الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

نص كلمة وزير التسامح الإماراتي في افتتاح ملتقى الإعلاميين العرب

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال وزير التسامح الإماراتي الشيخ نهيان مبارك آل نهيان، إن دولة الإمارات التي أصبحت بفضل الله وجهود الشيخ زايد آل نهيان والشيخ محمد بن زايد، رائدة في الأخوة الإنسانية تتبنى السلام وسيلة وغلبة تبنى للوفاق وتحرص على التعاون والتنسيق مع كافة شعوب العالم، باعتبار ذلك جزء مما أرساه الوالد الشيخ زايد نرى في هذا الاجتماع تعبيرا مهما في الثقة والأمل في مستقبل المنطقة والعالم، ومناسبة مواتية لدعم التعاون والتعايش بين جميع البشر، التجمع الإعلامي العربي يسعى للتأكيد على الدور المحور في توعية الإنسان وتنمية إدراكه ودوره الأساسي في تشكيل المجتمع وسلوك الأفراد والمؤسسات لتحقيق الأفكار المنشودة في وثيقة أبو ظبي للأخوة الإنسانية.
وتابع آل نهيان، خلال كلمته اليوم في افتتاح ملتقى مجلس حكماء المسلمين بأبو ظبي تحت عنوان "إعلاميون من أجل الأخوة الإنسانية" أن تلك المبادرة الكريمة للمجلس لهي إعلان قوى بأن الأخوة وما يتصل بها من سلوك وتسامح في سبيل تقدم المجتمع ورفعة الإنسان وتأكيد لتعاليم الإسلام الحنيف، وأنه الدين الذي يحترم الفكر والعمل ويدعو للمبادرة والعمل في سبيل الخير، منبع لا ينضب للقيم والمبادئ للرخاء والتنمية والتقدم للعالم كله، ونشر السلوك الإنساني المستنير سلوك الوسطية والاعتدال بقوامه العمل يجمع ولا يفرق يقوم على أن الناس سواء.
وفيما يلي نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،
أصحاب المعالي والسعادة،
ضيوفنا الكرام،
الإخوة والأخوات: المشاركون في هذا التجمع الإعلامي العربي، من أجل الأخوة الإنسانية،
أيها الحفل الكريم:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
مرحبًا بكم جميعًا، أيها الإخوة والأخوات، في أبو ظبي، وفي الإمارات العربية المتحدة – هذه الدولة التي أصبحت وبحمد الله، وفي ظل القيادة الحكيمة، لصاحب السمو الوالد، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة – حفظه الله ورعاه – وبفضل الجهود الناجحة والمتواصلة، لصاحب السمو، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة – أقول: إن هذه الدولة الرائدة، قد أصبحت وبحمد الله، دولة الأخوة الإنسانية: تتبنى السلام وسيلة وغاية، وتتخذ من التسامح والتعاون والوفاق، منهجًا وطريقة، وتحرص كل الحرص، على التعاون والتنسيق، مع كافة شعوب العالم، باعتبار أن ذلك كله، هو جزء أساسي، من الإرث الخالد، الذي تركه فينا، مؤسس الدولة العظيم، المغفور له الوالد، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه – إننا في الإمارات، نرى في هذا الاجتماع، بمناسبة مرور عام على إصدار وثيقة أبو ظبي للأخوة الإنسانية، نرى فيه تعبيرًا مهمًا، عن الثقة والأمل، في مستقبل المنطقة والعالم، ومناسبة مواتية، لتعزيز قيم التعارف، والحوار، والعمل المشترك، ودعم قنوات التعاون، والسلام، والتعايش، بين جميع البشر.
إنه يسرني كثيرًا، أن هذا التجمع الإعلامي العربي، هنا في أبو ظبي، إنما يسعى إلى التأكيد على الدور المحوري، للإعلام العربي، في توعية الإنسان، والارتقاء بمعارفه ومداركه وقدراته، بل وكذلك، على دوره الأساسي، في تشكيل نظرة المجتمع، لحاضره ومستقبله، وفي تشكيل السلوك العام، للأفراد والمؤسسات، بما يسهم بإذن الله، في تحقيق الأهداف المرجوة، في وثيقة أبو ظبي للأخوة الإنسانية.
