تحل اليوم السبت ذكرى وفاة الناقد الأدبي والصحفي المصري رجاء النقاش والذي ينتمي إلى أسرة ضمت مثقفين بارزين فكان أخوه الراحل وحيد النقاش مترجما وناقدا، وأخوه فكري النقاش مؤلفا مسرحيا، وتولت أخته الناقدة فريدة النقاش رئاسة تحرير مجلة أدب ونقد لنحو عشرين عاما.
بدأ النقاش ممارسة النقد الأدبي وهو طالب في السنة الأولى، وكان ينشر مقالاته آنذاك في مجلة الآداب البيروتية، ثم عمل في جريدة الأخبار المصرية وترأس تحرير مجلة الكواكب الأسبوعية ودورية الهلال الشهرية. تولى عام 1971 منصب رئيس تحرير مجلة الإذاعة والتليفزيون التي جعل منها مطبوعة ذات توجه ثقافي حيث نشر رواية "المرايا" لنجيب محفوظ مسلسلة قبل صدورها في كتاب.
وقال عنه فكري النقاش: "إن موهبة رجاء النقاش النقدية تجلت أكثر ما تجلت في نقده للشعر، ثم المسرح، وقد كان من حسن حظي أن هذا الرجل هو أخي الأكبر، ولذلك فقد عرفت فن المسرح من مكتبته وأنا صبي صغير، كما بدأت أتذوق هذا الفن من خلال مقالاته هو وزملائه من كبار النقاد وأنا شاب يافع".
بعث الشاعر الفلسطيني محمود درويش رسالة إلى النقاش عبر فيها عن حبه له معترفا بفضله عليه، قال فيها: "عزيزي رجاء النقاش.. كنت وما زلت أخي الذي لم تلده أمي منذ جئت إلى مصر، أخذت بيدي وأدخلتني إلى قلب القاهرة الإنساني والثقافي، وكنت من قبل قد ساعدت جناحي على الطيران التدريجي، فعرفت قراءك على وعلى زملائي القابعين خلف الأسوار.. عمقت إحساسنا بأننا لم نعد معزولين عن محيطنا العربي".
كتب النقاش السيرة الذاتية عن نجيب محفوظ والتي قال عنها الروائي يوسف القعيد "إن كتاب رجاء النقاش "صفحات من مذكرات نجيب محفوظ" يكفى كى يوضح لنا السيرة الذاتية لمحفوظ حيث تمكن فيها من الحديث عن كل جوانب حياته، كما عّبر محفوظ عن نفسه بشدة في الثلاثية ومَثّل كمال أحمد عبدالجواد فيها دور نجيب محفوظ.
نال النقاش جائزة الدولة التقديرية بمصر عام 2000، وكرم في يناير 2007 في حفل بنقابة الصحفيين بالقاهرة حيث نال درع النقابة ودرع مؤسسة "دار الهلال" ودرع حزب التجمع.
