الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

تفاصيل مشاركة "السريانية الكاثوليكية" في الاجتماع السنوي للحوار اللاهوتي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شاركت الكنيسة السريانية الكاثوليكية الأنطاكية، أمس الأحد، في الاجتماع السنوي السابع عشر للجنة الدولية الرسمية المشتركة للحوار اللاهوتي بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية، بتوجيه من البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي.
وشارك الأب حبيب مراد القيم البطريركي العام وأمين سر البطريركية، في الاجتماع السنوي السابع عشر للجنة الدولية الرسمية المشتركة للحوار اللاهوتي بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية، كونه عضوًا في اللجنة ممثّلًا للكنيسة السريانية الكاثوليكية الأنطاكية.
وعُقد اجتماع اللجنة هذا العام بضيافة بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، في المقرّ البطريركي في العطشانة بلبنان.
وترأس الاجتماع الرئيس المشارك للجنة عن العائلة الكاثوليكية، الكاردينال كورت كوخ، رئيس المجلس الحبري لتعزيز الوحدة بين المسيحيين، والأنبا كيرلّس، الأسقف المساعد لأبرشية لوس أنجلوس - كاليفورنيا، للأقباط الأرثوذكس، الرئيس المشارك للجنة عن عائلة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية، وشارك في الاجتماع أعضاء اللجنة الذين يمثّلون الكنائس الكاثوليكية: اللاتينية، السريانية الكاثوليكية، السريانية المارونية، الأرمنية الكاثوليكية، القبطية الكاثوليكية، والكنائس الأرثوذكسية الشرقية: السريانية الأرثوذكسية، القبطية الأرثوذكسية، الأرمنية الأرثوذكسية لكرسي أتشميادزين – أرمينيا، وكرسي كيليكيا - أنطلياس - لبنان، والإثيوبية الأرثوذكسية، والتقى أعضاء اللجنة بصاحب القداسة مار اغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، الذي رحّب بهم بحرارة مؤكّدًا أهمّية الحوار بين الكنائس، ومثنيًا على جهود اللجنة في هذا الإطار، كما لبّى أعضاء اللجنة دعوة غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، الذي استقبلهم في مقرّ الكرسي البطريركي في المتحف – بيروت، وأثنى على عملهم في التقريب بين العائلتين الكنسيتين الكاثوليكية والأرثوذكسية الشرقية، مشدّدًا على الدور الإيجابي والمهم الذي يلعبه الحوار في الوصول إلى الوحدة المنشودة التي إليها دعا الرب يسوع المؤمنين به.
وزار أعضاء اللجنة الكردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة في مقرّه البطريركي في بكركي، حيث حدثهم عن الأوضاع الراهنة في لبنان وبلدان الشرق الأوسط، ليقوموا بعدها بزيارة صلاة إلى مزار سيدة لبنان في حريصا، أما بخصوص أعمال اللجنة، فقد اجتمع أعضاء اللجنة في لقاءات منفصلة لكل عائلة على حدة، الكاثوليكية والأرثوذكسية الشرقية، ثم عقدت الاجتماعات المشتركة التي كانت تُستهَلّ بمختارات من كتاب صلوات أسبوع الصلاة من أجل وحدة الكنائس لهذا العام.
وتناولت اجتماعات اللجنة المواضيع المدرجة على جدول الأعمال لهذا العام، وتمحورت حول الخصائص الجوهرية واللاهوتية للأسرار، بعد أن كانت اللجنة قد انتهت من تناول كل سر من الأسرار السبعة على حدى في الاجتماعات السابقة، ودرست مجموعة أوراق عمل وأبحاث قدمت في هذا الإطار.
وأكد أعضاء اللجنة في اجتماعاتهم على أن سر الخلاص الإلهي يتجلى في التاريخ البشري برمته عبر علامات ورموز تصل إلى قمّتها بيسوع المسيح الذي يشكل بكلامه وأعماله، وبخاصّة بموته وقيامته، ذروةَ السرّ الإلهي بذاته. وهو يوزّع نِعَم هذا الخلاص ومفاعيله على المؤمنين عبر علامات وملموسة وحركات تجعل منهم "شركاء في الطبيعة الإلهية" (2بط 1: 4)، وهذا ما يُكسِب الكنيسة أعمالًا وممارساتٍ ضروريةً من أجل الفداء وبناء جسد المسيح، تُسمَّى "الأسرار". وأشار أعضاء اللجنة إلى أنّ السرّ في كلّ التقاليد الشرقية (السرياني، القبطي، الأرمني، الإثيوبي) والغربية (اللاتيني)، هو أمر مرئي وملموس يعبّر عن حقيقة سامية، فالسرّ هو إذًا سرّ الثالوث الأقدس والتجسّد والفداء، وكذلك الأعمال الليتورجية التي من خلالها يمنح الرب النعم الخلاصية للمؤمنين، وهذا ما خَلُص إليه آباء الكنائس الشرقية والغربية واللاهوتيون فيها عبر العصور.