إن هذه المبادرة الكريمة، لمجلس حكماء المسلمين، بتنظيم هذا الملتقى، إنما هي إعلان قوي، بأن الأخوة الإنسانية، وما يتصل بها من سلوكٍ متسامح، وما يترتب عليها، من نتائجٍ ملموسة، في سبيل تقدم المجتمع، ورفعة الإنسان، هي تأكيد لتعاليم الإسلام الحنيف – نحن اليوم، أيها الإخوة والأخوات، إنما نعلن بكل ثقةٍ واعتزاز، أن الإسلام، دين يحترم الفكر والعقل، ويدعو إلى المبادرة والعمل الجاد، في سبيل الخير – الإسلام، كان دائمًا ولا يزال، منبعًا لا ينضب، للقيم والمبادئ، التي تحقق السلام، والعدل، والحرية، والحياة الكريمة للفرد، والرخاء للمجتمع، والتنمية والتقدم للعالم كله – السلوك الإسلامي المستنير، أيها الإخوة والأخوات، هو سلوك الوسطية والاعتدال، الذي قوامه: المعرفة، والعمل، والأخلاق الكريمة: سلوك يجمع ولا يفرق، يقوم على أن الناس جميعًا، في الإنسانية سواء.
إنكم في هذا التجمع الإعلامي العربي، أيها الإخوة والأخوات، عليكم واجب ومسئولية، في تعريف البشر في كل مكان، بما يقدمه الإسلام، من نموذج متكامل، للحياة السعيدة والمنتجة، وللعلاقات المثمرة بين الجميع – عليكم واجب ومسئولية، في أن يكون نشر مبادئ التسامح والأخوة الإنسانية، جزءًا مهمًا، في عمل وسائل الإعلام في المنطقة: تسهمون بذلك، في تنمية العلاقات الإيجابية بين أتباع الأديان والمعتقدات – عليكم واجب ومسئولية، في مساعدة القُراء والمستمعين والمشاهدين، في التعرف على ثقافات الآخرين، والانفتاح عليهم، والتعامل معهم، بحكمةٍ وإنسانية، بل وأيضًا، في بناء قناعاتهم، بأن التعددية والتنوع في خصائص السكان، هما مصدر عزمٍ وقوة، للمجتمعات البشرية – عليكم واجب ومسئولية، في تنمية قدرات الجميع، على الحوار الصادق، والعمل المثمر، مع بعضهم البعض، من أجل نبذ التطرف والتشدد، وتحقيق الرخاء والحياة الكريمة، في كل مكان – عليكم واجب ومسئولية، في العمل مع الجميع: الأطفال، الشباب، الأسر، رجال الدين، رجال الأعمال، المدارس والجامعات، ومؤسسات المجتمع المدني، كي يقوم الجميع، بأدوارهم المرتقبة، في هذا المسعى الإنساني الهام – وفي الوقت نفسه، فإن عليكم واجب ومسئولية، في إدراك دور الأخوة الإنسانية، في تطوير عمل وسائل الإعلام، وفي أن يصبح الإعلاميون أنفسهم، أكثر قدرة، على أداء أدوارهم المهمة، في خدمة المجتمع والإنسان.
إننا نقدر كثيرًا، دوركم المهم، في التعريف بوثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية، تلك التي صدرت أثناء الزيارة التاريخية التي قام بها إلى أبوظبي، في مطلع العام الماضي، قداسة البابا فرانسيس، وفضيلة الإمام الأكبر، الشيخ الدكتور أحمد الطيب، والتي جاءت بدعمٍ قوي، من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان – إننا نقدر كثيرًا، دوركم المهم، في التأكيد على ما تتضمنه هذه الوثيقة، من أننا جميعًا، أعضاء في " مجتمع إنساني واحد "، يعمل فيه الجميع، من أجل تحقيق الخير للجميع، بل وما تتضمنه كذلك، من دعوة كريمة، إلى جميع سكان الأرض، كي يعيشوا معًا، في سلامٍ ووفاق، وأن يعملوا معًا، من أجل تحقيق الخير والسعادة والرخاء، للمجتمع والإنسان، في كل مكان.
