الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مقتل شاب في مشاجرة بسبب خلافات الجيرة بالخصوص.. الجيران: الخناقة نشبت بسبب زجاجة فارغة.. والأرض تحولت لبركة من الدماء.. شاهد عيان: الضحية لم يصدر منه أي سوء بحق قاطني الشارع

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في بعض الأوقات تجرى أمور حياتنا بطريقة مغايرة لما نُقدم عليه أو نفكر فيه، الأمر الذى يؤدى بنا لأشياء لم نكن نتوقعها أو نضعها في الحسبان، ما حدث مع «م.ع.س»، الشاب صاحب الـ ٣٥ عاما، كل ذنبه أنه تدخل للدفاع عن شقيقه خلال مشاجرة بينه وبين جيرانه، فانتقل إلى دار الحق، بعد ما تلقى طعنة نافذة من أحد طرفى المشاجرة أودت بحياته في الحال.
داخل شارع المهندس المكتظ بعشرات العقارات في منطقة الخصوص في محافظة القليوبية، تجلس سيدة تجاوز عمرها الـ ٦٠ عاما، أمام سوبر ماركت ملك لها، لا تتحدث مع أحد غير أن عينها رابضة على مدخل عقار يقف أمامه شاب ذو شارب خفيف يحدق بعينيه يمينا ويسارا، وبعد الاقتراب منه وسؤاله عن المجنى عليه قال: «أنا أحمد جار شقيقه »، قبل أن يروى تفاصيل مقتل الشاب قائلا: «الضحية لا يسكن هنا وكان يأتى لزيارة شقيقه أبوعبد الله، من وقت لآخر، ولم يصدر منه أى سوء في حق قاطنى الشارع منذ قدومه للمنطقة، ولم نتوقع أن يسقط المجنى عليه قتيلا لسبب تافه، فكان بإمكان الطرفين تهدئة الموقف منعًا لوقوع الحادث الذى أصاب الأهالى بالفزع والرعب جراء رؤيتهم لمنظر الدماء التى سالت على الأرض، مشيرًا إلى أن الضحية كان شابا عاديا لا يثير الأزمات ولا يفتعل المشاجرات مع أحد.
وأضاف:«كانت الساعة تشير إلى الواحدة ظهر يوم السبت الماضى، وكانت الأجواء تبدو طبيعة هنا بالشارع، بينما كانت أسرة شقيق الضحية، يجلسون داخل شقتهم بالطابق الثامن، ويستعدون لاستقبال الأب عند عودته من العمل كعادتهم، حتى قررت نجلته الصغيرة إرجاع زجاجة مشروبات غازية فارغة، لصاحبة الـ«سوبر ماركت» الكائن أسفل العقار، وضعتها في «صندوق» مربوط بحبل طويل «سبت» كانوا يستخدمونه دائما عند شراء متطلباتهم من صاحبة السوبر ماركت، إلا أن الـ«سبت» اصطدم بمنشر الشقة الكائنة أسفل شقتهم، ليسفر ذلك عن سقوط الزجاجة في الشارع، ومن حسن الحظ أن أحدا لم يكن يمر في ذلك الوقت أسفل العقار، الأمر قوبل من الجميع بكلمة الحمد الله، على عدم وقوع مكروه لأحد من قاطنى الشارع، إثر سقوط تلك الزجاجة، إلا سيدة واحدة تقطن العقار المقابل لهم، ظلت توجه السباب والشتائم لنجلة شقيق المجنى عليه».
وتابع: «مثل جميع قاطنى المناطق الشعبية، تدخلت الأم لنصرة نجلتها والرد على الجارة، حتى تطور الموقف لمشاجرة عادية بين سيدتين وأطفال، لحرب شوارع عقب وصول «رب الأسرة» من العمل، إذ نشبت مشادة كلامية بينه وبين نجل السيدة، تعدى كل منهم بالضرب على الآخر». 
وواصل حديثه: «الأمر لم ينته عند ذلك فقام الطرف الثانى في المشاجرة، بالاستعانة بأقاربه للانتقام من شقيق الضحية، وحال حضور المجنى عليه وتدخله للدفاع عن شقيقه تلقى طعنة نافذة بالبطن أسفل الصدر، من أحد الجناة، أودت بحياته في الحال، مستطردا: «الأرض تحولت لبركة من الدماء».
داخل مكتبه في الطابق العلوى المخصص لوحدة المباحث، كان المقدم محمد شديد، رئيس مباحث قسم الخصوص، وصل للتو، ويفحص أوراق قضية قيد التحقيق، يقطع انهماكه في العمل صوت جهاز اللاسلكى القابع أمامه معلنا بداية ساخنة ليوم عمل جديد: «حدوث مشاجرة وقتيل ومصابين خلف دير الراهبان»، اعتدل الضابط في جلسته لأهمية المعلومة التى تلقفتها أذناه للتو وأمسك هاتفه ليخطر رئيسه المباشر، العميد عبدالله جلال رئيس فرع البحث الجنائى بالقليوبية.
في أقل من ١٠ دقائق وصل النقيب محمد نصير، معاون مباحث قسم الخصوص، لمسرح الجريمة وبرفقته القوة المرافقة له، فور وصوله، عاين الضابط الشاب مسرح الجريمة، وأطلع المقدم محمد شديد رئيس المباحث على ما يدور بمسرح الجريمة، وأن الجثة لشاب في العقد الثالث من العمر،يرتدى ملابسه كاملة، وبها جرح نافذ بالبطن أسفل الصدر، ليوجهه بسماع أقوال شهود العيان ومراجعة كاميرات المراقبة حال وجودها.
بصوت متحشرج وعرق يتصبب من جبينه، روى «ح.ع.س» ٤٠ سنة، فران، مصاب بجرح قطعى باليد اليسرى، لرجال المباحث تفاصيل مقتل شقيقة على يد جيرانه، رويدا رويدا بدت الصورة جلية أمام رجال المباحث، وأن المشاجرة وقعت بسبب خلافات الجيرة، وخلال دقائق نجحت القوة في ضبط طرفى المشاجرة وبمواجهتهم أقروا بارتكاب الواقعة، وتبادلوا الاتهامات فيما بينهم، وتم بإرشاد المتهم الثالث ضبط السلاح الأبيض المستخدم في الواقعة والتحفظ عليه.