الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

16 مقبرة و10 آلاف تمثال.. «البوابة نيوز» ترصد آثار وأسرار «الغريفة».. وزير السياحة: المنيا واعدة وقريبا يتم وضعها على الخريطة السياحية.. والقاضي: المحافظة لها تاريخ أزلي وعريق

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أعلن الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار الخميس الماضي، عن الكشف الجديد لبعثة الحفائر المصرية في موسمها الثالث الذي بدأ في أغسطس 2019، بمنطقة الغريفة بتونا الجبل بمركز ملوي بمحافظة المنيا، وهو عبارة عن 10 الآف تمثال اشابتي، 16 مقبرة، 20 تابوت، 8 مجموعات من الأواني الفخارية مختلفة الأشكال والانواع.

البوابة نيوز في هذه التقرير تلقي الضوء على أسرار منطقة الغريفة الاثرية بتونا الجبل المنيا.



يقول فرج عبد العزيز الجهمي عضو الإدارة العامة للسياحة بمحافظة المنيا أن الغريفة موقع اثري تابع للمنطقة الاثرية بتونا الجبل وتقع شمالها وتبعد 5كم تقريبا وجاء اسم الغريفة نظرا لوجود غرفه صخرية صغيرة.

أضاف فرج أن أول اثري عمل بها ومكتشفها هو الأثري حكيم أبو سيف سنة 1922 واكتشف تابوت حجري جميل لأحد الكهنة وهو موجود الآن في المتحف المصري ثم توقفت الحفائر إلى أن جاء الأثري الكبير سامي جبره ولكنه لم يستمر طويلا وعاد إلى المنطقة الأم تونا الجبل لمواصلة أعماله واكتشافاته.

أكمل وتركت الغريفة سنوات وسنوات تقارب 98 عاما تعرضت خلالها لوابل من سطو النباشين ولصوص الآثار إلى أن تدخل المجلس الأعلى للأثار بحفائر انقاذ سنة 2002 وتم اكتشاف تابوت وتوقف العمل إلى ان بعثت وزارة الاثار بعثة مصرية خالصة بقيادة دكتور مصطفى وزيري وهي البعثة الأكثر عملا وغزارة في اللوقه الاثرية وعملت ثلاث سنوات متتالية تم خلالها اكتشاف 90 تابوت 40 في اول موسم ثم 30 في الموسم الثاني و20 في الموسم الثالث وعدد كبير من تماثيل الاوشابتي يصل إلى 10،000 تمثال وعدد 8 مجموعات من الأواني الفخارية والحجرية من كانوبي التي كانت تحفظ فيها أحشاء المتوفي والفخارية لحفظ القرابين وبعض التمائم تصل لـ 700 تميمة آثريه وعدد 8 توابيت خشبية جميله جيدة الصنع بحالة جيدة و90تابوت حجري منقوش على بعضها أسماء وألقاب الكهنة وتعود المنطقة الأثرية إلى العصر المتأخر وهي جبانة أو مقابر لمدينة الأشمونين عاصمة إقليم الأرنب مدينة (شيمنو) وأقدم اثر يوجد بالمنطقه هو لوحة حدود اخناتون ويليه في الاقدمية يعود للأسرة 26.

اضاف فرج عبد العزيز وتعتبر منطقة تونا الجبل إحدى المناطق التي يعمل بها الكثير من البعثات الأثرية مصرية وأجنبية وهي إحدى مناطق الجذب السياحي بالمنيا وتوالي الاكتشافات الأثرية بالمنطقة. 

أضاف أول حفائر رسميه بمنطقة تونا الجبل كانت سنة 1903 بقيادة الفرنسي جوستاف جوميبر وبعض البعثات الألمانية والإنجليزية من 1912الي أن جاء المصري انطون يوسف ليكتشف مقبرة بيتوزيرس والتي اكمل اكتشافها جوستاف ليفايفر سنة 1919 ثم بعثة جامعة القاهرة بقيادة العالم الأثري الكبير دكتور سامي جبره سنة 1931 واكتشف معظم المعالم الاثرية بالمنطقة مثل الببوت الجنائزية ومقبرة ايزادورا والساقية الرومانية والسراديب والتي اكتشها سنة 1937.

