الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

العنف يتصاعد في العراق مع سعي الحكومة لإنهاء الاحتجاجات

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قتل مسلحان اثنان من المحتجين بالرصاص في الناصرية بجنوب العراق الليلة الماضية، بينما تحولت إحدى مناطق العاصمة بغداد إلى ساحة معركة اليوم الإثنين، في ثالث أيام حملة قوات الأمن لإنهاء المظاهرات المستمرة منذ أشهر ضد النخبة الحاكمة المدعومة من إيران بشكل كبير.
وقُتل 5 محتجين على الأقل في اشتباكات في مطلع الأسبوع الجاري، كما أصابت صواريخ السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء شديدة التحصين في بغداد، والتي تضم كذلك مقرات حكومية.
وقالت مصادر أمنية، إن صاروخاً واحداً على الأقل سقط داخل مجمع السفارة الأمريكية، وأصاب 3 أشخاص. وهي أول مرة يتعرض فيها موظفون للأذى بسبب هجوم على مدى سنوات.
وذكر بيان عسكري أن 5 صواريخ كاتيوشا سقطت على المنطقة الخضراء في وقت متأخر أمس الأحد لكنها لم تُخلف ضحايا.
ولم يتسن حتى الآن الحصول على تعليق من السفارة الأمريكية.
وبدأت السلطات يوم السبت حملةً لإنهاء الاحتجاجات التي اندلعت في 1 أكتوبر الماضي، في بغداد وعدد من المدن في جنوب البلاد.
ويطالب المتظاهرون بإبعاد جميع الأحزاب والسياسيين، وبانتخابات حرة ونزيهة، واجتثاث الفساد.
وقالت مصادر في الشرطة ومصادر طبية، إن 75 محتجاً على الأقل أصيبوا، معظمهم بالرصاص الحي، في اشتباكات في الناصرية الليلة الماضية حينما حاول الأمن إبعادهم عن جسور في المدينة.
وأوضحت المصادر أن مسلحين مجهولين على متن 4 شاحنات صغيرة هاجموا مخيم الاحتجاج الرئيسي وقتلوا اثنين، ثم أشعلوا النار في خيام المتظاهرين قبل أن يلوذوا بالفرار.
وقال شهود، إن المحتجين في الناصرية بدأوا أيضاً في بناء هياكل من الطوب بعد أن أحرق المسلحون المجهولون خيامهم، وأن محتجين آخرين اقتحموا مركزاً للشرطة في الناصرية اليوم الإثنين، وأشعلوا النار في 5 سيارات على الأقل كانت داخله قبل أن يغادروه.
وتعد هذه الاحتجاجات، التي لا يقودها أحد، تحدياً لم يسبق له مثيل للنخبة العراقية التي يهيمن عليها الشيعة، والمدعومة من إيران بشكل كبير والتي صعدت إلى الحكم بعد أن أطاح غزو قادته الولايات المتحدة بصدام حسين في 2003.
واندلعت اليوم الإثنين، معارك ضارية في الخلاني قرب ساحة التحرير في وسط بغداد حيث ألقى المحتجون الحجارة والقنابل الحارقة على قوات الأمن التي أطلقت الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي في الهواء، كما استخدمت نبالاً، لدفع المحتجين إلى التقهقر.
ورقص بعض المحتجين على خط الجبهة بينما احتمى آخرون بسواتر خرسانية ومعدنية وبالأشجار.
وقال أحد المحتجين الملثمين، ويدعى علاوي: "هذه الثورة سلمية... يطلقون علينا الذخيرة الحية والرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع. أُصبت في وجهي".
ونقلت مركبات التوك توك المنتشرة بين الحشود المصابين، ومنهم محتجون كانوا يعانون من ضيق التنفس بسبب الغاز المسيل للدموع.
واستمرت المظاهرات اليوم في مدن أخرى في جنوب البلاد رغم محاولات قوات الأمن المتكررة لإزالة خيام المعتصمين.
وقُتل حوالي 500 شخص في الاضطرابات برصاص قوات الأمن، ومسلحين مجهولين.
وبعد هدوء في وقت سابق هذا الشهر، استؤنفت المظاهرات في بغداد، ومدن في الجنوب، وسيطر المحتجون على 3 جسور رئيسية في العاصمة، ويواصلون الاعتصام وإغلاق طرق في عدد من مدن الجنوب.
وردت الحكومة باستخدام العنف وإعلان بعض الإصلاحات. وأدان المجتمع الدولي العنف لكنه لم يتدخل لوقفه.
وبدأت عمليات قوات الأمن لإزالة خيام الاعتصامات بعد أن أعلن رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر يوم السبت إنهاء مشاركة أنصاره في الاحتجاجات.
وأيد الصدر بعد قليل من اندلاع المظاهرات في أكتوبر مطالب المحتجين بإبعاد السياسيين الفاسدين، وتوفير الخدمات، والوظائف، لكنه لم يدع جميع أتباعه للاشتراك في الاحتجاجات.
وقال محتج يدعى حسين: "الكل خرج للاحتجاج على الحكومة... نطالب باستقالة ورحيل الساسة. لا نريد مقتدى أو أيا منهم".