الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الأنبا يوساب.. "الأبح"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عاش الأنبا يوساب أسقف جرجا وأخميم المعروف بالأبح، قبل منتصف القرن الثامن عشر وإلى الربع الأول من القرن التاسع عشر عاصر فترة عصيبة معظمها تتسم بالصراعات المُرة بين المماليك والأتراك، كما عاصر الحملة الفرنسية على مصر سادت الفوضى البلاد ولم يكن يوجد حاكم تهمه مصلحة البلاد، كان راهبا واسمه في الأصل يوسف واشتهر بكثرة عظاته وتقشفه، قام بالرهبنة في دير الأنبا أنطونيوس الكبير وكان يبلغ من العمر 25 سنة، وتم رسامته كراهب باسم يوسف الأنطوني، في عام 1791 أصبح أسقف على كرسي جرجا وأخميم باسم الأنبا يوساب، وتم رسامته كقسيس وفيما بعد قمص.
يُعتبر الأنبا يوساب هو أحد علماء الكنيسة اللاهوتيين، ويُعرف بفكره اللاهوتي العميق وغيرته المتقدة للحفاظ على الإيمان المستقيم بجانب روحانياته العميقة وفضائله التي اتسم بها فسمح الله بالاحتفاظ بجسده الطاهر إلى يومنا هذا.
وُلد الطفل يوسف سنة 1735 في قرية النخيلة بمحافظة أسيوط من أبوين بارين أمام الله وكان والده من أغنياء القرية ومشهود لهما بالتقوى والعطف على المساكين والفقراء، وكانت الأسرة تلقب بأسرة "الأبَحّ" يظن البعض أنه دعي الأبَحّ لأنه كانا مصابًا ببَحَّة في صوته لكن كثيرين يرفضون ذلك، لأنه لو كان كذلك لما استطاع رثاء المعلم إبراهيم الجوهري يوم وفاته في 31 مايو 1795 بكنيسة السيدة العذراء بحارة الروم أمام ألوف من وُجهاء البلاد والأراخنة، وعلى رأسهم حاكم مصر إبراهيم بك كذلك قام الأنبا يوساب بتأبين البابا يوأنس الثالث في يوم وفاته.
تعلم الطفل مبادئ القراءة والكتابة واللغة القبطية وحفظ المزامير، وصار يتلوها في كل وقت في خشوع وهيبة، كما درس الكتاب المقدس بالإضافة إلى التعليم، كان يوسف يساعد والده في أعمال الزراعة، وكان يتصف بالمحبة والبساطة ولما بلغ الخامسة والعشرين من عمره أراد والداه أن يزوّجاه، لكنه رفض إذ كان يشتاق لحياة الرهبنة، ففرح أبواه وباركا اختياره الصالح.
اتجه إلى دير الأنبا أنطونيوس وذهب إلى الأب إبراهيم الأنطوني رئيس الدير الذي رحب به وباركه ثم طلب من الآباء الشيوخ أن يختبروه فترة من الزمن بعدها زكاة كل الشيوخ بفرحٍ. 
عاش يوسف بينهم في ابتهاج قلبٍ فاكتسب محبتهم وثقتهم، وكان يخدم الرهبان بحبٍ، فصلوا عليه وألبسوه ثياب الرهبنة باسم يوسف الأنطوني.
اتسم الأنبا يوساب الأبَحّ بالفضائل الروحية مع العلم الغزير والعمق اللاهوتي والغيرة على الإيمان الأرثوذكسي، فكان البابا معجبًا به جدًا، لذا ركن إليه الكثير من شئون الكنيسة، خاصة التعليم وتثبيت المؤمنين في إيمانهم الأرثوذكسي.