منوّهين إلى أنّه لم يكن للأسرار عدد محدّد عبر التاريخ، لكن في مراحل لاحقة، حدّدت الكنيسة ذات التقليد الغربي (اللاتيني) سبعة أسرار، ثمّ حذت الكنائس الشرقية حذوها لاحقًا، فأضحت الأسرار سبعة: المعمودية، التثبيت، الإفخارستيا، التوبة، الدرجة المقدسة (أي الكهنوت)، الزواج، ومسحة المرضى، مع الإيمان بأنّ الرب يسوع هو الذي أسّس هذه الأسرار، ونظّمها الرسل، وحفظها الآباء القديسون، ومارسها المؤمنون في الكنيسة، وأنّ سرّ الإفخارستيا هو سرّ الأسرار وقمّتها. ولفت أعضاء اللجنة إلى أنّ تحديد الأسرار بسبعة ليس للحدّ منها، بل للتعبير عن كمال نعمة الله وعمله الخلاصي، إذ أنّ العدد (7) هو الأبلغ تعبيرًا عن الكمال في الكتاب المقدس، وهو يعبّر عن وحدة الله مع الخليقة، حيث أنّ العدد (3) يشير إلى الثالوث الأقدس والعدد (4) إلى الخليقة بأسرها في أربعة أقطار العالم، فحياة الأسرار وعملها وفاعليتها هي مشاركة في سرّ عمل الله الآب الخلاصي من خلال ابنه الوحيد الرب يسوع المسيح بقوّة الروح القدس، ودرس أعضاء اللجنة الأوجه المتعدّدة للأسرار، وكيفية ممارستها في الكنائس الشرقية والغربية، ومن هو الذي يقوم بها ويمنحها، ومن هو الذي يقتبلها، وسواها من الأمور المفصَّلة في القوانين الكنسية، مشيرين إلى أنّ جميع المؤمنين المعمَّدين يشاركون في الأسرار، لكنّ البعض يقومون بمنحها بعد أن يكونوا قد نالوا الرسامة المقدسة، وأنه فقط في الكنيسة الكاثوليكية اللاتينية يحقّ للشمامسة أيضًا، فضلًا عن الأساقفة والكهنة، أن يمنحوا سرّي العماد والزواج، ونوّهوا إلى أنّه بحسب المفهوم الكاثوليكي الغربي (اللاتيني)، فإنّ الزوجين هما مانحا السرّ في سرّ الزواج، بصرف النظر عن ترأس أسقف أو كاهن، في حين أن مانح سرّ الزواج في الكنائس الشرقية الكاثوليكية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية هو الكاهن أو الأسقف.
وجدد أعضاء اللجنة التأكيد على أنّ المؤمنين المعمَّدين هم فقط الذين يُمنَحون السرّ، لافتين إلى أنه في حين تقرّ الكنيسة الكاثوليكية بصحّة الزواج بين معمَّد وغير معمَّد، فهي لا تعتبر هذا النوع من الزواج سرًّا، وناقشوا مقاربات كلٍّ من كنائسهم في شئون سرّ الزواج الذي له خصوصية، كونه يشتمل على أطر قانونية وأخرى رعوية، واطّلع المجتمعون من نيافة الكاردينال كوخ على أبرز التطوّرات واللقاءات على الصعيد المسكوني، والتي تمّت منذ اجتماع اللجنة في العام المنصرم، فضلًا عن الزيارات المتبادلة بين عدد من رؤساء الكنائس.
وقرر أعضاء اللجنة عقد اجتماعهم السنوي القادم، بضيافة المجلس الحبري لتعزيز الوحدة بين المسيحيين في الفاتيكان - روما، في الفترة الممتدة من 24 حتى 30 يناير العام المقبل.