الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

خلال ندوة "من الميدان إلى الديوان".. جودة عبدالخالق: القمح ورقة ضغط رابحة للحكومة المصرية.. صابر عرب: بكيت حينما شاهدت حريق المجمع العلمي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انطلقت اليوم السبت ندوة مناقشة كتاب "من الميدان إلى الديوان.. مذكرات وزير في زمن الثورة" للدكتور جودة عبدالخالق وزير التموين الأسبق، بحضور الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة الأسبق، وأدار اللقاء الكاتب عبدالفتاح الجبالي. 
في بداية الندوة قال الدكتور جودة عبدالخالق وزير التموين الأسبق، الكتاب يوضح أهمية التركيز على الصورة الذهنية للوزارء والتركيز على صورة وزارة التموين، وكما سيرى قارئ الكتاب أن أهم القمح كان من أهم الأوراق في إدارة الأزمات الدولية لمصر بحكم أنها أكبر دولة مستورد للقامح في العالم، فأي تصريح من مصر يهز العالم. 
وأضاف الوزير الأسبق، مصر بحكم أنها أكبر مشتري للقمح كان لها الأولوية سياسيا من خلال الضغط بهذه الورقة، فحينما حدثت أزمة البطاطس الشهيرة مع روسيا، والتي ادعت أن البطاطس المصرية بها عفن، حينها استعديت المستشار السياسي الروسي وافتعلت مكالمة هاتفية بيني وبين ابن عمي المزارع البسيط في صعيد مصر وكان يشكو من حرث محصول البطاطس بسبب الكساد الذي أصابه لإحجام روسيا عن استيراده ومثلت المكالمة وكأنها حقيقية، وإن ابن عمي يلومني على استيراد القمح من روسيا في الوقت الذي تتسبب فيه بالإضرار بالاقتصاد المصري، وحينها وعدني المستشار السياسي الروسي بحل الأزمة. 
وواصل عبد الخالق، لماذا نقول أن ٢٥ يناير ثورة؟، لأن الثورة في التعريف هي انقطاع مفاجيء عن الماضي وهذا حدث، وأنها أيضا تؤذن بفجر عصر جديد، وهو ما حدث أيضا، وكانت شعاراتها عيش حرية عدالة اجتماعية وارحل وهو ما حدث بالفعل، وهي ثورة لأنها غيرت الواقع وحفرت واقع جديد وهي أشبه بانطلاق طائرة على المدرج حتى تصل لمستوى التحليق، وهذه الثورة تعرضت للسرقة مرتين الأولى على يد الإخوان والمرة الثانية كانت على يد مبارك وشركاه منذ العام ٢٠١٤ وما زالت هذه السرقة مستمرة حتى اليوم ممن يعرفون بالثورة المضادة. الكتاب موجز جدا وأقل من ١٥٠ صفحة ذات دلالة مهمة، وفصول الكتاب تتحدث عن الانتقال من الميدان للديوان، وهي مسألة مرعبة جدا سيستمتع بها القارئ، ولكن بالنسبة للوزير أهم عوامل الرعب التي يتعرض لها أنه يتعرض للسلب من السلطة، والمسئول في السلطة من الممكن أن يتحول من حمل وديع إلى وحش شرس في أيام قليلة جدا، وهو أمر رصدته بشكل كبير جدا وتحدثت عنه في الكتاب. 
واختتم الوزير الأسبق بقوله: بالنظر لنظام الخبز الجديد نجد أنه أراح المواطن ولكنه أصبح عبء كبير على الدولة، وأيضا أول من استفاد منه هم التجار، فكل من يعمل في الخبز استفاد من المنظومة الجديدة.
ومن جانبه قال الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة الأسبق، إن كتاب الدكتور جودة يصعب عرضه في جلسة واحدة، فالكتاب مختصر جدا لدرجة أنك لا يمكنك حذف جملة إلا وحدث ارتباك بالكتاب، كما يتميز الكتاب برشاقة لغوية كبيرة.
وأضاف عرب، جودة عبدالخالق وزير تولي منصبه في زمن صعب وفترة عصيبة في تاريخ مصر، والقدر اختاره ليكون وزيرا لوزارة من أصعب وزارات مصر، ومذكراته مهمة في هذا الوقت وأنا أقول إن هناك أشخاص كثيرين يجب أن يكتبوا مذكراتهم؛ فهي التي تُشكّل ذاكرة المجتمع، ولا يمكن أن تتشكل ملامح الحياة المصرية إلا إذا كانت هذه المذكرات جزء من تاريخ الأمة. 
وأضاف عرب، الدكتور جودة خلال حديثه عن الحكومات من عصام شرف ومرورا بالجنزوري وأحمد شفيق نجد أنه لم يضرب في أحد، ولكن كنا نحب أن نعرف الفرق بين شفيق وشرف والجنزوري، رغم قصر هذه المدة، ولكنني لمست أنه حمّل عصام شرف المسئولية أكثر. 
وأضاف وزير الثقافة الأسبق، مصر مرت بأحداث كبيرة، وحين تم حرق المجمع العلمي، كنت مسافرا خارج مصر ورجعت من المطار حينما علمت متوجها للمجمع العلمي مباشرة، ورأيته يحترق والطابق الأول يتهاوى وكأنه ملقى عليه مواد مشتعلة، لم أتماسك أمام المشهد وانهرت من البكاء، وحينها جاءت لي سيدة تقول هل أنتم علمتم أولادنا ما هذا الذي يحترق وما هي قيمته حتى يحافظوا عليه، وكانت هذه الجملة معبّرة عن ثلاثين عاما من التجريف للوعي والفكر فحينها كادت أن تسقط هيبة الدولة بل كادت أن تسقط الدولة نفسها.
واختتم عرب بقوله: لو أن الدولة اهتمت بالفن والثقافة لما حدث ما حدث ولما وصلنا لما وصلنا إليه، وإن لم نهتم بالثقافة والفن أعتقد أننا لن نحصل على مواطن مصري وطني بشكل حقيقي.