الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

النظام الإيراني يواجه الاختبار الأصعب في تاريخه منذ 40 عامًا.. انهيار اقتصادي واحتجاجات شعبية وعقوبات أمريكية.. ضغوط على نظام الملالي.. وانتخابات 21 فبراير المقبل تحدد مصيره

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تسببت أحداث عدة في إيران، أبرزها حادثة الطائرة الأوكرانية، ومقتل قاسم سليمانى، في استياء الشعب الإيرانى من حكم الملالى، وأدت إلى خروجه للشوارع في تظاهرات عارمة ضد النظام الإيراني، وفقدان ثقته في مسئوليه بشكل كامل، الأمر الذى يؤكد أن النظام الإيرانى يعيش الفترة الأصعب منذ ثورة ١٩٧٩.


وعلى عكس احتجاجات ٢٠١٧ و٢٠١٩، واحتجاجات عام ٢٠٠٩ التى اندلعت بسبب الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها، بدأت مظاهرات إيران الأخيرة من الجامعات وانتشرت بسرعة عبر العديد من المدن في جميع أنحاء البلاد.
وكانت القصة الأولية للمسئولين في طهران أن الطائرة تحطمت نتيجة عطل في المحرك، حتى إن سلطات الطيران الإيرانية ادعت أنه كان من المستحيل أن تكون الطائرة مستهدفة بصواريخ مضادة للطائرات. وأظهرت مقاطع الفيديو التى صورها المواطنون الإيرانيون وشاركوها على وسائل التواصل الاجتماعي صاروخًا أصاب الطائرة قبل تحطمها. وظهرت في وقت لاحق لقطات من الدوائر التليفزيونية المغلقة من الكاميرات الأمنية القريبة التى أظهرت أن الطائرة أصيبت بالفعل بالصواريخ مرتين، وهو ما يفسر لماذا فقد الطيار الاتصال بالمطار قبل دقائق من تحطم الطائرة.
ورغم أن القادة الأجانب قد أشاروا إلى أن الطائرة قد سقطت على الأرجح بسبب الصواريخ بدلًا من عطل المحرك، إلا أن اعتراف الحرس الثورى الإيرانى المتأخر هو الذى أثار المظاهرات اللاحقة. وحسبما ذكر موقع «ذا اتلانتك»: «لقد استنتج البعض أن سعى إيران للحصول على القوة الإقليمية - بما في ذلك دعمها لوكلاء مثل حماس وحزب الله - جاء على حساب تطور البلاد». 
وفى خطوة تعد هى الأولى منذ أكثر من ٨ سنوات، ظهر المرشد الإيرانى على خامنئى ليخطب في صلاة الجمعة بطهران، بعد يوم من إقامة إيران مراسم الدفن الرسمية لبعض الضحايا، وقد كانت آخر مرة فعل فيها ذلك بعد أن غمر الربيع العربى معظم المنطقة. وفى هذه المناسبة كرس معظم خطاب صلاته لقائده العام، قاسم سليماني، الذى قُتل في غارة أمريكية بدون طيار، ولهجوم صاروخى انتقامى إيرانى على قاعدة أمريكية في العراق.
وتحدث عن تحطم الطائرة وقدم تعازيه لأسر الضحايا، لكنه لم يعتذر ولم يتحمل مسئولية الحرس الثوري، الذى يقدم تقاريره إليه مباشرة. وأضاف أن هناك غموضًا في كيفية تحطم الطائرة وشكر الحرس الثورى الإيرانى على التفسيرات التى قدمها في الأيام الأخيرة بعد قبول المسئولية.

