اتفق خبراء ومستثمرون على إنشاء أول مدينة زراعية لزراعة وتصنيع النباتات العطرية والطبية الطبيعية، تضم زراعات عضوية كزراعة الأعشاب والنباتات العطرية والطبية مع التصنيع وإنتاج زيوت "أورجانيك" بهدف تلبية السوق العربية منها بدلًا من استيرادها.
وتقام المدينة على مساحة 10 آلاف فدان في منطقة أرمنت في الأقصر باستثمارات 100 مليون جنيه للمرحلة الأولى.
وتم اختيار موقع الأرض للمدينة في منطقة بكر، ولم يتم زراعتها من قبل، وبعيدة عن مناطق الزراعات التقليدية، للحصول على الموافقات المحلية والدولية، لضمان تسويق منتجاتها بسهولة ودون عقبات، مع اختبارات لنوعية التربة الصالحة لزراعة النباتات العطرية والطبية الطبيعية.
وقال الدكتور أشرف عمران، رئيس المجلس العربى للأمن الغذائي والمائي، إن مصر الأولى في المنطقة في جودة الأراضى الزراعية، والأصلح لإقامة مشروعات زراعية، وستكون الموقع الأنسب لإقامة مدينة زراعية متكاملة.
وأضاف في تصريح لـ"البوابة نيوز"، أن المدينة ستضم زراعات عضوية كزراعة الأعشاب والنباتات العطرية والطبية مع التصنيع وإنتاج زيوت "أورجانيك" بهدف تلبية السوق العربية منها بدلًا من استيرادها، وكذلك تصنيع حلوى للأطفال بها نكهات طبيعية من الأعشاب، مؤكدًا أن المشروع يصب في إستراتيجية الدولة الرامية إلى إنتاج ما تطلبه أسواق العالم.
وتابع: "سيشمل المشروع منطقة خاصة بالزراعات بأسلوب الهيدروبونيك، وتطبق بها جميع معايير جودة الغذاء، وأيضًا زراعة الطحالب بطرق القنوات المفتوحة لإنتاج الأعلاف ومستخلصات متعددة، وكذلك النظام المغلق المتحكم فيه تماما من أى تأثير خارجى لإنتاج مستحضرات التجميل الطبيعية، وإنتاج أوميجا 3 من خلال التصنيع".
وتوقع، أن تصدر الموافقة لإنتاج المكملات الغذائية من الطحالب خاصة البروتينية منها، لافتًا إلى الحاجة لإصدار دليل لكيفية استخدام الطحالب بالغذاء، مشددًا على أهمية التسويق المحلي، وهو ما يجرى النقاش حوله من خلال شركاء محليين في السوق المصرية.
وتابع: "الإنتاج الاقتصادى هو همنا مع الجودة في الإنتاج والسعر، ومن حق المواطن المصرى والعربى أن يجد منتجات مميزة وغذاء صحيًا، ونعمل على أن نوفر منظومة إنتاجية وتسويقية".
وأضاف، أن التخطيط لإنشاء أول مدينة زراعية لزراعة وتصنيع النباتات العطرية والطبية الطبيعية دخل مرحلة مهمة، وستقام على مساحة 10 آلاف فدان في منطقة أرمنت بالأقصر باستثمارات 100 مليون جنيه للمرحلة الأولى.
وتابع: سيتم المشروع بالتعاون مع مستثمرين ورجال أعمال محليين، وسيتضمن أكاديمية لتدريب وتأهيل العاملين في المدينة، من العمالة المباشرة وغير المباشرة في الزراعة والتصنيع والتعبئة والتغليف.
وأوضح، أن المشروع يستهدف إنتاجا مصريًا متكاملًا بدلًا من من تصدير المنتجات مواد خام، وتلبية المناطق السياحية في الأقصر والبحر الأحمر، وتخصيص جزء للتصدير، لدعم خطة الدولة في الصادرات وإحلال الواردات.
وكشف "عمران" عن إنشاء أول أكاديمية زراعية تدريبية على نمط معاهد "البوليتكنيك" الخاصة بالتعليم والتدريب لجميع المستويات سواء أطفال أو خريجى الكليات أو ربات البيوت لنشر ثقافة إنتاج غذائك بمنزلك.
ومن جانبه قال المهندس حاتم الكومي، أحد الشركاء: نستهدف في المدينة تنفيذ محتوى شعار "غذاؤك دواؤك"، وسيتم التنفيذ بمجرد الحصول على الموافقات الرسمية، وسيتم التمويل ذاتيًا، متوقعًا أن يتم استرداد الاستثمار خلال ما بين 18 و24 شهرًا، خصوصًا مع التوسع في التصدير.
وتوقع، أن توفر المدينة الزراعية 500 فرصة عمل مباشرة، وترتفع إلى 2000 فرصة عمل غير مباشرة، في المرحلة الأولى.
وأوضح الدكتور محمد عبد الوهاب، الخبير في مركز بحوث الصحراء، أن مصر أمامها فرص واعدة في تصدير صناعات المنتجات العطرية والطبية، حيث يتم إنتاج 35 نوعًا من هذه النباتات، ويتم تصدير 90% منها كمواد خام.
وأضاف: "مثل هذه المدينة المتكاملة ستوفر فرصا لتصنيع منتجات مصرية يتم تصديرها وتعود للبلاد مصنعة بأسماء بلاد منشأ أخرى"، مشيرًا إلى أن وجود عمالة لديها خبرات سيسهم في تصنيع منتجات تتمتع بفرص تصدير كبيرة، بدلًا من رفع شعار "الزراعة والتصنيع".
ومن جانبها أكدت أمل سرحان، أن وجود أكاديمية في مثل هذا المشروع سيوفر عمالة مدربة في مختلف المجالات، ليس في الزراعة فقط، بل في التصنيع والإنتاج.
