الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"البنت الذي يغني كجرح".. تجربة صادمة لمحمد الطاهر عن دار النسيم

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شهد جناح دار النسيم للنشر والتوزيع، في معرض القاهرة الدولي للكتاب، اليوم الاثنين، حفل توقيع المجموعة القصصية "البنت الذي يغني كجرح"، للكاتب محمد الطاهر.
عنوان صادم، يحمل ما يظنه القارئ في البداية خطأ لغويا، ليفاجئنا الكاتب بأن "ما يبدو في النص أخطاء نحوية أو مطبعية، ليس كذلك، بل كله مقصود، كله متن"، ما يثير فضولا محببا في النفس لحل هذا اللغز الذي يبدأ من الغلاف.
تضم المجموعة 10 قصص، أولها "نظرة"، التي كتبت في 2002، وآخرها "البنت الذي يغني كجرح" في 2013، وبينهما "هامش الحبيبة"، و"حب أول"، و"ذكريات من مستقبلي"، و"أنا لا يبالي"، و"يقين"، و"جولييت"، و"أقولك سر؟ وحشتيني"، و"قالت عائشة".
المجموعة تقدم محاولة واضحة جريئة وحادة وخادشة لكسر المألوف، ولفت الانتباه إلى سياقات موازية محتملة للغة والزمن، والمفاهيم السائدة عن الله والأديان والمجتمع والحب والذكريات، وحتى الملامح العادية للبشر.
البنت الذي يغني كجرح، هي المحاولة الأبرز لكسر اللغة، حيث تتعمد قلب الضمائر، فيصير المذكر مؤنثا، والمؤنث مذكرا، والقارئ يجد تفسير ذلك في القصة نفسها، إذ تروي أنه عندما تحرش رجل بأنثى في الشارع، ولم يتحرك أحد لإنقاذها، حدثت زلزلة مفاجئة في الكون، وبعدها لم يعد شيء على حاله، اللغة انقلبت، وتبادلت النساء والرجال الأدوار، فتحولت القوامة للأنثى، وصار الرجل هو العورة، بينما صارت أنوثة الأنثى أمرا جديرا بالاحتفاء في كل حين.
ولا تقتصر التقنية على الصياغة فحسب، وإنما الأحداث نفسها تمضي معكوسة، يولد الإنسان في قبر، ذاكرته محملة بكل ما سيحدث طوال حياته، ويعيش أيامه ليتخلص من تلك الذكريات تِباعًا، ويصلي كي يتوضأ، ويأكل ليستعيد جوعه الشهيّ، ويقرأ الكتب والموسوعات ليخرجها من عقله ويمضي خفيفًا إلى الطفولة.