تحل غدا الأحد ذكرى وفاة الشاعر الإيطالي جوزويه كاردوتشي الذي لُقب بشاعر البلاط، ويعتبر واحدًا ممن صنعوا مجد الشعر الإيطالي الحديث.
ولد جوزيه كاردوتشي في مدينة بييتراسانتا في 27 يوليو 1835، حصل على شهادة الثانوية عام 1855 بمدينة فلورنسا، وبعدها بدأ يمارس أعمال التدريس، وفي تلك المرحلة بدت عليه علامات نبوغه في كمتابة الشعر وفي عام 1860 عينه وزير التعليم الوطني مدرسا للأدب الإيطالي في جامعة بولونيا.
اهتم كاردوتشي بـ"التاريخ" فجعله ميدانا لقصائده الوطنية التي أصبحت نشيدا قوميا لإيطاليا لفترة من الزمن، وبالإضافة إلى اهتمامه بالتاريخ خاصة المعاصر منه فإنه اهتم بأن يصنع أبياته برومانسية واضحة.
كان كاردوتشي يكتب أشعاره في صورة قصائد قصيرة، والتي كانت فيما قبل عبارة عن قصيدة واحدة كبيرة، والتي كان يقلد فيها الأديب الفرنسي فيكتور هوجو.
كان كاردوتشي معجبا بالتاريخ الروماني، فجاءت لغته في قصائده واشعاره أقرب إلى الملحمية، فهي منسوخة من كلمات لاتينة قديمة في صياغة جديدة وخاصة القصائد التاريخية، وظهر ذلك في قصائده عن الشخصيات التاريخية "ميرامار" و"من أجل موت نابليون" و"عند المحطة " و"ذات صباح خريفي".
وقد نال كاردوتشي جائزة نوبل عن ديوانه "أغنيات وإيقاعات" الذي كتبه في نحو اثني عشر عاما.. ويضم ديوانه قصائد عن النبل والبطولات في حياته، كما اختار أن ينشر فيه مجموعة قصائد لم تكتمل، وومات بعد تسلمه الجائزة باسابيع قليلة.
رأى الناقد الأدبي "فرانسوا ليفي فيرى" أن كاردوتشي قد خلق مدرسة من الشعراء والأساتذة ذوي الرؤية الفلسفية للعالم، وقد تخرج في هذه المدرسة كل من كياريني، ونبنشوتي، وماتسوني، وسرفينو.. ولكن هذه المدرسة لم يقدر لها أن تعيش طويلا فلقد ذهبت الكتابات النثرية لهؤلاء الشعراء أدراج الرياح.
