الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

اغتيال صحفي شهير يكشف علاقة إخوان السودان بملالى إيران.. بلاغ ضد «قوش» على خلفية ذبح رئيس تحرير «الوفاق» في 2006.. والقتيل فضح إرسال ميليشيا للقتال مع حزب الله

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تقدم عدد من أبناء إقليم دارفور السودانى، ببلاغ ضد رئيس جهاز الأمن السودانى السابق، صلاح عبدالله الشهير بـ«قوش»، وآخرين، على خلفية اغتيال صحفى شهير في 2006، قبيل نشره مقالات تكشف إرسال حكومة «الإخوان» لمجموعة مسلحة تدربت على يد الجيش الإيرانى للقتال مع ميليشيات «حزب الله» في لبنان.
وقال أحد الشاكين في البلاغ: إن لديهم بينات تقدموا بها بواسطة محاميهم، تكشف عن أن ميليشيات «حزب الله» اللبنانية وراء مقتل رئيس تحرير صحيفة «الوفاق»، محمد طه محمد أحمد، موضحا أن سبب اغتياله جاء بعد تهديده بنشر أسماء عناصر سودانية تابعة قاتلت في لبنان إلى جانب الحزب.


تفاصيل الاغتيال
في تفاصيل واقعة اغتيال الصحفى السوداني، تقول رواية تناقلتها وسائل الإعلام بعد اغتياله: «إن مجموعة مجهولة اختطفته من منزله بداية سبتمبر ٢٠٠٦، واصطحبوه في سيارة مظللة دون لوحات»، وعثر على جثمانه بعد يوم واحد بحى القادسية بمنطقة «الكلاكلة»، وقد تم نحره وفصل الرأس عن الجسد.
وقالت وسائل الإعلام: «إن عناصر جهاز الأمن الوطنى، اغتالت الصحفى محمد طه بإيعاز من «قوش»، وذلك لسعيه لكشف ملابسات مشاركة مجموعات سودانية مسلحة، فيما عرف باسم حرب «تموز» التى جرت بين ميليشيات «حزب الله» اللبنانية والجيش الإسرائيلى».
وقال محمد طه محمد أحمد على، في جريدة «الوفاق» التى يرأس تحريرها، بمقاله الأخير: «تم ترحيل مجموعات مسلحة سودانية سرا إلى لبنان للقتال إلى جانب «حزب الله» مقابل حصولهم على مبلغ مالى قدره ٦٠ ألف دولار لكل فرد».
وأضاف: استلم أفراد هذه المجموعة التى ينحدر معظم عناصرها من إقليم دارفور مبلغ ١٠ آلاف دولار أمريكى من الخرطوم، من أصل المبلغ المتفق عليه بين الحكومة «الإخوانية» الفاسدة والانتهازية والميليشيات اللبنانية.

«انزعاج «الإخوان»
يقول الكاتب الدومة إدريس، في مقال سابق: هذا الأمر أزعج الحكومة «الإسلاموية»، لافتا إلى أن الصحفى محمد طه محمد أحمد، وعد القراء بمواصلة كشف كل الحقائق، ما جعل السلطات تفكر في التخلص منه قبل نشر المقال الثانى الذى وعد فيه بكشف خيوط المؤامرة التى تقف وراءها الحكومتان الإيرانية والسودانية وحزب الله اللبنانى.
ويواصل «إدريس»: «بالفعل اغتالت عناصر جهاز أمن البشير المجرم، الصحفى طه بدم بارد بعد أن تم اختطافه من أمام منزله نهارا جهارا؛ وهى تعلم بأن أصابع الاتهام لن توجه إلى السلطات، مرجعا سبب ذلك، إلى أن الصحفى سبق وأن كتب بعض المقالات سخرت في عادات بعض القبائل السودانية، ما دعا بعض أفرادها لحرق مقر الجريدة، دون أى تفكير في قتله».
ويواصل: «لذلك رأى مسئولون بجهاز الأمن أن الفرصة سانحة للتخلص من طه وتوجيه الاتهام فيما بعد إلى أفراد من تلك القبيلة زورا وبهتانا؛ على خلفية ما حدث، مشيرا إلى أن عدد المعتقلين بلغ أكثر من ٢١٠ متهمين، أعدم منهم تسعة وبرئ البقية».
وكشف الكاتب أنه التقى بعض الجنود الذين أرسلوا للقتال في جنوب لبنان، وسبروا أغوار ما تسترت عنه الحكومة واغتالت طه قبيل الكشف عنه، لافتا إلى أنهم أكدوا له أن المجموعة تكونت من ١٦٥ فردا من سلاح المدفعية، تلقوا تدريبا متقدما في الراجمات ومنصات الصواريخ المتحركة تحت إشراف الجيش الإيرانى، وأوضحوا له أن بقية مبالغ الارتزاق لم تسلم لهم أو لذوى المصابين والقتلى، البالغ عددهم ٥٥ جنديا، وقيل لهم إن من تسلمها هى حكومة البشير.
وختم قائلا: «أبلغت حكومة البشير قيادة ميليشيات «حزب الله» بتصفية جميع العناصر التى تمردت بعد رفض تسليمها مبلغ ٥٠ ألفا المتبقية من المتفق عليه، وقالوا «إن عددهم كان ١١٣ فردا، وتسللوا بعد علمهم بأوامر التصفية إلى بعض دول الجوار اللبنانى ليعود بعضهم إلى السودان، ويستقر البقية في تلك الدول».
يشار إلى أن المحكمة أعدمت وقتها ٩ أشخاص، وبرأت ١٠ في تلك الحادثة التى هزت المجتمع السودانى.


خزانة الأسرار
في المقابل، أكد الناشط الحقوقى، الدكتور محمد شرفى، أن محمد طه كان عبارة عن «خزانة» من الأسرار التى تمس إيران وحزب الله انطلاقًا من العلاقات الواسعة التى أقامها مع الجانبين بحكم وظيفته الصحفية التى مكنته من زيارة طهران عدة مرات التقى خلالها قيادات رفيعة هناك.
وقال شرفى: إن عملية الاغتيال التى تمت حملت سمات العمليات التى نفذتها إيران وحزب الله خلال السنوات الماضية، لافتا إلى أن السودانيين بطبعهم لا يقومون بتصفيات أو اغتيالات، ومثل هذه أمور تكاد تكون معدومة في تاريخ البلاد، وطالب الجهات العدلية بفتح هذا الملف لمعرفة الفاعلين الحقيقيين وفضحهم أمام الرأى العام الداخلى والخارجى.
من جانبه، قال أستاذ الشريعة والقانون، النور يوسف النور: إن الراحل كان يعبر لخاصته قبيل اغتياله عن قلقه، مبينا أن طه كانت بين يديه معلومات شاملة تكشف العمليات الإرهابية المشتركة لحكومتى الإخوان وإيران، ما أدى لاغتياله لعلم الجميع بجرأته ومواقفه الشجاعة.
فيما طالب المستشار القانونى، عبدالسميع عمر، الحكومة السودانية، بفتح هذا الملف الخطير، الذى ربما يكشف العلاقة بين نظامى الإخوان والملالى في تصفية مسئولين سودانيين، وقال: جميعنا يعلم الظروف الغامضة التى صاحبت وفاة نائب رئيس الجمهورية المشير الزبير محمد صالح صاحب «الكاريزما» والمحبوب من الشارع السودانى، بعد سقوط طائرته في نهر السوباط بجنوب السودان في ١٣ فبراير ١٩٩٨، إلى جانب عضو مجلس قيادة الثورة العقيد إبراهيم شمس الدين وآخرين.