الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة التعليمية

"حتى لا يحرف كلامي".. الخشت: عقيدتنا القرآن والسنة الصحيحة.. ولا نستقي معتقداتنا من بشر

الدكتور محمد عثمان
الدكتور محمد عثمان الخشت
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أكد الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، في تعقيبه على مداخلة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، اعتزازه بالأزهر الشريف وبشيخه، باعتباره منارة علمية لا يمكن التقليل من الجهود التي يبذلها هذا الصرح الدينى العظيم، وشيخه، قائلا: "إن الخلاف في وجهات النظر أمر منطقي وطبيعي في الأوساط العلمية"، وأنه يختلف ويتفق مع شيخ الأزهر، لكنه يقدره.

 وكان "الخشت" قد رفض خلال مؤتمر الأزهر العالمي لتجديد الخطاب الديني، محاولة "إحياء علوم الدين"، ودعا إلى ضرورة "تطوير علوم الدين،موضحًا أن العلوم التي نشأت حول الدين علوم إنسانية، تقصد إلى فهم الوحي الإلهي، وأن علوم التفسير والفقه وأصول الدين وعلوم مصطلح الحديث وعلم الرجال أو علم الجرح والتعديل، هي علوم إنسانية أنشأها بشر، وكل ما جاء بها اجتهادات بشرية، ومن ثم فهي قابلة للتطوير والتطور.

وأكد الخشت أن المرجعية الحقيقية هي مرجعية القرآن والسنة الصحيحة في العقائد والأحكام، مشيرا إلى أنه بات من الضروري تفكيك الخطاب البشري التقليدي، والبنية العقلية التي تقف وراءه، وأن تأسيس خطاب ديني جديد، أصبح يمثل حاجة ملحة. ويجب أن نعيد تفكيك هذا النص البشري لكي نعيد بناء العلوم.

وتابع: لا بد من تأسيس خطاب ديني جديد، وليس تجديد الخطاب الديني التقليدي، مؤكدا أنه لا يمكن تأسيس خطاب ديني جديد بدون تكوين عقل ديني جديد، والعودة إلى المنابع الصافية من القرآن والسنة الصحيحة، لافتًا إلى أن تطوير العقل الديني البشري غير ممكن بدون تفكيكه وبيان الجانب البشري فيه.

وأوضح أن من أهم الشروط لتكوين عقل ديني جديد، إصلاح طريقة التفكير، وفتح العقول المغلقة وتغيير طريقة المتعصبين في التفكير، والعمل على تغيير رؤية العالم وتجديد فهم العقائد في الأديان ونقد العقائد الأشعرية والاعتزالية وغيرها من عقائد المذاهب القديمة. فنحن مسلمون قرآنًا وسُنّة، ولسنا من أتباع المذاهب، والنبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن أشعريا.

وتابع الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، أن رؤيته لتأسيس خطاب ديني جديد تم فهمها بطريقة غير متوقعة، وأنه تم قياس كلامه على تيار آخر وتحميله معاني تيار يهاجم الأزهر بإطلاق، مؤكدًا أن هذا ليس حقيقيًا، وأنه يعني ما يقوله وبدقة، جدير بالذكر أن مؤلفات الدكتور الخشت في علوم الدين وفلسفة الأديان درست منذ عام 1986 في الجامعات العربية.

وأكد "الخشت" أنه جاء إلى مؤتمر الأزهر ولديه رؤية يطرحها في مجال تجديد الفكر الإسلامي، وأن ما يطرحه مجال للحوار وليس للحجاج، موضحًا أن هناك فرقا بين طريقة التفكير بالاختيار بين أمرين (إما أو)، إما معنا أو ضدنا، وأن هذا التفكير الأرسطي خاطئ؛ لأنه قائم على الفصل الابستمولوجي والإسلام لا يقوم على هذا الفصل، مستشهدًا بالآية الكريمة: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ}.

وأوضح الدكتور الخشت، أن تجاوز التراث ليس كما فهم نفيًا أو إلغاء، ولكن استيعاب التراث في مركب جديد، مؤكدًا رفضه لتهوين التراث أو تهويله، مضيفًا أن من التراث ماهو حي وماهو ميت، ومنه الصواب ومنه الخطأ، وأن الأزهر مثله مثل المؤسسات الأخرى قد يصيب وقد يخطئ

وأشار الدكتور الخشت في تعقيبه، إلى أن العقل الديني الذي قصده ليس المقصود به القرآن، ولكن المقصود به طريقتنا في التفكير في أمور الدين، واقترح أن يدرس كتاب عبد الله دراز (دستور الأخلاق في القرآن)، وكتاب الشيخ شلتوت (الإسلام عقيدة وشريعة)، مؤكدا أنه ليس ضد الأزهر، وأنه يحترم الدولة الوطنية ذات المؤسسات والتي لا بد أن نصل فيها إلى أرضية مشتركة.

ودعا الدكتور الخشت إلى ضرورة توظيف النظريات القانونية الحديثة في تطوير أحكام الشريعة، مثل توثيق الطلاق على غرار توثيق الزواج طبقًا لنظرية الأشكال القانونية المتوازية، مشيرًا إلى أن انعقاد الطلاق عن طريق توثيقه منطقي في ضوء نظرية الأشكال القانونية المتوازية، فما يتم وفق شكل وإجراء لا بد ان يتم بالشكل والإجراء نفسه.

وأوضح الخشت أنه يطرح هذا الرأي في مقابل باقي الآراء، وأن الأمر في نهايته يحتاج إلى حوار مجتمعي جديد حتى الوصول إلى اتفاق جمعي في التشريع بواسطة مجلس النواب.