الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

كواليس تحالف أردوغان مع "يهود ليبيا" لاستكمال مؤامرة التقسيم العثمانية

أردوغان
أردوغان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يبدو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لن يتخلى بسهولة عن أطماعه في ليبيا، بعد أن أعلن بوضوح أنه يعتبرها إرثا عثمانيا، إذ إنه لا يتوقف عن نسج المؤامرات، ونصب التحالفات، من أجل استكمال مؤامرة تقسيم هذه الدولة الغنية بالنفط، لتحقيق عدد من الأهداف.
ويأتي في صدارة أهداف أردوغان، السيطرة على الاقتصاد الليبي، لإنقاذ اقتصاد تركيا من الانهيار، وكذلك توطين المرتزقة السوريين في ليبيا، تمهيدا لإنشاء حرس ثوري جديد ينتشر بمرور الوقت في باقي دول القارة الأفريقية، سعيا وراء الحلم العثماني التوسعي الأثير.
ويرى الدكتور فتحي العفيفي، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة الزقازيق، أن أردوغان يسعى إلى بسط النفوذ الاقتصادي على ثروات الليبيين، وهو ما حدا به إلى التحالف مع يهود ليبيا، بحيث يضمن لهم العودة، مقابل أن يضمنوا له المستقبل الاقتصادي الباهر". 
وقال لـ"البوابة نيوز": "دخول اليهود إلى ليبيا قديما، كان يهدف للعمل في التجارة وصناعة الذهب، إلا أن رغباتهم التوسعية سرعان ما تحكمت في قادتهم، فحاولوا إقامة دولة لهم بمنطقة برقة الليبية، وهو ما وعدهم بتنفيذه السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، في العشرية الأولى من القرن العشرين، إلا أن الغزو الإيطالي لليبيا، والإطاحة بالسلطان عبد الحميد الثاني، من على كرسي الحكم في الإمبراطورية العثمانية بحلول عام 1911، أسقط هذا المخطط، خاصة بعد سلسلة الاعتقالات الإيطالية لهم".
وأضاف: "بظهور وعد بيلفور، ومن بعده الوطن القومي إبان نكبة فلسطين، عام 1948، نزح اليهود ناحية الشرق متخلين عن أطماعهم في ليبيا، لكن بشكل مؤقت، لينتهي وجودهم فيها بحلول نهاية ستينيات القرن الماضي".
وأوضح العفيفي أنه بالتزامن مع اضطرابات فبراير 2011 في ليبيا، عاد اليهوديان ديفيد جربي، ورافائيل لوزون إلى طرابلس، زاعمين أنهما جزء من المجتمع الليبي، وأن الفرصة صارت مواتية لليهود من أجل العودة إلى ليبيا، باعتبارها الوطن الأم لهم!
وتابع: "تحرك اليهود في هذه المرحلة بالذات من عمر الأزمة الليبية، يشير إلى عدة دلالات، أولها أنهم حصلوا على الضوء الأخضر من أحد الأطراف الفاعلة في الأزمة، وهو بالضرورة أردوغان وحليفه السراج، لأنهما المستفيدان من دخول اليهود هذه اللعبة"، مضيفا: "الدلالة الأخرى هي أن الهدف الحقيقي وراء ما يجري بالإضافة إلى السيطرة على ثروات ليبيا، وتوطين الإرهابيين والمرتزقة بها، هو التقسيم بحيث يمنح اليهود وطنا جديدا غنيا بالثروات تديره تل أبيب، بالتعاون مع تركيا التي أقر رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو بأنها تتمتع بعلاقات عميقة مع بلاده".
ولفت العفيفي إلى أن ميل أردوغان إلى منح اليهود وجودا في ليبيا، يهدف إلى إرضاء اللوبي الصهيوني المسيطر على السياسة العالمية، وبالتالي تحويل هذا اللوبي إلى وسيلة ضغط على القوى الكبرى، الرافضة لما يفعله أردوغان في ليبيا، لكي تغض الطرف عن أفعاله. 
المدعو رافائيل لوزون، الذي يطلق على نفسه اسم "رئيس اتحاد يهود ليبيا"، التقى المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة، في جنيف، محاولا الحصول على موافقة دولية تسمح له بالمشاركة في اجتماعات جنيف لحل الأزمة الليبية، كمكون معترف به من مكونات المجتمع الليبي، وهو ما حذر منه العفيفي، معتبرا أن هذا التحرك إن نجح فسيكون وبالات على مستقبل ليبيا، والمنطقة بأسرها.