قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، هناك أسباب عديدة أدت إلى اختفاء العديد من الأحزاب عن الشارع، أهمها انحسار الأحزاب على القيام بالدور التطوعى والخدمي، وعدم متابعة الأحداث التى تشهدها مصر والإقليم، مشيرًا إلى أن لا يوجد لها أى ردود أفعال، خاصة أن جزءا من دور الأحزاب أن تتفاعل مع المواطنين ومن مهامها أن تؤيد وتدعم وتعارض وتتحفظ على بعض المواقف سواء داخل مصر أو خارجها.
وأوضح فهمي، في تصريح خاص لـ"البوابة" أن لم تتفاعل جميع الأحزاب مع الأحداث الداخلية أو التي تحدث في الإقليم، مما أثر بشكل كبير على تواجدها في الشارع ودفع كثيرا منها إلى الاختفاء، لافتًا إلى أن أصبح بعضها مجرد اسم في ورقة بلجنة شئون الأحزاب دون أن يكون لها تواجد على أرض الواقع.
وتابع: "أن أغلب الأحزاب أصبحت تكتفى برد الفعل على الصحف والمواقع الإلكترونية، بالإضافة إلى معاناة تلك الأحزاب من عدم وجود رؤية وتخطيط مباشر".
وأشار إلى أن هناك فرصة لنجاح تجربة دمج الأحزاب، ولكن هناك شروط أن الأحزاب حينما تندمج يكون لها تأثير مباشر من خلال العمل على برامج برؤية واحدة، وهذا ما يحدث في جميع دول العالم، والحياة الحزبية تحتاج إلى الكيف وليس الكم، ويمكن من خلال وجود ١٠ أحزاب قوية تقديم ممارسات سياسية بشكل يخدم الحياة السياسية في مصر.
وأضاف أن الأحزاب تحتاج إلى آليات لبرامج واقعية وحراك سياسي داخلي وتغير رؤية الأحزاب في الحياة السياسية والاجتماعية، والخروج من حالة الشخصنة، بعد ما أصبحت أغلب الأحزاب تسير في نطاق عائلي، بالإضافة إلى تفعيل المقرات الخاصة بها، مؤكدًا أن المناخ السياسى في مصر أمام مرحلة جديدة، وهذه المرحلة ترتبط بإعادة ترتيب المشهد السياسى بصورة جيدة، لا بد أن يعاد النظر في ترتيب الحياة السياسية في مصر.
وتابع: "يجب أن نخرج من فكرة الدولة الأبوية، ومساعدة الدولة للأحزاب في الوقت الحالى يمثل عبئا كبيرا على الدولة".
