لإسطنبول، حاملا له رسائل «إيجابية» كثيرة من الإدارة الأمريكية، كان ملخص الرسالة التى نقلتها واشنطن إلى «أردوغان» من خلال سفيرها السابق، هى «أنت رجل شديد الأهمية بالنسبة لمستقبل تركيا في السنوات القادمة».
وافق أردوغان فور وصوله لمنصب رئيس الوزراء على غزو أمريكا للعراق، ووافق حزب «العدالة والتنمية» الحاكم على توسيع ورفع مستوى القواعد العسكرية الأمريكية في تركيا، ومشاركة الجيش التركى في الغزو، وحشد الجيش التركى على الحدود مع العراق.
رغم ادعاء أردوغان أنه زعيم المقاومة الإسلامية، والمدافع عن حق الشعب الفلسطينى في التحرر من الاحتلال الإسرائيلى إلا أنه لم يتردد لحظة في الاستعانة بصديق يهودي «إسحق لاتون» الذى يعرف كواليس اللوبى الصهيونى في واشنطن، ويملك مفاتيح الأبواب الخلفية التى يمكن أن يدخل منها رئيس حزب «العدالة والتنمية» الإسلامى إلى صناع القرار في تل أبيب، ليعلن لهم قبل وأثناء توليه الحكم في تركيا أنه: «لا خطر منا كحزب إسلامي، نحن خير ضمان للعلاقات التركية الإسرائيلية أكثر ممن سبقونا في الحكم».
وتولى «لاتون» مهمة تقديم «أردوغان» للمجتمع اليهودى الأمريكي، وساعده في تمرير الرسائل التى أراد تمريرها لقيادات هذا المجتمع المؤثر في عملية صنع القرار الأمريكي، كانت رسائل أردوغان لقيادات اللوبى اليهودى الأمريكى في واشنطن تؤكد أنه سيحافظ على علاقات تركيا مع إسرائيل.
لم يكتف الحالم بوراثة العرش العثمانى بذلك، بل عقد تحالفات عسكرية مع إسرائيل بصورة لم يسبق لها مثيل في تاريخ تركيا، على الرغم من كل الصراخ الذى يعلن به تأييده للقضية الفلسطينية.
لا أحد ينسى تصريح أردوغان الاعتداء على الطائفة اليهودية هو اعتداء على تركيا، الذى أدلى به غداة الهجوم بشاحنتين مفخختين على معبدين يهوديين في إسطنبول، وهما «نيف شالوم» و«بيت إسرائيل» في ١٥ نوفمبر ٢٠٠٣، والذى أسفر عن سقوط ٢٣ قتيلا وإصابة أكثر من ٣٠٠ آخرين.
الأمر الذى استحق عليه المكافأة، إذ منحته منظمة «المجلس اليهودى الأمريكي» في نيويورك «درع الشجاعة» في يناير ٢٠٠٤، لمواقفه من محاربة الإرهاب، والعمل على التوصل لحل سلمى بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ورفض الأصولية، وثباته على الالتزام بحماية المواطنين اليهود في تركيا.
وبالتزامن مع حصوله على درع «الشجاعة» حصل على جائزة يهودية أخرى، وهى وسام «الشجاعة» من «اللجنة اليهودية الأمريكية» في حفل أقيم بمدينة نيويورك الأمريكية في الزيارة نفسها في يناير ٢٠٠٤.
أردوغان، قال في حفل حصوله على هذا الوسام: «إننى أتقدم بجزيل الشكر لكل من منحونى هذه الجائزة كوسام للتعاون بين الحكومة التركية والمؤسسات اليهودية».
وأضاف أن تركيا، التى تحظى بعضوية حلف شمال الأطلسي، ستظل خلال حكومته، واحدة من أوثق حلفاء إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط، وأن واشنطن يمكنها أن تعول على أنقرة بوصفها وسيطا ذا مصداقية في عملية السلام بالشرق الأوسط.
كما حصل أردوغان على جائزة يهودية ثالثة في العام التالي، فقد منحته «رابطة مكافحة التشهير» اليهودية جائزة «الشجاعة اليهودية» أو جائزة «شجاعة من يبالي» عام ٢٠٠٥م، وهى الجائزة التى أثارت بعض الجدل في الأوساط اليهودية، لأنها لا تمنح إلا للذين ساهموا في إنقاذ اليهود من يد النظام النازى في ألمانيا إبان الحرب العالمية الثانية، وقالت المنظمة مانحة الجائزة: «إن تركيا لعبت دورًا في إنقاذ العديد من هؤلاء اليهود في تلك الفترة».
الحفاوة اليهودية والإسرائيلية التى حازها أردوغان، كانت أحد مصادر النقمة عليه، وكانت أحد أكبر العوامل التى هددت شعبيته في أوساط أنصاره ومريديه، وهو ما شكل خطورة كبيرة قبيل دخوله ماراثون الانتخابات الرئاسية في ٢٠١٤، وخاصة أن منافسه في الانتخابات الرئاسية أكمل الدين إحسان أوغلو، الأمين العام السابق لمنظمة التعاون الإسلامي، الحاصل على وسام الدولة الفلسطينية، الذى يعرف باسم «نجمة القدس» عام ٢٠١٥ من الرئيس الفلسطينى محمود عباس، نظرًا لجهوده من أجل استقلال فلسطين، فكان لا بد له الانتهازى أن يمارس ألاعيبه، ويستخدم خطابًا معاديًا لإسرائيل كالعادة، كمناورة دعائية سياسية.