الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

«بيزنس علاج الصلع».. بيع الوهم بالملايين.. التدخين والجينات ونقص الفيتامين من أهم أسباب تساقط الشعر.. وأطباء: الزراعة في المراكز المتخصصة الطريق الوحيد للعلاج

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حذر أطباء متخصصون في الأمراض الجلدية وزراعة الشعر، من الانسياق وراء الأوهام التى يتم ترويجها على صفحات التواصل الاجتماعي وعدم تصديق قدرة أصحاب هذه الصفحات على علاج تساقط الشعر والقضاء على «الصلع» وأن هدفهم هو التربح فقط من بيع المنتجات التى يزعمون أنها تعيد بصيلات الشعر إلى سابق عهدها، مؤكدين أنه لا طريق إلى إعادة الشعر إلا بزراعته لدى الأماكن الطبية المعترف بها.
«البوابة نيوز» التقت عددا من وقعوا ضحية صفحات وإعلانات الوهم، كما التقت الأطباء المتخصصين لكشف أكاذيب مروجى وهم القضاء على الصلع خلال أيام.



يقول حسين عثمان، ٣٩ عاما، «تواصلت لأكثر من مرة مع العديد من صفحة على موقع التواصل الاجتماعي، للحصول على علاج لمشكلة الصلع الوراثى الذى لازمنى في سن مبكرة».
ويضيف حسين وهو يعرض لنا مجموعة من الرسائل التى تظهر تواصله مع شركات وصفحات على منصات التواصل الاجتماعي للحصول على علاج للصلع، والتى يوصفها بأنها صفحات كاذبة من الألف إلى الياء».
ويؤكد عثمان في حديثه لـ«البوابة نيوز» هؤلاء يقولون كلاما لا يصدق، فلا يمكن أن يوجد علاج يستطيع إنبات الشعر في عدة أيام، فلقد قرأت الكثير من الدراسات حول مشكلة الصلع المبكر والوراثى والتى أكدت أن العلاج يبدأ في تحقيق نتائج في فترة لا تقل عن ٣: ٦ أشهر.
ويقول «محمود هشام»، ٢٨ عاما، واجهت لفترات طويلة مشكلة تساقط الشعر، وهو ما دفعنى للبحث عن حلول لوقف تساقط الشعر وبخاصة أن عددا كبيرا من أفراد عائلتى أصيب بالصلع المبكر أو الوراثى، ووجدت علاجات عديدة منتشرة على شاشات التليفزيون وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، والتى حاولت أكثر من مرة الحصول على أحد منتجاتها، إلا أنه كان هناك سببين دفعانى للبعد عن هذه العلاجات، أولهما غلاء أسعار هذه المنتجات والسبب الثانى هو المبالغة في الترويج لهذه المنتجات والتى اكتشفت بعد قراءة جيدة عن موضوع الصلع وتساقط الشعر أنهم يبيعون الأوهام لمن هم مثلى يبحثون عن علاج لمشكلة تؤرقهم».