أيها الإخوة والأخوات:
إننا في الإمارات العربية المتحدة، إنما نعتز غاية الاعتزاز، بأن النموذج الناجح، في التعايش، والأخوة، والتنمية، الذي يتحقق على أرض هذا الوطن، قد تأكد مع نشأة الدولة، في عام 1971، وذلك بفضل قائد حكيم وشجاع، هو الأب المؤسس، المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، عليه رحمة الله، وهو الذي كان معروفًا، بأنه حكيم العرب، لديه رؤية واضحة، لمستقبل بلده وأمته، تنبع من ثقافته العربية والإسلامية، ومن خبرته العملية، في شئون العالم.
إنني أعبر لكم اليوم، عن قناعتي الكاملة، بأن العالم، في حاجة ماسة، إلى السير على خطى الشيخ زايد، وإلى الحكمة، وبُعد النظر، والقدرة على التفكير الصائب، التي كان يتمتع بها، طيب الله ثراه – إنه لمما يبعث على السرور حقًا، أن نرى هذه الحكمة، وهذه الرؤية الواضحة لمستقبل العالم، وهي تتجسد في وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية: نرى في هذه الوثيقة، إدراكًا كاملًا، بأن الحكمة، هي التي سوف تؤدي بالمجتمع العالمي، إلى إطلاق ما يترتب على التسامح والأخوة الإنسانية، من قدرة على مواجهة القضايا، ذات الأهمية في هذا العصر، وإلى إيجاد حلول ناجحة لها: التسامح والأخوة الإنسانية، من وجهة نظري، هي الطريق، إلى تحقيق الرخاء الاقتصادي في كافة مناطق العالم – التسامح والأخوة الإنسانية، هي الطريق إلى إيجاد نظم فعالة، للتعليم والرعاية الصحية للجميع، وهي السبيل إلى مواجهة قضايا البيئة، وقضايا الفقر، وقضايا الغذاء، وقضايا التفرقة والتمييز – الأخوة الإنسانية، هي الطريق إلى ضمان حرية الاعتقاد، وحماية دور العبادة، ونشر مبادئ الرحمة والمودة بين الناس – الأخوة الإنسانية، هي كذلك، الطريق إلى التخلص من النزاعات والصراعات، ومكافحة التطرف والإرهاب، ونشر السلام والعدل، في كافة ربوع هذا العالم.
إنني أدعوكم اليوم، في مجلس حكماء المسلمين، ومن خلال ما تتمتعون به، بحمد الله، من حكمة، وقدرة على الريادة والإبداع، أن نؤكد معًا، أننا نعيش جميعًا، في عالم واحد، وأن علينا في هذا الملتقى، واجب ومسئولية، في دعم مؤسسات الإعلام العربي، وكافة العاملين فيها، لأداء دورهم المرتقب، في تعميق مبادئ الأمل، والتفاؤل، والأخوة، والاستقرار، والرخاء، في المنطقة والعالم.
أعود مرةً أخرى، أيها الإخوة والأخوات، فأرحب بكم جميعًا، في أبوظبي، وفي الإمارات العربية المتحدة، وأشكركم كثيرًا، على جهودكم المشكورة، في سبيل توظيف إمكانات الحوار والمناقشة والعمل المشترك، من أجل دعم قدرات مجتمعاتنا، على أن تكون نماذج وقدوة، في الأخوة الإنسانية – أشكر كذلك، جميع السيدات والسادة، المتحدثين في هذا الملتقى، آملًا بإذن الله، أن تكون مناقشاتكم، على مستوى كافة الآمال والتوقعات.
أدعو الله سبحانه وتعالى لكم، بالنجاح والتوفيق، في أداء رسالتكم النبيلة، في خدمة المجتمع والإنسان.
وفقكم الله،، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.