الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

الإخوان.. «حصان طروادة» القطري لاختراق الخرطوم.. محور «الدوحة - أنقرة» فقد ركنًا أساسيًا بالثورة على البشير والشعوب العربية تقتدى بمصر في إسقاط حكم الإسلام السياسي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد أن نجح الشعب السودانى في إسقاط نظام الرئيس السودانى عمر البشير، في أبريل ٢٠١٩، بدأت الجماعات والميليشيات الإرهابية والدول الداعمة لها، تقترب من هيكل النظام السودانى الجديد؛ محاولة استغلال السلطة والوصول لها بأى الطرق والوسائل، وكان من بين هذه الدول، قطر، دولة تنظيم الحمدين، الساعية لتنفيذ مخططاتها، بإسقاط الحكومة السودانية الجديدة، برئاسة «عبدالله حمدوك»، وذلك بعد أن كشفت هذه الحكومة عن المخططات القطرية، الساعية لنشر الإرهاب والفوضى في السودان، لكى تتمكن أذرع قطر من الوصول لحكم السودان.


ووفقًا لرؤى المحللين السودانيين، فإن الدوحة تبحث عن منفذ لاختراق الساحة السودانية، وبروز الدور القطرى من جديد في السودان، ولذلك رأت في جماعات الإسلام السياسى هذا المنفذ، وخاصةً الأحزاب الداعمة والمحسوبة على تيار الإخوان السوداني؛ لإعادة النظام الإخوانى إلى الحكم، الأمر الذى يسهل على تنظيم الحمدين، إيجاد موطئ قدم له بالخرطوم.
كما أن المحاولات القطرية في السودان، تمت بعد أن توترت العلاقة بينها وبين المجلس العسكري، الذى قاد السودان لفترة انتقالية، بعد سقوط نظام «البشير»، وتشكيل حكومة جديدة والاتفاق على الحكم لمدة عامين، يليهما إجراء انتخابات رئاسية، إضافةً للوعى المبكر للحكومة الجديدة، بمساعى قطر للتدخل في شئونهم.
وفى سياق هذا، تطرح التساؤلات، حول أسباب التدخلات القطرية في السودان، وهل ستنجح قطر في إيصال أذرعها الإخوانية إلى حكم السودان، وما تداعيات ذلك على الدولة السودانية؟ وللإجابة على هذه التساؤلات، أوضح «هشام النجار»، الباحث المتخصص في شئون حركات الإسلام السياسي، أن محاولات الدوحة إسقاط الحكومة السودانية الجديدة، يأتى استنادًا لترابط المشروعين القطرى والتركى بالمنطقة العربية، عبر توظيف جماعة الإخوان، بجانب جماعات التكفير داخل تيار السلفية الجهادية بتنوعاته، ولا شك أن السودان تحت سلطة الإخوان وبقيادة «البشير»، كان ركنًا رئيسيًّا من أركان هذا المشروع، الذى تضمن تأسيس محور إقليمى تحت رايات أيديولوجية، تتحكم فيه أنقرة، والغرض منه، نهب ثروات المنطقة العربية.

ولفت «النجار» أن هناك متغيرات مهمة طرأت، كبحت جماح هذا المخطط، بداية من ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣، التى أسقطت حكم إخوان مصر، ثم ما تبعها من رغبة الشعوب العربية في أن تحذو حذو مصر، في إسقاط حكم تيار الإسلام السياسي، الذى أفقر الشعوب، وتسبب في انقسامات مجتمعية، بل في تقسيم الدول، وفى مقدمتها السودان، الذى تسببت جماعة الإخوان في تقسيمه، إلى جنوب وشمال.
وأضاف «النجار»، أن أثر سقوط السودان، كان كبيرًا على داعمى مشروع الإخوان بالمنطقة، إثر ثورة شعبية، من جهة حرمان تركيا وقطر من منصة إستراتيجية حيوية، تتمثل في ساحة غنية بالثروات والمحاصيل الزراعية، التى طمع فيها المحتل التركي، وبدأ في نهبها وسرقتها، كذلك خسر هذا المحور بعد الثورة السودانية، وتحرير السودانيين من حكم الإخوان ساحة حيوية، كانت معبرًا لتمرير وتهريب الأسلحة والإرهابيين، ومحطة ترانزيت للتكفيريين، وقادة الإخوان، ولذلك كله وغيره، فهم يستميتون الآن في محاولات بث الفتن وتقويض المسار الجديد؛ لإرجاع الوضع كما كان، وإعادة الإخوان للسلطة في السودان.
وأشار أن قطر ستحاول بشدة لإنجاح مخططها، لكنها ستفشل؛ لأن الأوضاع تغيرت كثيرًا، فهناك إرادة شعبية رافضة لحكم الإخوان في المنطقة العربية، وداعمة للجيوش الوطنية، امتدت هذه الإرادة؛ لتشمل ليبيا، وحتى الدول التى يحكمها الإسلام السياسى الشيعي، كما في العراق ولبنان، كما أن هناك إرادة عربية على مستوى النخب والمؤسسات والأنظمة؛ لعدم الاستسلام وعدم عودة الأحداث للوراء، والتصميم على إفشال مخطط تركيا وقطر؛ لإعادة الإخوان للسلطة في الدول العربية.