الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

سِرُ الحياة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هناك دائمًا أمل في الأُفق ومستقبل أرحب لا بد أن تسعى إليه، تخطو نحوه خطواتِ ليست متكاسلة أو مهزوزة، بل واثقة ثابتة لا يعنيكَ إخفاقك مرة أو حتى مرات، كل هذه العثرات ما هى إلا خبرات لا بد منها، حتى إذا ما وصلت للمجد، نظرت حولك نظرة الفخور بما حقق، والباسم لما مضى من عقبات وإحباطات كادت أن تنال منه، لكنه تجَلد وصبر، ولَم يتخاذل بل اشتغل على نفسه واجتهد، لم تُوقفه همزات ولا لمزات المشككين ولم تقض عليه ضحكات وشماتة الحاقدين الفاشلين.
لا تنتهى الحياة بسقوطك مرتين أو ثلاثة ولا أكثر من ذلك ولا أقل، فالحياة خُلقت للكفاح والعمل والمُثابرة ولَم تُخلْق للكسلِ وإلقاء اللوم على هذا أو ذاك، وعلى هذا فإنى أرى أنَ مُشكلة بعض شبابنا اليوم تتلخص في اللوم على الظروف والأسرة والحكومة، في أنهم لم يصلوا إلى ما يطمحون إليه، وهنا لا أعفى الأسرة ولا الحكومة من المسئولية، بل أُأكد أن عليهما واجبات جسيمة من حيثُ الرعاية وتقديم الدعم، بل وتقديم فُرص العمل إن جاز التعبير للشباب وأعنى في ذلك (الحكومة)، لكن وماذا لو كانت قدراتهما غير كافية؟! ماذا لو كانت الحكومة عندها من الأعباء ما يكفيها ولا يجعلها تنظر بعين الرضا إلى المواطن؟! وما ذنب أسرة لا تملكُ إلا القليل لتقدمه لأبنائها هل يلعن الشاب حظه؟! ويندبُه ندبًا لا أول له ولا آخر؟!
الإجابة لاااااا، فإن كل الناجحين والنابهين لم تكن حياتهم رغدًا من العيش ولم يولدوا وفِى فمهم ملعقة من ذهب ولَم يصلوا إلى ما وصلوا إليه على طبقِ من فِضة، بل أزعم أنهم كانوا يواصلون فيه الليل بالنهار، وبطموحِ لم ينل منهم فيه كائنِ مَن كان، وبتجاهُلِ تام لكُلِ ما يُحبط من عزيمتهم ويُسفه من جدهم وعملهم.
وإذا كان هذا هو مثالنا على الفرد الذى يُعتبر هو لبِنَة المجتمع (المصرى) على وجه الخصوص، فإن مصر بأسرها لا بد أن تفيق من ثُباتها وأن يُؤْمِن كل مصرى بإمكاناته وأن يُبدع ويُطور ولا يركن لعملِ حكومى، وإن كان يعمل بالعمل الحكومى فعليه أن يتقى الله ثم ضميره وأن يُخلص العمل ويعلم أنَ تقصيره لن يضر فردًا أو فردين، بل يضر المجتمعِ والأجيالِ القادمة، إن الثقة التى يصاحبها العمل والإتقان والابتكار لهى السبيلُ للخلاص من براثنِ أن نظل دولة نامية لا تملك قوتها، تعيشُ على أمجاد الماضى إنه لعارُ علينا جميعًا ألا ننطلق انطلاقًا لافتًا في كل المجالات، خصوصًا بعد ثورتين عظيمتين، وألا ننالُ منهما سوى سطرين في كتاب التاريخ عنهما، إن العمل والجد والصدق وإعلاءِ قيمة الوطن لهى سفينتنا لبلوغ الجانب الآخر من النهر فهل نحن فاعلون؟!
إنَ فكرة الانتصار على كُل إحباطاتك ومُعوقاتِ حياتك قد تكون أسهل مما تتخيل إذا ما اتخذت قرارًا بذلك والتزمت به وعملت له وكان بين عينيك حافز، وقد يكون أصعب مما تتخيل إذا ما انتقصت من قدراتك وأصابتك لعنة الكسل وفقدت إيمانك بذاتك، فالأمر متروك لك وقناعاتك، وبين يديك، وأعلم أن الناجح يسير في ركابه الناس أما الفاشل تهرب منه وتبعد عنه، فأنظر إلى أى مكانهِ تُريدُ أن تكون وفِى أى وضع ستقرر أن تضع نفسك وهذا هو سِرُ الحياة.