صفحات التضليل
وبمتابعة ما لا يقل عن ١٠ صفحات، حملت جميعها أسماء متشابهة تقريبا وتحمل نفس الغرض وهو علاج تساقط الشعر والصلع وجدنا الكثير من المعلومات المغلوطة، فهنا صفحة تحمل اسم «العيادة» وتصب اهتمامها على ترويج منتجات لعلاج الصلع وتساقط الشعر تروج عبر منشورات مكثفة على صفحات التواصل الاجتماعي.
وفى أحد المنشورات التى وصفها أطباء جلدية أنها «مضللة وكاذبة»، كتبت الصفحة: «حل إنبات الشعر وعلاج التساقط أصبح واقع مع (اسم المنتج) خلال ١٥ يوما فقط، هذا المنتج هو بديل زراعة الشعر للرجال والنساء.. أقوى منتج فعال مع الصلع وتساقط الشعر.. يعالج الشعر من جذوره ويعمل على تفتيح مسامات فروة الرأس.. ويعالج البصيلات لإنبات شعر جديد».
وفى مواصلة لمسلسل الأكاذيب كتبت في منشور آخر: «منتج جديد هو البديل الآمن لزراعة الشعر ١٠٠٪ أعشاب طبيعية
علاج للتساقط - التقصف – الجفا، ومحفز قوى لإنبات الشعر خلال فترة قصير.. يحتوى على ٢١ عشبة طبيعية مسئولة عن تنظيم إفراز هرمون ال DHT المسئول أساسا عن تساقط الشعر.. ينشط ويقوى بصيلات الشعر الضعيفة.. لا يترك أثرا دهنيا على الشعر تماما».
الأمر لم يصل إلى هذا الحد فقط بل حولت صفحات التواصل الاجتماعي بعض «صالونات الحلاقة» إلى خبراء في علاج مشكلات الشعر والصلع، وزراعة وتركيب الشعر، فهنا شخص يدعى «محمد إبراهيم» يعترف أن مهنته كوافير رجالى لسنوات طويلة، وأصبح خبيرا في زراعة وتركيب الشعر، لينشأ صفحة تحمل عنوان «وداعا للصلع».
الشخص نفسه يدعى انتماءه لرئاسة الجمهورية وأنه يمتلك خبرة دولية واسعة حيث كتب في أحد المنشورات على صفحته: « أنا محمد إبراهيم اشتغلت كوافير رجالى من سن ١٣سنة حتى سن ٣١ سنة، وبدأت أصنع بنفسى شبكية الشعر الطبيعى منذ ثلاث سنين في منزلى لأنى كنت لا أملك أى شىء، وبدأت اشترى خامات شبكيات طبيعية من الخارج، والآن أنا مصفف وخبير شبكيات شعر طبيعى، وعضو في نقابه الاتحاد الدولى للموضة والجمال، تواجدى في رئاسة الجمهورية تخصص تجميل، عضو في الاتحاد الجزائرى للتجميل، عضو في نقابة التدريب المهنى في مصر».
 وبالبحث عن هذه الألقاب والمؤسسات الواردة في المنشور وجدنا أنها مجرد كيانات من وحى خيال صاحب الصفحة الذى يدعى الخبرة والدراية الكاملة لعلاج مشكلات الشعر.

الرؤية الطبية
تباينت آراء الأطباء حول طرق العلاج من الصلع وتساقط الشعر فمنهم من قال إنه لا علاج دوائى حقيقى للصلع حتى الآن وأن الأمر يقتصر على زراعة الشعر، ومنهم من اختلف مع هذه الرؤية وقال إن الطب توصل إلى الكثير من طرق العلاج الدوائى لمشكلات تساقط الشعر وكذلك الصلع بشتى أنواعه سواء كان صلعا وراثيا أو صلعا مبكرا.
ورغم اختلاف الأطباء حول طرق العلاج إلا أن جميعهم اتفقوا على قول واحد، وهو أن كل ما يروج عبر صفحات التواصل الاجتماعي من منتجات تدعى علاج مشكلات الصلع وتساقط الشعر ما هو إلا درب من الخيال، لا يمت للواقع بصلة، وأن العلاج الحقيقى يبدأ بفحص طبى جيد من قبل إخصائى أمراض جلدية، وبعد تحاليل طبية يوصف على أثرها «كورس علاج» يستمر لفترة تصل من ٣ أشهر إلى ٦ أشهر وقد تمتد إلى سنة كاملة في الحالات الصعبة، وإن ما يروج حول علاج الصلع في ١٠ أيام ما هو إلا إعلانات مضللة تهدف إلى تحقيق أرباح بمعلومات مغلوطة ومضللة.

«حالات الصلع لها العديد من القواعد والإجراءات وهناك المئات من الأبحاث وآلاف الأطباء حول العالم يعملون على كتابة بروتوكولات لعلاج مشكلات الصلع بمختلف أنواعه»