وتتعرض إيران إلى عزلة دولية كاملة، فحادث الطائرة وتصرفات طهران الاستفزازية قد أثار حفيظة الدول التى قتل رعاياها في الحادث بما في ذلك أوكرانيا والسويد وأفغانستان وبريطانيا وألمانيا وكندا، خاصة أن إيران ترفض تسليم الصندوق الأسود مما يدل على وجود معلومات تخشى إيران أن يتم الكشف عنها. 
فيما أعلنت العديد من شركات الطيران تغيير مسارات رحلاتها الجوية المارة بالمجال الجوى الإيراني، أو تعليقها حتى إشعار آخر، لتجنب أى إخطار محتملة إثر التصاعد المستمر للتوترات بين إيران والولايات المتحدة، من بينها شركة الطيران الوطنية البولندية، وشركة الطيران الأسترالية والخطوط الجوية الماليزية، والسنغافورية، والهندية والإماراتية والفرنسية وشركة الطيران الألمانية.
إلى جانب هذا، تستمر الولايات المتحدة الأمريكية في فرض العقوبات على إيران ونظامه ومسئوليه، فالرئيس الأمريكى ترامب يفعل ما بوسعه لفرض أقصى عقوبات على النظام الإيراني، لعله يتراجع عن ممارساته القمعية تجاه شعبه في الداخل أو سياساته الإرهابية في الخارج. بل إن هناك دولًا ستنضم للولايات المتحدة ويمكن أن تفرض عقوبات على طهران مثل فرنسا، فباريس تعمل مع واشنطن على إعادة العقوبات الدولية على إيران في الفترة المقبلة وهى العقوبات التى تم رفعها إلى مجلس الأمن بعد توقيع الاتفاق النووي.
وقال هنرى روما، المحلل الإيرانى في مجموعة أوراسيا بواشنطن، إن الاقتصاد الإيرانى سيبقى في موقف صعب للغاية في عام ٢٠٢٠، مع الإشارة إلى أنه من غير المرجح حدوث انهيار اقتصادى كامل.
فيما صرح كينيث كاتزمان، كبير المحللين الإيرانيين في دائرة أبحاث الكونجرس، لصحيفة واشنطن بوست في سبتمبر بأن إيران لا تزال لديها احتياطيات تصل إلى نحو ١٠٠ مليار دولار.
لكن براين هوك، الممثل الخاص للولايات المتحدة في إيران، قال في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال في ديسمبر الماضى إنه بناءً على معلومات مخابرات سرية، لا تستطيع إيران الوصول إلا إلى ١٠ في المائة فقط من احتياطاتها من النقد الأجنبى بسبب العقوبات المصرفية، وهى نتيجة لذلك ستصارع. لتحقيق الاستقرار في عملتها والحفاظ على التضخم إلى أسفل.


ورغم التوترات المتصاعدة بين إيران وإدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، تبادل الجانبان الأسرى لأول مرة في ديسمبر، عندما أطلقت إيران سراح طالب الدراسات العليا الأمريكى شيوى وانغ والعالم الإيرانى المسعود مسعود سليمانى في مبادلة في زيوريخ. لكن قال المحللون إن فرص إجراء مفاوضات بين الولايات المتحدة والمسئولين الإيرانيين حول الأزمة الحالية لا تزال باهتة. 
وقال هنرى روما إن المفاوضات الأمريكية الإيرانية ممكنة ولكنها غير مرجحة في عام ٢٠٢٠، بينما يظل ترامب حريصًا على التحدث مع طهران، فهو لا يرغب في دفع ثمن القبول في إيران - تخفيف العقوبات مقدمًا وليس «تصوير اختيارى» أولي. كما أضاف أن طهران تبغض بدء محادثات مع رئيس قد يفقد قريبًا إعادة انتخابه كرئيس للولايات المتحدة.
وستشكل الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في ٢١ فبراير تحديًا آخر لإيران، التى تحتاج إلى نسبة عالية من الأصوات لتتباهى بأنها تحظى بدعم شعبى في وقت يتعرض فيه لضغوط داخلية وخارجية مكثفة، لكن أزمة الشرعية - وهى الأخطر منذ حملة القمع ضد المتظاهرين المسالمين الذين يتحدون انتخابات رئاسية متنازع عليها في عام ٢٠٠٩ - يمكن أن تؤدى إلى انخفاض نسبة الإقبال على المعتاد من شأنها أن تلحق الضرر بمؤسسة رجال الدين بشكل أكبر.

في الوقت الحالي، لم تكن هناك دعوة كبيرة للمقاطعة، ولكن على مواقع التواصل الاجتماعي سأل بعض الإيرانيين عما إذا كان من المنطقى التصويت لصالح مؤسسة لا تبتعد عن قتل مواطنيها. 
وقالت بهارة هداية، ناشطة طلابية بارزة وناشطة في مجال حقوق المرأة قضت عدة سنوات في السجن، «عندما يفقد الناس حياتهم أثناء الاحتجاج، لا يمكننا المشاركة في الانتخابات ونشترى الشرعية لنظام قتل «الشعب». 

وقال عبدالله رمضان زاده، الناطق السابق بحكومة الرئيس الإصلاحى السابق محمد خاتمي، في تغريدة في ٦ ديسمبر إن «البلاد قد وصلت إلى مرحلة تجعل الانتخابات الحرة وحدها هى التى ستعيدها إلى المسار الصحيح».