قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الاقتراح الذي أعلنه الرئيس عبد الفتاح السيسي، بإنشاء قوة أفريقية مشتركة، تعمل على حل النزاعات في دول القارة السمراء، يستهدف إنقاذ الأمن القومي للمنطقة من التدخلات الأجنبية، التي لم تجلب سوى الويلات والخراب.
وأوضح بدر الدين لـ"البوابة نيوز"، أن قمة الاتحاد الأفريقي الـ33، التي استضافتها العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، شهدت نقاشات مكثفة بشأن القضايا التي تتصدر اهتمامات دول القارة، وفي مقدمتها الأزمة الليبية، وهو ما أنشأ مناخًا مناسبًا للإعلان عن المقترح المصري، بإنشاء القوة العسكرية الأفريقية، التي ستتولى حل مشكلات القارة بعيدًا عن التدخلات الأجنبية.
وتابع: "وزير الخارجية سامح شكري، لخص الغرض من اقتراح إنشاء القوة العسكرية المشتركة بتأكيده أن دول القارة استطاعت القضاء على الاستعمار عندما توفرت الإرادة والعزيمة، لذا فإنها قادرة على التصدي للتحديات الراهنة وأهمها الإرهاب دون تدخل أجنبي".
وأضاف بدر الدين: "وزير الخارجية كشف عن ملامح التحرك نحو تحويل هذا الحلم إلى حقيقة بقوله إن إنشاء قوة أفريقية مشتركة، سيكون من خلال التشاور وفق آليات الاتحاد الأفريقي، ثم عرض الأمر بعد اكتمال الرؤية والاتفاق على كيفية تفعيلها، على القمة الاستثنائية في يونيو المقبل".
وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن إيضاح شكري أن القوة المشتركة ستكون أقرب إلى قوات الانتشار السريع، وقوامها من قوات الدول قادرة على الاضطلاع بهذه المهمة، يضع النقاط على الحروف، ويرد على الجدل الذي أثير حول إمكانية إنشائها، خاصة أن الرئيس السنغالي شكك في احتمالات التوصل إلى اتفاق نهائي بهذا الشأن.
وأتم بدر الدين بالقول: "جدية الاقتراح المصري ظهرت أيضًا في الجدول الزمني الذي حدده سامح شكري ضمنيا، والمتمثل في عرض المسألة على القمة الأفريقية الاستثنائية المقررة يونيو المقبل، الأمر الذي يشير إلى أن عجلة التطور للإمساك بزمام القضايا الأفريقية، وقصر حلها على الأفارقة فقط دارت ولن تتوقف".
