الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

محاولات قطرية لتشويه ثورة السودان وإعادة حكم الإخوان الإرهابي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لعبت قطر دورا كبيرا في إفشال المرحلة الانتقالية، وتغيير النظرة تجاه المجلس الانتقالى، عن طريق الأذرع التى تحركها لتحقيق أهداف الدوحة برجوع حكم الإخوان مرة أخرى في السودان، بعد الأحداث التى أدت لتحول ديمقراطى كبير داخل البلاد.
استخدمت قطر العديد من الأدوات داخل السودان لدعم الجماعات الموالية لها بشكل مباشر وغير مباشر، سواء كانت هذه الأذرع على الصعيد السياسى، كتأسيس أحزاب جديدة، أو دعم أحزاب قائمة قريبة من الإخوان، في مقدمتها حركة الإصلاح الآن، بقيادة غازى صلاح الدين، للسيطرة على المشهد السياسى من جديد في السودان.
واستعانت قطر بمواردها المالية لدعم شبكتها الإعلامية التحريضية؛ إذ وفرت ملاذًا آمنًا لقائمة من الإرهابيين على شاشة «الجزيرة»، وسمحت لهم ببث سمومهم، وساعد على ذلك انعدام الرقابة القبلية، فهناك بعض الشخصيات وبعض الأقلام والأصوات التي كانت تحرض النظام على إثارة الفتن بين صفوف الشعب السوداني، وأصوات مضادة للثورة التي أراد بها الشعب التصدي للقمع والفساد الذي عانى منه سنوات في ظل الحكم الجائر، حكم نظام البشير ذي الطبيعة العقائدية التي كانت تتماشى مع الإخوان أصدقاء دولة قطر المقربين.



كانت المؤسسات الإخوانية (القطرية) منبرًا لكثير من الإعلاميين لبث السموم والفساد في الدولة، فهي لم تخضع لرقابة محددة، وتيسرت لها الكثير من التسهيلات؛ ولم يكن هناك لجان مراقبة لها، ومراجعة لأساليب الفساد التى مارستها، ومن جانب آخر؛ فإن المتحكم الأساسي في الإعلام هو الحزب الحاكم، المتسلط بقهره وقمعه على الأجهزة الإعلامية، فهي تفتقر إلى الكوادر والخطاب المقنع الذي توجهه للمتلقى، والموارد التي تؤهلها لتكون منصة إعلامية.


ومن أولى هذه الشخصيات، الهندي عز الدين، من أبناء النظام المدلل، صحفي ورئيس تحرير، إضافةً للطيب مصطفى، الذي على علاقة وثيقة مع الرئيس السابق البشير، وكان يروج أفكارًا كثيرة للكراهية والإسلامية، وكان أحد الأسباب في انفصال جنوب السودان، أما الشخصية الثالثة، حسين خوجلي، فكان أحد داعمي النظام العسكري الجائر، وأصر على استمراره في السودان.
وكانت وكالة «السودان للأنباء» واحدة من أهم المنصات الإخبارية في القارة السمراء، وشهدت هذه الوكالة حالة من التدهور المريع خلال العقود الثلاثة الأخيرة، لعدم امتلاكها التقنيات الحديثة ولا الكوادر التي تحمل مستويات من اللغة والتحرير والمعلومة، فهي تفتقر إلى تقديم صورة صحيحة واضحة للأحداث، فاعتمدت هذه المؤسسات على تعيينات خاضعة وفق التعيين السياسي، والولاء للنظام والإيديولوجية السياسية، وليس وفق القدرات والكفاءات.



يقول الباحث السوداني، محمد جميل أحمد، إن الآلة الإعلامية القطرية في البداية كانت تطمس وقائع الثورة السودانية، وتقلل من شأنها، لكن بازدياد وتيرة الثورة، واتساع مجالها العام، أسقط في يد قناة «الجزيرة» القطرية، أمام هذا المتغير الجديد في السودان، وهو متغير لم تستطع قطر هضمه؛ لأنه سياق مختلف، ولعل ذلك كان من حظ الثورة السودانية التي نشأت يتيمة من أي دعم قطري.
وأضاف «أحمد» أنه بنجاح الثورة السودانية بدأنا نلحظ لهجة أخرى في قناة «الجزيرة»، باستضافتها لسودانيين محسوبين على نظام البشير، إلى جانب أخبار عن تحركات دبلوماسية قطرية مريبة، وأنباء متضاربة عن زيارة لبعض المسئولين السياسيين، وشهدنا منظرًا عروبيًّا كبيرًا أصبح مشغولًا أكثر في برنامجها السياسي الأسبوعي بثورة الجزائريين، فيما الثورة السودانية كانت تقتلع نظام البشير باعتصامها الجسور، واليوم تستضيف قطر محمد عبد الحي، وهو شيخ من شيوخ الإسلام السياسي، ومقرب من البشير، وتعده ليكون معارضًا عبر قناة «الجزيرة».
وبدأت الحملة التخريبية القطرية في السودان تزامنًا مع سقوط الرئيس المعزول عمر البشير في ١١ أبريل ٢٠١٩، وتولى المجلس العسكري بعد ذلك بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وكان هذا التدخل في الشئون السودانية بدايةً للتصعيد في الداخل السوداني.