السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

بالإخوان والميليشيات الإرهابية.. قطر تسعى لإسقاط الحكومة السودانية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد أن نجح الشعب السوداني في إسقاط نظام الرئيس السوداني «عمر البشير»، في أبريل 2019، بدأت الجماعات والميليشيات الإرهابية والدول الداعمة لها، تقترب من هيكل النظام السوداني الجديد؛ محاولةً استغلال السلطة والوصول لها بأي الطرق والوسائل، وكان من بين هذه الدول، دولة تنظيم الحمدين، الساعية لتنفيذ مخططاتها، بإسقاط الحكومة السودانية الجديدة، برئاسة «عبد الله حمدوك»، وذلك بعد أن كشفت هذه الحكومة المخططات القطرية، الساعية لنشر الإرهاب والفوضى في السودان، لكي تتمكن أذرع قطر من الوصول لحكم السودان.

مساعي الحمدين بالسودان
يأتي هذا في سياق ما كشفه موقع المعارضة القطري «قطريليكس»، ونشره موقع «سودان نيوز»، في 26 يناير 2020، مبينًا أن تنظيم الحمدين، برئاسة الأمير «تميم بن حمد»، أصدر أوامر لرجاله في السودان؛ لضرورة إسقاط الحكومة السودانية الجديدة، والعمل على نشر الفوضى، وتقويض دور حكومة «حمدوك»، مشيرًا إلى أن هذا المطلب، بات ضرورةً ملحةً بالنسبة لتنظيم الحمدين، خاصةً بعد أن كشفت الحكومة الجديدة مخططات قطر، وقررت التصدي لها.
ووفقًا للموقع القطري المعارض، فإن قطر بدأت في تنفيذ مساعيها، ومن أجل ذلك أرسلت رئيس الأركان القطري «غانم بن شاهين الغانم »، إلى الخرطوم في 4 يناير 2020؛ كان لهدفين، الأول هو معرفة مدى المعلومات التي وصلت للنظام السوداني عن التدخل القطري في شؤونهم، ومحاولة التغطية على ذلك، أما الأمر الثاني فهو إصدار أوامر لقيادات الإخوان في السودان ولجانهم الإلكترونية، بانتقاد الحكومة ودور الدول الخليجية، الساعية لإعادة الأمن والاستقرار إلى السودان، ومن أجل ذلك التقى «غانم» بمجموعات من عناصر جماعة الإخوان، ووضع خطة سريعة؛ لضرورة التحرك وتحريض الجماهير ضد الحكومة الجديدة، وبث الخلافات في الشارع وإسقاطها، بأسرع شكل ممكن.
ووفقًا لرؤى المحللين السودانيين، فإن الدوحة تبحث عن منفذ لاختراق الساحة السودانية، وبروز الدور القطري من جديد في السودان، ولذلك رأت في جماعات الإسلام السياسي هذا المنفذ، وخاصةً الأحزاب الداعمة والمحسوبة على تيار الإخوان السوداني؛لإعادة النظام الإخواني إلى الحكم، الأمر الذي يسهل على تنظيم الحمدين، إيجاد موطئ قدم له بالخرطوم.
كما أن المحاولات القطرية في السودان، تمت بعد أن توترت العلاقة بينها وبين المجلس العسكري، الذي قاد السودان لفترة انتقالية، بعد سقوط نظام «البشير»، وتشكيل حكومة جديدة والاتفاق على الحكم لمدة عامين، يليهما إجراء انتخابات رئاسية، إضافةً للوعي المبكر للحكومة الجديدة، بمساعي قطر للتدخل في شؤونهم.

محاولات قطرية
وفي سياق هذا، تطرح التساؤلات، حول أسباب التدخلات القطرية في السودان، وهل ستنجح قطر في إيصال أذرعها الإخوانية إلى حكم السودان، وما تداعيات ذلك على الدولة السودانية؟ وللإجابة على هذه التساؤلات، أوضح «هشام النجار»، الباحث المتخصص في شؤون حركات الإسلام السياسي، أن محاولات الدوحة إسقاط الحكومة السودانية الجديدة، يأتي استنادًا لترابط المشروعين القطري والتركي بالمنطقة العربية، عبر توظيف جماعة الإخوان، بجانب جماعات التكفير داخل تيار السلفية الجهادية بتنوعاته، ولاشك أن السودان تحت سلطة الإخوان وبقيادة «البشير»، كان ركنًا رئيسيًّا من أركان هذا المشروع، الذي تضمن تأسيس محور إقليمي تحت رايات أيديولوجية، تتحكم فيه أنقرة، والغرض منه، نهب ثروات المنطقة العربية.

متغيرات إقليمية
ولفت «النجار»، في تصريح خاص للمرجع، إلى أن هناك متغيرات مهمة طرأت، كبحت جماح هذا المخطط، بداية من ثورة يونيو 2013، التي أسقطت حكم إخوان مصر، ثم ما تبعها من رغبة الشعوب العربية في أن تحذو حذو مصر، في إسقاط حكم تيار الإسلام السياسي، الذي أفقر الشعوب، وتسبب في انقسامات مجتمعية، بل في تقسيم الدول، وفي مقدمتها السودان، الذي تسببت جماعة الإخوان في تقسيمه، إلى جنوب وشمال.
وأضاف «النجار»، أن أثر سقوط السودان، كان كبيرًا على داعمي مشروع الإخوان بالمنطقة، إثر ثورة شعبية، من جهة حرمان تركيا وقطر من منصة إستراتيجية حيوية، تتمثل في ساحة غنية بالثروات والمحاصيل الزراعية، التي طمع فيها المحتل التركي، وبدأ في نهبها وسرقتها، كذلك خسر هذا المحور بعد الثورة السودانية، وتحرير السودانيين من حكم الإخوان ساحة حيوية، كانت معبرًا لتمرير وتهريب الأسلحة والإرهابيين، ومحطة ترانزيت للتكفيريين، وقادة الإخوان، ولذلك كله وغيره، فهم يستميتون الآن في محاولات بث الفتن وتقويض المسار الجديد؛ لارجاع الوضع كما كان، وإعادة الإخوان للسلطة في السودان.
وأشار أن قطر ستحاول بشدة لإنجاح مخططها، لكنها ستفشل؛ لأن الأوضاع تغيرت كثيرًا، فهناك إرداة شعبية رافضة لحكم الإخوان في المنطقة العربية، وداعمة للجيوش الوطنية، امتدت هذه الإرادة؛ لتشمل ليبيا، وحتى الدول التي يحكمها الإسلام السياسي الشيعي، كما في العراق ولبنان، كما أن هناك إرادة عربية على مستوى النخب والمؤسسات والأنظمة؛ لعدم الاستسلام وعدم عودة الأحداث للوراء، والتصميم على إفشال مخطط تركيا وقطر؛ لإعادة الإخوان للسلطة في الدول العربية.