الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

تداعيات فيروس كورونا على صناعة السينما العالمية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أدى تفشي فيروس كورونا إلى حدوث شلل تام في صناعة السينما بالصين، حيث أغلقت دور السينما وتوقفت عمليات الإنتاج، مما تسبب في خسائر بشباك التذاكر المحلي تخطت المليار دولار، فضلاً عن حظر استقطاب عدد من العناوين الكبرى لاستوديوهات هوليوود، والتي تنظر للصين كواحد من الأسواق الرائجة لأعمالها. 


خسائر بالمليارات 
أغلقت صالات السينما الصينية أبوابها في 24 يناير الماضي، كرد فعل احترازي للحد من انتشار الفيروس خاصة وسط التجمعات البشرية. تزامن ذلك مع عطلة العام القمري الجديد في البلاد (رأس السنة الصينية)، ويُعد أكبر أسبوع سينمائي في العالم بأسره. حيث يتدفق ما يزيد عن مليار دولار من إيرادات شباك التذاكر خلال أسبوع من الاحتفالات والتجمعات العائلية . 
وفقًا لصحيفة "هوليوود ريبورتر" الأمريكية، بلغ إجمالي إيرادات البوكس أوفيس الصيني خلال العشرين يومًا الماضية 3.9 مليون دولار، مقارنة بـ 1.52 مليار دولار التي استحوذ عليها شباك التذاكر لنفس الفترة من العام الماضي. وهى بالطبع خسائر فادحة لشركات الإنتاج والتوزيع المحلية التي تتركز أرباحها بشكل كبير على عطلة الأعياد . 

ضربة موجعة لهوليوود 
إلى جانب صناعة الأفلام، لا تستطيع شركات الإنتاج والتوزيع الأمريكية إحراز تقدم في تصوير الأفلام أو إطلاق عدد من عناوينها الرائجة الفائزة بجوائز الأوسكار مؤخراً، مثل "1917 " ،"Jojo Rabbit".
حيث تتكبد الأستديوهات الأجنبية أيضا خسائر هائلة نظراً لكون الصين سوقا ترفيهيا هاما. ومن المقرر أن تظل العديد من المسارح مغلقة حتى نهاية أبريل على الأقل، مما يترك فجوة لمدة ثلاثة أشهر في جدول الإصدار لكل من العناوين المحلية وواردات هوليوود، مثل "Dolittle" ، و "Birds of Bray"" و "Mulan" ، والجزء الأحدث من سلسلة جيمس بوند "No Time To Die". 
وشددت استديوهات هوليوود إجراءات الحماية القصوى لموظفيها أمام الانتشار الواسع للفيروس، حيث حظرت استديوهات "سوني" سفر موظفيها من وإلى منطقة أسيا والمحيط الهادئ . كذلك الحال مع استديوهات "يونيفرسال" و"باراماونت" الذين سمحوا بالسفر في الحالات التجارية الحرجة بعد أخذ موافقة الإدارة، في حين يعمل الموظفون الصينيون في "IMAX" من المنزل ويقومون بعقد المؤتمرات عن بعد مع زملائهم في نيويورك . 
في سياق متصل، أكد المسؤولون التنفيذيون في الحكومة الصينية تقديم الدعم المالي لقطاع الترفيه الذي يشهد خسائر هائلة خلال الوقت الحالي. حيث اقترحوا تمديد عطلة عيد العمال في مايو المقبل، والتي قد تعوض خسائر شباك التذاكر . 

غياب أوروبي 
يتمتع مهرجان برلين السينمائي بعلاقات عميقة مع صناعة السينما الصينية، حيث يُعد المهرجان الألماني أول حدث أوروبي كبير يعرض فيلماً صينياً في مسابقته الرئيسية عام 1957، وأيضًا أول من يمنح لقب لعمل صيني في عام 1988 . 

إلا أن النسخة القادمة من المهرجان التي تنطلق في 19 فبراير الجاري، لن تشهد مشاركة المشترين والبائعين الصينيين في سوق الأفلام الأوروبية الذي يحتضنه برلين السينمائي. وذلك بسبب صعوبات التأشيرة أو تعليمات حكومتهم الحالية لتجنب السفر غير الضروري، في حين أعرب آخرون عن قلقهم من أن السينمائيين الأوروبيين قد يتجنبونهم ويتعاملون معهم كمصدر عدوى محتمل غير مرغوب فيه على أرض السوق، الذي قد يتعرض لهزة عنيفة هذا العام وسط غياب الصين . 

شركات البث الرقمي .. الرابح الأكبر 
قامت شركات الإنتاج والتوزيع السينمائي السبع الكبرى في الصين بإلغاء إصدارات أفلامهم، التي كان من المقرر طرحها في احتفالات رأس السنة الصينية.
وشملت سلاسل السينمات التي تم إغلاقها "Wanda" و "Dadi" و "Lumiere Pavilions" و "CGV". 
ولكن في الوقت نفسه، فإن عمالقة البث في وضع مناسب. فعلى الرغم من عدم قدرتهم على تقديم عروض جديدة لعدة أشهر، إلا أنهم في هذه الأثناء يجنون فوائد توفير الأفلام والألعاب والإعلانات عبر الإنترنت لعشرات الملايين من المواطنين الذين يتواجدون في الحجر الصحي أو في المدن الخاضعة للإغلاق . 
ولجأت شركة "Huanxi" إلى طرح فيلمها الجديد "Lost in Russia" عبر منصة البث الرقمي الصينية "ByteDance" المالكة لتطبيق "تيك توك" الشهير، في خطوة لتجنب خسائر الفيلم بسبب إغلاق السينمات . 
ووفقا لدراسة طرحها موقع "The Conversation" ، فإن أعداد المشاهدين عبر المنصة قد تخطت 600 مليون مشاهد عقب طرح الفيلم، ما قد يدفع العديد من شركات الإنتاج لنهج نفس الطريق في حال استمرار الأزمة .