الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

واقعة "سالفيني" تعيد فتح ملف الكراهية ضد المهاجرين بإيطاليا

ماتيو سالفيني
ماتيو سالفيني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فتحت واقعة "إهانة" وزير الداخلية الإيطالي السابق وزعيم "حزب الرابطة"، ماتيو سالفيني، لشاب تونسي يعيش في بولونيا، ملف "تنامي سياسة الكراهية ضد المهاجرين التونسيين بإيطاليا".
وتتلخص الواقعة في ظهور ماتيو سالفيني في فيديو يتحدث عبر هاتف منزل عائلة تونسية مهاجرة أمام عدسات وسائل الإعلام، أثناء جولة انتخابية في بولونيا، ثم سأل الشاب التونسي عما إذا كان تاجر مخدرات أم لا، وهو ما أثار استياء وغضب الرأي العام التونسي ودفع السفارة التونسية في روما إلى تقديم احتجاج رسمي، أمس الأربعاء إلى مجلس الشيوخ الإيطالي بسبب هذا "العمل الاستفزازي".
وفي تصريح لراديو "شمس إف إم" التونسي، اليوم الخميس، أكد المهاجر التونسي فوزي والذي كانت أسرته ضحية "حركة استعراضية وشعبوية" قام بها ماتيو سالفيني، أنه يعيش في هذا البلد منذ 38 سنة بطريقة قانونية ويعمل سائق شاحنة، وزوجته إيطالية، مشيرا إلى أنه قدم شكوى قانونية في هذه الواقعة.
كما ندد المدير التنفيذي للمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية علاء الطالبي، اليوم الخميس، بهذه الواقعة، مؤكدا في حوار مع الراديو ذاته، أن مطار "النفيضة" في تونس يشهد أسبوعيا هبوط طائرتين قادمتين من "بلارمو" الإيطالية على متنهما مهاجرين تونسيين.
وأوضح الطالبي أن هذا الترحيل يتم بطريقة شبه سرية، حيث لا يتم إثبات ذلك في سجلات المطار، مشيرا إلى أن المنتدى كان قدم دعوى قضائية لدى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بشأن ترحيل التونسيين.
وكشف المدير التنفيذي للمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية عن وفاة مهاجرين تونسيين بإيطاليا في غضون 10 أيام، موضحا أن "المهاجر الأول توفي يوم 13 يناير الجاري بمركز احتجاز، أما المهاجر الثاني فقد فارق الحياة يوم 18 من الشهر ذاته، بعد الاعتداء عليه وتعنيفه من طرف الأمن الإيطالي"، وطالب علاء الطالبي السلطات التونسية بإصدار موقف واضح ودعا لجنة المهاجرين في البرلمان للتحرك.
وعلى صعيد متصل، سلطت وسائل إعلام تونسية الضوء على حوار أجراه الشاب التونسي الذي تعرض للإهانة، مع صحيفة "كورييري دي لا سيرا'' الإيطالية، وقال فيه إنه يبلغ من العمر 17 عاما، ويعيش مع أسرته في منطقة بيلاسترو، وأنه تأثر كثيرا بما وقع هو وعائلته، مؤكدا أن الأسرة تمضي قدما عبر الوسائل القانونية للرد على هذه الإهانة.
وتعليقا عن السبب الذي جعل سالفيني ومن معه يدقون جرس منزله ويتصلون به هو بالذات، قال إن ''هذا ما أسأل نفسي عنه منذ تلك الليلة، أو بالأحرى، سأشرحها بهذه الطريقة: صحيح أن هناك تجار مخدرات في الشارع، لكن ماذا أفعل إذا قام شخص ببيع المخدرات في نفس الأماكن التي نذهب إليها؟ إن سالفيني ومن معه فعل ذلك فقط بسبب الأحكام الجاهزة لكن على أي حال، لا أحد يخول لسلفيني أن يفعل ما يريده''.
وكان سفير تونس في إيطاليا، معز السيناوي، أكد في تصريح صحفي أمس، أن "ما قام به سالفيني عملية استفزازية لعائلة تونسية مهاجرة أمام وسائل الإعلام الإيطالية دون احترام لحرمة منزل العائلة وسلوك مشين وتشويه لسمعة الجالية التونسية في إيطاليا".
وأوضح السيناوي أنه احتج على هذه الحادثة، وقام بإرسال رسالة إلى رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي استنكر فيها ما قام به سالفيني، وطالب فيها بالاعتذار، مشددا على أنه لا يمكن مس كرامة التونسيين وحرمتهم.
وطالب المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية في بيان الأربعاء السلطات التونسية بالدفاع عن كرامة التونسيات والتونسيين أينما كانوا "في ظل تنامي مظاهر العنصرية والكراهية في أوروبا وخاصة إيطاليا"، مؤكدا التزامه بالدفاع عن حقوق المهاجرين الإنسانية وكرامتهم في تونس أو غيرها وأنه يرفض أي انتهاك لهذه الحقوق بذرائع "الهوية" أو الهواجس الأمنية أو الظروف الاقتصادية والاجتماعية.