الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

«تيكا» رأس حربة الشيطان أردوغان لتخريب الجيران

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعد وكالة التعاون والتنسيق التركية الحكومية - تيكا - إحدى أدوات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، للتدخل في شئون الدول، وجمع المعلومات، تحت أكاذيب المساعدات الإنسانية.
وتوسع نشاط المؤسسة الخيرية التي تأسست عام ١٩٩٢، لتكون جسرا بين أنقرة ودول وسط آسيا، منذ عام ٢٠٠٢ عقب تولي حزب العدالة والتنمية الحكم، لتشمل مشروعاتها الشرق الأوسط والبلقان وأفريقيا.
ويتخذ الرئيس التركى "تيكا"، رأس حربة لمشروعه التوسعى الناعم، ليس في الدول الإسلامية فقط بل في العالم أجمع، فالوكالة توزع مساعدات بعشرات الآلاف من الدولارات على قبائل الهنود الحمر في الشمال الغربي من الولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى أجهزة الحواسيب في دور رعاية الأطفال بالمكسيك، وترمم المدارس في أمريكا اللاتينية، لتصطنع الأصدقاء والحلفاء. 
وتلعب الوكالة دورا مهما في دعم السياسات الخارجية لتركيا بحجة تقديم المساعدات للفقراء، إضافة إلى خلق حزمة من المساعدات الإنمائية عبر ٣٥ مكتبا تنسيقيا في ٣٠ دولة، كما تقدم مساعدات إلى ٤٩ دولة في مقدمتها أفغانستان والصومال والسودان وميانمار واليمن وجزر القمر والنيجر والسنغال، مما يخدم مصالح أردوغان في السيطرة على قرار هذه الدول بمنطق «أطعم الفم تستحى العين»، كما أنه تمده بالمعلومات التي يحتاجها لمحاربة هذه الدول والسيطرة عليها إذ تجمع بين الجانب المخابراتى وتمويل الإرهاب.
ويحاول الرئيس التركى من خلال هذه المنظمة المشبوهة، خلق أجيال تدين بالولاء لتركيا بعد أن تشعرهم بعظمتها المزعومة، من خلال تلقين الشباب الأفكار والثقافة التركية.
وفى تونس، أنشأت المنظمة معملا لتدريس اللغة التركية في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة تونس، نوفمبر ٢٠١٦، وبلغت قيمة إنشائه ٤٠ مليون دولار، وهدفت إلى تدريس اللغة إلى ٥ آلاف طالب.
وعلى نفس الدرب سارت المنظمة في ليبيا، فبدلا من استخدام القوة العسكرية في سوريا والعراق، اتجهت تركيا إلى توجيه قوتها الناعمة في ليبيا من خلال المؤسسات الاقتصادية والإنسانية، لإضفاء صيغة مقبولة على تحركاتها المشبوهة في المنطقة، فبدأ نشاط الوكالة المشبوه في ليبيا عام ٢٠١١، عقب سقوط نظام العقيد معمر القذافى، مستغلة الفوضى العارمة التى كانت تعاصرها المنطقة في تلك الفترة، واخترقت بمشروعاتها المكثفة عدة مدن، منها طرابلس، ومصراتة التى تربطها علاقات إستراتيجية مع تركيا، وإقليم فزان الجنوبى الذى يمثل بوابة الصحراء الكبرى، إضافةً الاهتمام بالأقليات العرقية، ومحاولة الأتراك اختراقهم لخدمة مصالحهم في البلاد.
وتراجع دور الوكالة التركية في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الوطني، فركزت على مصراتة ثانى أكبر مدن غرب ليبيا، باعتبارها مركز التبعية للقرار التركي.
كما اتخذت المنظمة المشبوهة من ترميم المساجد في دول عربية وأفريقية ذريعة للتدخل في شئون هذه الدول، ومنها جيبوتى ولبنان وسوريا، خاصة في مناطق ريف حلب، التى دمرها الإرهاب المدعوم من تركيا.
كما وجه أردوغان وكالة تيكا إلى تعزيز أنشطتها في جيبوتي أثناء زيارته لها، في يناير ٢٠١٥، ولكنها لم تكتف بممارسة دورها الثقافى فقط، وامتدت إلى الحصول على امتيازات إنشاء المطارات وهيئة البريد في البلاد، كما عملت على بترميم شارع برهان باى الأثري.
ولتأكيد دورها كذراع لأردوغان، أنشأت الوكالة مركزا تعليميا للمرأة في جيبوتي، يوليو ٢٠١٧، ولكنه حمل اسم «زينب ساجر»، وهى واحدة من الذين سقطوا في مسرحية الانقلاب، يوليو ٢٠١٦، وأضافت الوكالة إلى جوار اسمها «أحد شهداء ليلة ١٥ يوليو ٢٠١٦»، وهو ما يؤكد دورها المشبوه في الدول.
وفى اليمن، تلعب تيكا دورا أكبر من حجمها، إذ تدخلت في مختلف المجالات وحولت البلد العربي إلى ساحة خلفية لها، مستغلة حالة الفوضى والحرب الدائرة في البلاد منذ الربيع العربي، فالدعم لم يقف عند مزاعم المساعدات الإنسانية (غذائية وطبية ومدرسية)، وإنما امتد إلى وزارات الدولة والشرطة والصحافة والسلك الدبلوماسي، فضلًا عن الآثار التى تجسد الحضارة اليمنية القديمة، وهو ما يفتقد إليه الأتراك، الساعون في شتى دول العالم لنهب الآثار والتحف القديمة ثم نسبها إلى أجدادهم في الدولة العثمانلية البائدة.
كما اخترقت المنظمة قطاع الشرطة اليمني، من خلال تخصيص دورة تدريبية لعناصر القطاع، بالتعاون مع مديرية الأمن العامة التركية وشملت الدورة ٥٦٤ منتسبا من عدة دول بينهم يمنيون ضمن ٣٧ برنامجا تدريبيا وفق «مشروع التعاون الدولى لتدريب الشرطة» من عدة دول خلال العام ٢٠١٨، كما نظمت دورة لتأهيل الدبلوماسيين، شارك فيها ٢٠ دبلوماسيا من اليمن والجزائر. 
النظام التركى خصص لهذه المنظمة المشبوهة مليارات الدولارات سنويًا، للتوغل في البلدان العربية والإسلامية على أمل تحقيق أطماع أردوغان للسيطرة على البلدان العربية والإسلامية ومن ثم نيل لقب «الخليفة».