أكمل وتتوالي الاكتشافات والبعثات المصرية والألمانية إلى اليوم وأقدم بعثة مصرية عملت هي بعثة جامعة القاهرة وتونا الجبل منطقة أثرية سياحية وأكثر المناطق جذبا للسياحة لأهميتها ومكانتها الأثرية وزارةا العديد من المشاهير منهم الملك فاروق سنة 1935 وكان مقيم بها بصفة مؤقتة دكتور طه حسين عميد الادب العربي وله استراحة باسمه بالمنطقة لأنه كان عميد آداب القاهرة أثناء الاكتشافات الأثرية سنة 1931 وكان الآثار قسم تابع للآداب وكذلك زار المنطقة كثير من رجال السياسة والفن والثقافة

من جانبه أوضح الدكتور ثروت الأزهري مدير إدارة السياحة بالمنيا مدينة تونا الجبل تقع غرب مركز ملوي بمحافظة المنيا وغرب مدينة الاشمونين بنحو 10 كم تقريبًا حيث عرفت المدينة باسم ( تاونس ) في العصر الفرعوني ثم ( تاحنت ) في العصر الروماني ومعنى الأسمين البحيرة أو البركة ( إشارة إلى بحيرة كانت تتكون جنوب المنطقة نتيجة لفيضان النيل ) ثم أضاف العرب حرف التاء إلى كلمة ( ونة ) بمعنى الأرنب لتصبح تونى وأضيف اسم الجبل إليها لتمييزها نظرا لوقوعها في منطقة جبلية صحراوية، وهى تؤرخ للأسرة التاسعة عشر حتى 100 عام ق. م.

أضاف مدير إدارة السياحة وكانت المنطقة هي الجبانة الخاصة بالإقليم الخامس عشر من أقاليم الصعيد وهو إقليم الأرنب والذي كانت عاصمته هي مدينة الاشمونين وكان معبودها الرسمي ( تحوت ) إلى جانب ثامون الأشمونين و( ونت ) الثعبان، وتمثل جبانة تونة الجبل أهمية خاصة، لأنها تبرز مظاهر التزاوج الفني بين الفن المصري القديم والفن اليوناني.

واكمل الدكتور ثروت الازهري من أهم المعالم بها مقبرة بيتوزيرس ومقبرة ايزادورا وجبانة المعبود تحوت أو السراديب والساقية الرومانية، ولوحة حدود مدينة إخناتون، وهي أفضل اللوحات التي حفظت حدود المدينة، ونحتت في أحد صخور المنطقة قبل مدخل جبانة "تونة الجبل" صور عليها إخناتون ونفرتيتي وبناتهما يتعبدون للإله آتون.

من جانبه، قال اللواء اسامه القاضى محافظ المنيا، أن المنيا أرضٌ لها تاريخ أزلي وعريق جعلها، تزخر بتنوع حضاري فريد من نوعه، يجمع ما بين التاريخ الفرعوني، واليوناني، والروماني، والقبطي، والإسلامي، ففيها ظهر مفهوم التوحيد، وخرجت أول دعوة له على يد "اخناتون"، وعلى أرض المنيا، مرت العائلة المقدسة فمنحتها البركة، وبين جنباتها نشأت وعاشت السيدة مارية القبطية أم المؤمنين زوجة النبي محمد عليه الصلاة والسلام.

وأضاف المحافظ، أن المنيا نموذج مصغر "لعظمة مصر"، لما حباها المولى عز وجل من الإمكانيات الحضارية، والتراثية، والثقافية، والسياحية، حيث تحتل المرتبة الثالثة ضمن المحافظات الأثرية، والسياحية، على مستوى الجمهورية بعد الجيزة والأقصر.

واكد المحافظ على أهمية الاستقرار الذي تشهده محافظة المنيا، موجهًا الشكر للقيادة السياسية لما تبذله من جهود داخليا وخارجيا ولرجال القوات المسلحة والشرطة لنشر الأمن والأمان في جميع ربوع مصر وتتويجًا لتلك الجهود تحقق الاستقرار الذي يعتبر من العوامل الأساسية لجذب السائحين، وهو ما ظهر جليًا وفقًا للإحصائيات الأخيرة التي رصدتها الإدارة العامة للسياحة بديوان عام المحافظة، حيث سجلت ارتفاعًا ملحوظًا في عدد السائحين الأجانب والعرب، والذين زاروا المعالم الأثرية بالمحافظة خلال عام 2019، حيث تعدى الـ 100 ألف سائحًا، من مختلف الجنسيات، وجاءت منطقة تل العمارنة، في المرتبة الأولى كوجهة للزائرين، ثم منطقة البهنسا، ثم بني حسن في المركز الثالث.

من جانبه، قال الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار إن محافظة المنيا مازال في جعبتها الكثير والكثير من الآثار التي لم تكتشف بعد، والكشف الأخير هو الأول خلال عام 2020 والرابع على التوالي بمحافظة المنيا خلال المواسم الثلاث لبعثة الحفائر المصرية.