وتقول الدكتورة هدى أحمد منيب، إخصائى الأمراض الجلدية، إن صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بمنتجات العناية بالبشرة والشعر عبارة عن صفحات فاشلة لا تهدف إلا لتسويق منتجات فاشلة أيضا بغرض التربح دون أدنى أمانة طبية، فيتم ترويج معلومات خاطئة بهدف التشويش على أفكار المواطنين،واستغلال شبكات التواصل الاجتماعي بطريقة غير منضبطة.
وتضيف أستاذ الأمراض الجلدية بجامعة عين شمس، أن الانتشار الواسع للمنتجات غير المأمونة عبر مواقع فاشلة هدفها التسويق والربح يضر بالمجتمع ككل، ولكن الأصل هو التوجه للطبيب الجيد الذى يشخص بعناية حالة مريضه ويكتب له العلاج بناء على تحاليل طبية وافية وليس جزافا كما يحدث على المواقع المشبوهة الفاشلة.
وتدعو «منيب» المواطنين إلى المقاطعة الفورية لكل هذه المنتجات المنتشرة دون أمانة طبية، وقالت: «نرجو من المواطنين التعامل مع مشكلات الشعر كما التعامل مع أى مرض يصيب الإنسان، فالشعر كما الجلد هو مرآة الإنسان فالمشكلات التى تطرأ على الشعر والجلد قد تكون انعكاس لمشكلات صحية كبيرة وهو الأمر الذى يدعو للحذر في التعامل مع الشعر والجلد»، وتابعت: «ومن هنا نؤكد على ضرورة الحرص على عدم التعامل مع منتجات لا نضمن جودتها من الأساس».
وتلفت «إخصائى الجلدية»، هناك العديد من الأمراض العضوية تبدأ آثارها في البداية في الظهور على الشعر، وليس كل مشكلة في الشعر تعالج عند صالون التجميل، ولكن الأطباء هم الأجدر على تشخيص المشكلات التى تصيب الشعر، والدكتور المختص هو من يحدد سبب تساقط الشعر وصولا إلى الصلع، وتبدأ من جميع الأمراض وآخرها الحالة النفسية.
وتتابع: «حالات الصلع لها العديد من القواعد والإجراءات وهناك المئات من الأبحاث وآلاف الأطباء حول العالم يعملون على كتابة بروتوكولات لعلاج مشكلات الصلع بمختلف أنواعه، وله أساسيات تم التوصل إليها بعد سنوات من الدراسة والبحث، وإن متابعة الشعر وتأثير العلاج لا يبدأ قبل ٦ أشهر وما يروج حول أدوية وعلاجات تنبت الشعر من جديد بعد أسابيع غير صحيح وغير واقعى».
وتضيف: «من الممكن أن نكتشف السبب وراء الصلع من خلال الأشعة والتحاليل وبعدها نبدأ في كورسات العلاج، وما يروج عن علاج أنواع من الصلع مثل الصلع الوراثى هو درب من الخيال، فالصلع الوراثى حال ثبوت صحته من خلال التحاليل الوافية والتشخيص يتم التعامل معه بكورسات علاج مدى الحياة إلى الأبد، وطول عمره يستخدمه».
وتوضح «منيب» أنه خلال من ٣ إلى ٦ أشهر تتم متابعة نتائج علاج الصلع أو تساقط الشعر الوراثى وحال ثبات إيجابية العلاج يتم إعطاء المريض مجموعة من الإرشادات والنصائح تحيل دون رجوعه لنقطة الصفر من البداية.


