الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

البابا فرنسيس يدعو الجماعة الدولية إلى احترام القانون الإنساني

البابا فرنسيس
البابا فرنسيس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جدد البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، نداءه إلى الجماعة الدولية وجميع الأطراف المعنية للجوء إلى الوسائل الدبلوماسية والحوار والمفاوضات في احترام القانون الدولي الإنساني، وذلك من أجل حماية حياة المدنيين في شمال غرب سوريا، وسأل الصلاة من أجلهم، بخاصة مع تواصل الأنباء الأليمة حول أوضاع الكثير من النساء والأطفال والأعداد الكبيرة من الأشخاص الذين يجبَرون على الفرار بسبب التصعيد العسكري.
وقال البابا فرنسيس عقب صلاته، مساء أمس الأحد، في ساحة القديس بطرس، خلال حديث: إننا مدعوين من تعاليم يسوع إلى تلاميذه إلى أن يكونوا ملح الأرض ونور العالم، فقال لهم بحسب ما نشرته الفاتيكان، اليوم الاثنين: "إنّ يسوع يستخدم لغة رمزيّة كي يوضح لمَن يريدون اتّباعه بعض المعايير لعيش الحضور والشّهادة في العالم".
وأضاف البابا، أريد أن أتوقف أولًا عند الصّورة الأولى، "الملح، فهو العنصر الّذي يمنح مذاقًا ويحفظ الغذاء ويحميه من الفساد؛ التلميذ مدعوّ إذًا إلى أن يُبعد عن المجتمع المخاطر وجراثيم الفساد الّتي تلوّث حياة الأشخاص؛ ويعني هذا مقاومة التّردّي الأخلاقيّ والخطيئة، وذلك بالشّهادة لقيم النّزاهة والأخوّة بدون السّقوط في الإغراءات الدّنيويّة مثل الوصوليّة والسّلطة والثّراء. يصبح مِلحًا بالتّالي التّلميذ الّذي وبرغم الإخفاقات اليوميّة ينهض من تراب أخطائه ليبدأ مجدّدًا بشجاعة وصبر كلّ يوم باحثًا عن الحوار واللّقاء مع الآخرين. مِلحٌ هو التّلميذ الّذي لا يبحث عن الاستحسان والثّناء بل يعمل على أن يكون حضورًا متواضعًا وبَنّاءً في أمانة لتعاليم يسوع الّذي جاء إلى العالم لا ليُخدم بل ليَخدم، وهو تصرّف هناك حاجة كبيرة إليه".
وتابع البابا فرنسيس، أما عن الصّورة الثّانية الّتي طرحها يسوع على تلاميذه، النّور، فقال: "إنّ النّور يزيل الظّلام ويسمح بالرّؤية، ويسوع هو النّور الّذي بدّد الظّلمات، إلّا أنّها لا تزال موجودة في العالم وفي الأفراد. إنّ على المسيحيّ أن يزيل هذه الظّلمات جاعلًا نور المسيح يبرق ومعلنًا إنجيله، وهذا شعاع يمكنه أن ينطلق أيضًا من كلماتنا، ولكن يجب أن ينطلق في المقام الأوّل من أعمالنا الصّالحة (متّى 5، 16). إنّ التّلميذ والجماعة المسيحيّة يكونان نورًا في العالم حين يوجّهان الآخرين نحو الله، بمساعدة كلّ شخص على اختبار صلاح الله ورحمته. تلميذ يسوع هو نور حين يعرف كيف يعيش إيمانه خارج المساحات الضّيّقة، وحين يساهم في إزالة الأحكام المسبقة والتّشهير ويجعل نور الحقيقة يعود إلى أوضاع لوَّثها الرّياء والكذب. إنّ هذا ليس نورنا بل هو نور يسوع، ونحن أدوات كي يصل نور يسوع إلى الجميع.
واستطرد فرنسيس: يدعونا يسوع إلى عدم الخوف من العيش في العالم حتّى وإن كانت في العالم أحيانًا نزاعات وخطايا. إنّ المسيحيّ وأمام العنف والظّلم والقمع لا يمكنه الانغلاق على الذّات أو الاختباء في الأمان الدّاخليّ، ولا يمكن للكنيسة أن تنغلق على ذاتها، لا يمكنها أن تهجر رسالتها، رسالة الكرازة والخدمة. إنّ يسوع لم يطلب من الله في العشاء الأخير أن يبعد التّلاميذ عن العالم، بل أن يدعهم في العالم ويحميهم من روح العالم. إنّ الكنيسة تعمل بسخاء وحنان من أجل الصّغار والفقراء، تصغي إلى صرخة الآخِرين والمستبعدين، ليس هذا روح العالم بل هو الملح والنّور".