وجه "العناني" الشكر لمحافظ المنيا اللواء أسامة القاضي وأعضاء مجلس النواب لدعمهم الكامل لجهود الوزارة، وأضاف أن المنيا من المحافظات الجميلة والواعدة سياحيا، وسيتم تكثيف العمل بها خلال الفترة المقبلة لوضعها على الخريطة السياحية، خاصة وأنه سيتم الإعلان عن اكتشافات جديدة وكثيرة بنفس المنطقة تباعا، لتضيف للمنيا المزيد من الجذب السياحي خاصة وأن بها مناطق آثرية مهمة جدا ومنها الأشمونين، بني حسن، طهنا الجبل، مقابر فريزر، الكوم الأحمر، العمارنة، منوها أن المنيا محافظة عريقه جدا وسنأتي إليها مع السائحين كثيرا، لأن بها قدرة سياحية لاستقبالهم، وسنعمل جاهدين لوضعها على الخريطة السياحية.


وقال الدكتور مصطفى وزيري أمين عام المجلس الأعلى للآثار، إن أول كشف في منطقة الغريفه كان في عام 1925ُ، حينما عثر على تابوت أثري وتم إرساله للمتحف المصري، ثم تعرضت المنطقة للسرقه في الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي

وأكد أن فريق عمل بعثة الحفائر المصرية، بذل جهودا رائعه خلال 3 مواسم عمل متتاليه أسفرت عن عدة اكتشافات شملت: 35 مقبره خلال الـ 3 مواسم، منها 7 مقابر في الموسم الأول، 12 في الموسم الثاني، 16 في الموسم الثالث، كما تم الكشف عن 90 تابوت حجري، 40 في الموسم الأول، 30 في الموسم الثاني، 20 في الموسم الثالث "الأخير" ومازال العمل مستمر.

وقال "وزيري" وعدنا وزير الآثار أن نعلن عن كشف جديد في نفس المكان كل عام على الأقل، موضحا أن الكشف الأخير شمل أكثر من 10 الآف تماثل اشابتي، أكثر من 700 تميمه، 8 مجموعات أواني مختلفة الأشكال والألوان بعضها من الحجر الجيري الاولباستر، 8 توابيت خشبية في حالة رائعه وجيدة من الحفظ، وبعض التوابيت الحجرية مغلقه حتى الآن وأعتقد أن يكون بداخلها مومياوات في حالة جيدة، إضافة لمئات من الأواني الفخارية بعضها يستخدم لحفظ القرابين.

ووجه رئيس المجلس الأعلي للآثار الشكر لوزير الآثار لدعمه الدائم لبعثة الحفائر المصرية، كما أشاد بالمجهود الكبير الذي بذله أعضاء البعثة الذين أصروا على مواصلة العمل دون توقف حتى في أصعب الظروف، لافتا أنهم واجهوا متاعب كثيرة منها انتشار الثعابين في منطقة الحفائر بالغريفة، ومنها نوع خطير جدا من الثعابين يعرف بـ"الطريشه" وبالأمس القريب نجحوا في قتل ثعبانين وهذا في يوم واحد فقط وهذا لم يمنعهم عن العمل، مؤكدا أن هذه المنطقة في منتهي الأهمية ولم تبوح بكامل أسرارها حتى الآن.

على الجانب الاخر قال جابر جرجس أمين لجنة السياحة بحزب مستقبل وطن بالمنيا إن هناك العديد من الخطوات التي ستتم الفترة المقبلة بالتنسيق مع اللواء اسامة القاضي محافظ المنيا وتم عرضها على وزير السياحة والاثار خلال زيارته للمحافظة للإعلان عن الكشف الاثري الأخير منذ أيام لتنشيط السياحة بالمحافظة وجذب أكبر عدد ممكن من السائحين الأجانب لزيارة آثار المنيا.
أضاف جابر جرجس في تصريح لـ"البوابة نيوز"، انه عرض على وزير السياحة والآثار أثناء تواجده بمحافظة المنيا الأسبوع الماضي العديد من الخطوات المهمة لترويج المنيا سياحيا كما قمت بتسليمه نسخة من كتاب قمت بطباعته تمهيدا لترويجه في كل دول العالم عن كنوز مصر المنسية وهو خاص بآثار المنيا إضافة لإقامة معرض خارجي بعدد من الدول الأوروبية وستكون البداية في فرنسا يتم فيه عرض لمجموعة من اثار المنيا لدفع وتنشيط السياحة وجذب السائحين.
وأضاف أننا قمنا بعمل توأمة مع متحف برلين الدولي بألمانيا وسيتم الترويج للمناطق الأثرية بالمنيا في معرض ببرلين بحضور أكبر 15 شركة سياحية بالعالم في الفترة من 4 لـ9 مارس مشيرا إلى أنه قام باستضافة عدد من صحفيي جريدة ليفجارو، إضافة إلى إصدار عدد خاص تناول المناطق الأثرية بالمنيا ومنها اثار تونا الجبل وتل العمارنة والاشمونين وزاوية سلطان ودير العذراء والمتحف الآتوني.