أما الدكتورة حنان الكحكى، أستاذ الأمراض الجلدية، فتقول إن العلم توصل إلى العديد من الطرق العلمية الواعية بشأن علاج الصلع، إلا أن ما يروج على العديد من صفحات التواصل الاجتماعي لا علاقة له بالطب، ولكن هو ترويج لمنتجات بعينها بغرض تحقيق أرباح لحساب منتجات وشركات بعينها.
وتضيف «الكحكى» أن هناك العديد من الجلسات بأنواع مختلفة من الفيتامينات والعلاجات الموضعية والتى تأتى بعد تحاليل طبية وافية.
في حين يؤكد الدكتور محمد حسين، استشارى الأمراض الجلدية والتجميل والليزر، أن انتشار الكريمات «جيل الشعر» والعديد من المركبات المستخدمة في تصفيف الشعر تسببت في ارتفاع نسبة الصلع المبكر بين فئة كبيرة من الشباب، كذا استخدام السشوار وغيرها من الأدوات تعد سببا رئيسا في انتشار الصلع».
ويضيف «حسين» أن التدخين والجينات ونقص الفيتامين من أهم أسباب تساقط الشعر بكثافة، وكذلك أمراض سوء التغذية، كل ذلك يسرع من تساقط الشعر وظهور الصلع المبكر، كذا الصلع الوراثى.
ويتطرق «حسين» إلى الأنواع الفعالة لعلاج الصلع الوراثى، مؤكدا أن العديد من الأدوية أثبتت فاعليتها في مواجهة تساقط الشعر مثل الأدوية التى تحتوى على المادة الفعالة «المينوكسيديل» والمتواجدة في الأسواق بعدة أسماء تجارية، والذى يستخدم للرجال والسيدات لمواجهة الصلع الوراثى بنسب مختلفة.
ويوضح «حسين» أن الصلع الوراثى يجب على المواطنين التعامل معه مثل أى مرض يعالج منه الإنسان مثل الضغط والسكر، وفى حال قرر الشخص العلاج من الصلع الوراثى يجب أن يعى جيدا أن العلاج منه إلى الأبد، فلا يمكن أن يتوقف العلاج لأنه سيتسبب في نتائج عكسية تماما، فيبدأ الشعر في التساقط بكثافة مرة أخرى خلال شهرين أو ثلاثة على الأكثر.
ويلفت «استشارى الجلدية» إلى أن الشخص الذى يعانى من الصلع الوراثى، إذا قرر أن يخضع للعلاج، يجب أن يعى جيدا أن بداية العلاج تشهد تساقطا كثيفا للشعر التالف ليخرج مكانه شعر أكثر قوة في أول شهرين من العلاج، وتبدأ فاعلية العلاج في الظهور بعد الشهر الرابع وعلى مدى السنة الأولى يكون العلاج قد اكتمل إلا أن ذلك لا يعنى توقف العلاج، بل هو البداية للحفاظ على الشعر والاستمرار على العلاج مدى الحياة.
ويحذر «حسين» من التهاون في التعامل مع أدوية علاج الصلع وتساقط الشعر، مشيرا إلى أن هناك بعض الأدوية المستخدمة يكون لها تأثير سلبى على الحالة الجنسية والخصوبة عند الرجال، وفقا لبعض المراجع الطبية، مما يؤثر على الإنجاب فيما بعد، ناصحا بتجنب مثل تلك الأدوية.

ويوافقه الرأى الدكتور باهر السعيد، صيدلى، الذى أكد أن الفيتامينات أيضا على قدر أهميتها وفائدتها للبشرة والشعر، إلا أن الإفراط في استخدام فيتامين «أ» يتسبب في تساقط الشعر «اللى يزيد عن حدة يقلب ضده».
ويطالب «السعيد» بعدم الإفراط في استخدام الفيتامينات بشكل عام، والتى تتحول إلى سبب رئيسى لفقدان الشعر، وأكثر من ١٠ آلاف وحدة قد تتسبب في السمية التى تظهر من خلال الجفاف في الجلد وفقدان الشعر والغثيان، مشيرا إلى أن الأفضل الحرص على الحصول على الفيتامينات من المنتجات الطبيعية مثل الفواكه والخضروات والكبدة والبيض ومنتجات الألبان فكلها غنية بالفيتامين، لتجنب الآثار السلبية للفيتامينات.
ويحذر الصيدلى من الإفراط في استخدام المكملات الغذائية للحصول على الفيتامينات مشيرا إلى أن الأفضلية تكون للمصادر الطبيعية لتجنب الآثار السلبية الضارة لهذه المكملات الغذائية.




دراسة: إصابات الذكور مبكرة عن الإناث.. وزيادة طردية في نسبة الإصابة مع التقدم في العمر
بحسب دراسة صادرة عن مؤسسة العلوم والتكنولوجيا الأمريكية، فإن الصلع يصيب بشكل أساسى الذكور في عمر العشرينات أو أوائل الثلاثينات وقد يصيب الإناث بأعمار متأخرة.
وتُضيف الدراسة الصادرة في ٢٠١٨، أنه بوجه عام فإن الأشخاص الذين تبدأ عملية تساقط الشعر لديهم في العقد الثانى من العمر هم في الغالب من يعانون من أسوأ أنواع تساقط الشعر، في بعض الرجال قد يتأخر تساقط الشعرالنمطى الأولى حتى أواخر العقد الثالث إلى العقد الرابع.
وتكشف الدراسة، أن الرجال في العشرينيات من عمرهم قد يتعرضون للإصابة بصلع ذكورى بنسبة ٢٠٪، بينما تكون نسبة احتمال الإصابة بالصلع منهم في الثلاثينات من عمرهم ٣٠٪ وتبلغ النسبة ٤٠٪ منهم في الأربعينات. وباستخدام هذه الأرقام يمكن القول بأن الذكر إذا بلغ التسعين من عمره تكون لديه فرصة الإصابة بدرجة ما من الصلع النمطى بنسبة ٩٠٪.