الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

جريمة تحت السن ومتهم في عمر البراءة.. خبير نفسي: العزلة وانعدام طرق الترفية أحد أسباب جرائم الأطفال.. ضرورة المراقبة الجيدة للحد من انتشار الظاهرة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انتشرت خلال الفترة الماضية، العديد من قضايا القتل، والاغتصاب، الإتجار في المواد المخدرة، التي أصابت البعض، بحالة من الذهول، وظلت حاضرة في أذهانهم حتى بعد انتهاء المحاكمات، نظرا لبشاعتها، ولكون مرتكبيها حدث "طفل"، لم يتجاوز السن القانوني، فبدل من أن يمارس طفولته بصورة طبيعية كغيره من الأطفال في مثل سنة، يجد نفسه واحد من المتهمين في تلك القضايا، ويقضي جزء كبير من عمره خلف القضبان، وظهر بالمجتمع خلال الفترة الماضية، عدد من هذه الحوادث، والتى كانت حديث الرأي العام لفترات كبيرة.


طفل البامبرز
اكتشفت ربة منزل، سودانية الجنسية، أن نجل جارتها البالغ من العمر 14 عام، قام باغتصاب طفلها صاحب 9 أشهر، بعدما تركته لديهم في المنزل، وقام بالتعدي عليه جنسيا واغتصابه، حيث توجهت إلى قسم شرطة ثالث أكتوبر وقامت بتحرير محضر وتم القبض على المتهم بعدما ثبت تقرير الطب الشرعي تعرض الرضيع لاغتصاب وإصابته بتهتك في الأجهزة التناسلية.


قتل محمود البنا
قضت محكمة شبين الكوم الجزئية بالسجن 15 عامًا على محمد أشرف راجح، البالغ من العمر 17 عاما، والمتهم الأول في مقتل الطالب "محمود البنا"، ابن مدينة تلا بمحافظة المنوفية، الذي لقي مصرعه على أيدي ثلاثة من زملائه طعنا بمطواة، لمعاتبته المتهم الأول على نهر فتاة في الشارع.
كما قررت المحكمة معاقبة المتهمين الثاني والثالث بالسجن 15 عاما، ومعاقبة المتهم الرابع بالسجن 5 سنوات.


تنشئة خاطئة
أكد الدكتور جمال فرويز، أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة، أن العقاب الزائد الذى يتلقاه الطفل، يعد من أخطر الأسباب التي تدفعه إلى ارتكاب أى جريمة، لكونه يخلق لديه سلوكا عنيفا يتعامل به مع من حوله.
وتابع أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة، أن البيئة المحيطة بالطفل تشكل أيضًا جزءا كبيرا من نشأته فاختلاطه بالآخرين وطريقة تعامله معهم، يكون سبب في اكتسابه خصال وطباع قد تكون في بعض الأحيان سيئة، موضحًا أن معظم الأطفال يقضون اليوم خارج منازلهم مع أصدقاء السوء، مما يدفعهم إلى ممارسة كثير من الأخلاقيات غير السوية، فضلا عن انعدام ثقافة التفاهم مع الطفل، خاصة في ظل انشغال الوالدين في صعوبات الحياة والبحث عن لقمة العيش.
وأضاف فرويز، أن انعدام جوانب المتعة والترفيه لدى الأطفال في الريف وقرى الصعيد، تخلق نوعا كبيرا من العزلة للطفل، فمبجرد أن يختلط ببيئة جديدة يرتكب على الفور ما يراه مناسبا للحصول على طموحاته بعيدا عن عزلته مع غياب الرقابة، أيضا تقليد الطفل لمشاهد القتل والسرقة والاعتداء الجنسي التي يراها في الأفلام والمسلسلات دون أن يدرك العواقب التى قد تترتب على ذلك.

دور تعليمي وتربوي
اشارت الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع، إلى انه يجب الاهتمام بالدور التعليمي والتربوى من جانب الأسرة والمدرسة في آن واحد، بالإضافة إلى الاهتمام بالقيم الاخلاقية، وتعليم الطفل تفاصيل دينه منذ الصغر، والاهتمام بالأسر الفقيرة وتوفير أعمال لأفراد الاسرة، لكى تتمكن من الإنفاق على الأبناء وتلبى احتياجاتهم، مؤكدة على ضرورة توجيه الطفل إلى حسن اختيار صديقه.


قانون الطفل
وفيما يخص العقوبات، فقد أكد فؤاد عبد النبي أستاذ القانون الجنائى بجامعة القاهرة، أنه تم وضع قانون للطفل حمل رقم ١٢ لسنة ١٩٩٦ المعدل بالقانون رقم ١٢٦ لسنة ٢٠٠٨، يتماشى مع عمر الطفل المتهم وطبيعة جريمته، حيث إنه في حالة ارتكاب أحد الإطفال جريمة سرقة أو ضرب، يحكم عليه بالحبس مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر، ويجوز للمحكمة بدلًا من الحكم بعقوبة الحبس أن تحكم عليه بالتدبير المنصوص عليه بالمادة ١٠١ من هذا القانون، والتى تبدأ "بالتوبيخ" هو توجيه المحكمة اللوم والتأنيب إلى الطفل على ما صدر منه وتحذيره بـألا يعـود إلـى مثـل هـذا السلوك مرة أخري.
وتابع أستاذ القانون الجنائى بجامعة القاهرة، أن العقوبة التالية للطفل، هي "التسليم"، ويسلم الطفل إلى أحد أبويه أو إلى من له الولاية أو الوصاية عليه، فإذا لم تتوافر في أيهم الصـلاحية فـي القيام بتربيته سلم إلى شخص مـؤتمن يتعهـد بتربيتـه، والإلحاق بالتدريب والتاهيل، بأن تعهد المحكمة به إلى أحد المراكز المخصصة أو إلى أحد المصـانع أو المتاجر أو المزارع التى تقبل تدريبه، بما يتناسب مع ظروف الطفل، مدة تحددها المحكمـة فـى حكمهـا، على ألا تزيد مدة بقاء الطفل في تلك الجهات علـى ثـلاث سـنوات، وذلـك بمـا لا يعوق انتظـام الطفل في التعليم الأساسي.
وقال إن هناك أيضًا "الاختبار القضائى"، ويكون بوضع الطفل في بيئته الطبيعية تحت التوجيه والإشراف مع مراعاة الواجبات التى تحددها المحكمة، ولا يجوز أن تزيد مدة الاختبار القضـائى علـى ثـلاث سـنوات.
وفي ذات السياق تشير فاطمة زغلول، المحامية بالنقض، انه في حالة إذا ارتكب المتهم جريمة عقوبتها الإعدام يحكم عليه بالسجن الذى لا تقل مدته عن عشر سنوات، ولا تزيد عن خمسة عشر سنة، وإذا كانت الجريمة عقوبتها السجن المؤبد يُحكم عليه بالسجن الذى لا تقل مدته عن سبع سنوات، وإذا كانت الجريمة عقوبتها السجن المشدد يحكم عليه بالسجـن دون المشدد، 
وتوضح زغلول، أنه لا يجوز احتجاز الأطفال أو حبسهم أو سجنهم مـع غيـرهم مـن البـالغين فـى مكـان واحـد، ويراعـى فـي تنفيذ الاحتجاز تصنيف الأطفال بحسب السن والجنس ونوع الجريمة.