الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

شاهد.. فيلم تسجيلي "الإسماعيلية 25 يناير 1952"

في عيد الشرطة الـ 68..

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أنتج قطاع الإعلام والعلاقات بوزارة الداخلية فيلما تسجيليا جديدا، بعنوان "الإسماعيلية 25 يناير 1952"، بمناسبة حلول العيد الـ68 للشرطة 25 يناير من كل عام. 
وتمثل معركة الإسماعيلية أحد فصول النضال الوطني الذي تأجج إثر إلغاء معاهدة‏ 1936‏ التي فرضت على مصر ليقع عليها عبء الدفاع عن مصالح بريطانيا، وتعاني غارات الجيش المحتل التي هدمت الموانئ وهجرت المدن، وعندما انتهت الحرب العالمية الثانية ثارت الحركة الوطنية مطالبة بإلغاء المعاهدة وتحقيق الاستقلال، وما كان من حكومة الوفد إلا أن استجابت لهذا المطلب الشعبي.
‏وفي الثامن من أكتوبر ‏1951‏ أعلن رئيس الوزراء مصطفى النحاس إلغاء المعاهدة أمام مجلس النواب، وفي غضون أيام قليلة نهض شباب مصر إلى منطقة القناة لضرب المعسكرات البريطانية في مدن القناة،‏ ودارت معارك ساخنة بين الفدائيين وبين جيش الاحتلال، في الوقت الذي ترك أكثر من 91572 عاملا مصريا معسكرات البريطانيين للمساهمة في حركة الكفاح الوطني، كما امتنع التجار عن إمداد المحتلين بالمواد الغذائية الأمر الذي أزعج حكومة لندن، فهددت باحتلال القاهرة إذا لم يتوقف نشاط الفدائيين، ولم يعبأ الشباب بهذه التهديدات ومضوا في خطتهم غير عابئين بالتفوق الحربي البريطاني واستطاعوا بما لديهم من أسلحة متواضعة أن يكبدوا الإنجليز خسائر فادحة‏.‏
شهدت المعركة تحالف قوات الشرطة مع أهالي القناة‏ ‏ وأدرك البريطانيون أن الفدائيين يعملون تحت حماية الشرطة ‏،‏ فعملوا على تفريغ مدن القناة من قوات الشرطة حتى يتمكنوا من المدنيين، ورفضت قوات الشرطة تسليم المحافظة، رغم أن أسلحتهم وتدريبهم لايسمح لهم بمواجهة جيوش مسلحة بالمدافع.
‏وفى صباح يوم الجمعة الموافق 25 يناير عام 1952 قام القائد البريطاني بمنطقة القناة "البريجادير أكسهام" باستدعاء ضابط الاتصال المصري، وسلمه إنذارا لتسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وأن ترحل عن منطقة القناة وتنسحب إلى القاهرة، وما كان من المحافظة إلا أن رفضت الإنذار البريطاني وأبلغته إلى وزير الداخلية، والذي طلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام.
وقتها أمر القائد البريطاني في القناة، قواته بمحاصرة قوات شرطة الإسماعيلية وأطلق البريطانيون نيران مدافعهم بطريقة وحشية لأكثر من 6 ساعات، في الوقت التي لم تكن قوات الشرطة المصرية مسلحة إلا ببنادق قديمة الصنع وحاصر أكثر من 7 آلاف جندي بريطاني مبني محافظة الإسماعيلية والثكنات والذي كان يدافع عنهما 850 جنديا فقط، مما جعلها معركة غير متكافئة القوة بين القوات البريطانية وقوات الشرطة المحاصرة، والتي دافعت ببسالة عن أرضها بقيادة الضابط مصطفى رفعت حتى سقط منهم خمسون شهيدًا والعديد من الجرحى الذين رفض العدو إسعافهم.
لم يكتف البريطانيون بالقتل والجرح والأسر، بل قاموا بهدم قرى مسالمة تابعة للمحافظة لاعتقادهم أنها مقر للفدائيين، مما أثار الغضب في قلوب المصريين، فنشبت المظاهرات لتشق شوارع القاهرة تنادي بحمل السلاح لمواجهة العدو الغاشم وكان ذلك بمثابة الشرارة الأولى لثورة 23 يوليو ‏1952‏.