الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

إلى وزير الإعلام الذي يهمه الأمر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
- اخترتُ هذا العُنوان عَله يكون جاذبًا للعين، مداعبًا للعقل وشارحًا للوضعِ الراهن هذه المرة، فلقد كتبتُ مِن قبل في مقالاتِ عِدة كم هى حاجتُنا الماسة لقناة مصرية وقوية تعبرُ حدودِ الوطن، قناة تستطيعُ أن تُنافس محليًا وعربيًا بل لن أكونَ مبالغًا إذا قلتُ عالميًا ومُلخص هذه المقالات جميعًا كان يدور حول نفسِ الموضوع فالقِصة مُكررة والجُملِ أصبحت بلا معنى، فمصرُ التى بدأت في 21 يوليو عام 1960 بداية الإرسال في ماسبيرو إلى يومنا هذا لا يليقُ بها ألا تمتلك قناة إخبارية عالمية.
- إن التاريخ الإذاعى والإعلامى في مصر كفيلُ لتدشين قناة مهنية بالمعنى والشكل العالميين، فلا مصر تفتقر الكوادر ولا الفنيين ولا حتى الأموال اللازمة لمثلِ هذا المشروع الذى أصبحت ضرورته حتمية لما نراه الآن من تردٍ لمستوى القنوات المصرية في نقل الخبرِ والمعلومة، وكذلك الدور الجوهرى والأساسى للإعلام في جميع الدول وكيف أنه أصبح سلاحًا تستخدمه غير السلاح التقليدى المتعارفُ عليه، وقد يكون توجه الدولة الآن عاملًا مساعدًا ومُحفزًا لذلك حيثُ أعاد الرئيس وزارة الإعلام من جديد بعد أن توقفت لسنوات.
- إن ما نراه يا سادة على أغلبِ الشاشاتِ المصرية اليوم يدعو للوقوف والمراجعة ثم المحاسبه لكلِ مَن لهم يد في إخراجِ هذا الشكل غير المهنى لنا وللعالم، لكلِ من يسمحُ لهذا الهُراء بأن يدخل بيوتنا، أو يتجاهلُ الدفاع عن مِصر ويُربى بدلًا من ذلك جيلًا تافهًا لا يعى العالم من حوله، حيثُ إن الإعلام له دور أساسي قوي لا يُمكنُ أن نغفله، وأقولها بكلِ ما أُوتيتُ من صبرِ وتملُكِ نفسِ وكظمِ للغيظ في التعبير عن هذا المستوى السيئ.
- إن ما أذكُره الآن ليس جديدًا بل ليس غائبًا عن العيون أو مستترًا فلقد ألمح الرئيس عبدالفتاح السيسي مِرارًا وتكرارًا لتصويب الخطأ والتزامِ المهنية وتناولِ الأمور بشكلِ عقلانى وأكثر احترافية في أكثرِ من حديث لعلهم يفقهون ولكن دون جدوى، فلا العباراتِ من مقدمى البرامجِ مسئولة وموزونة ولا مواكبة تقنيًا لما يجرى حولنا ولا الموضوعات تُسمنُ أو تُغنى من جوع، ولا كفاءاتِ تستحق أن يكون مكانها على الشاشات، وهذه الجملة الأخيرة الخاصة بالكفاءات سأستعيرُ وأُدلل أيضًا من حديثِ الرئيس السيسي في تعقيبه مؤخرًا في أحدِ أحاديثه أنه لا بد أن يكون المعيار لأى وظيفةِ هو الكفاءة دون غيرها.
- وإنى لا أرى حرجًا حتى في ذِكرِ كلام الرئيس لأُبرر وأُثبت منطقى في الحديث، وكأنما أصبحنا لا نتحرك من تلقاءِ أنفُسنا إلا بعد أن يتكلم الرئيس أو نُصلح ونُتقن أعمالنا إلا بعد أن يُشير الرئيسُ لذلك.
_ إن عودة منصب وزير الإعلام في هذه المرحلة التى يمُرُ بها الإعلام مُرورًا ليس بالجيد، وقبله مِصرُ التى تتربصُ بها دول ودويلات لهو تشريفُ وتكليف، فهذا يعنى أنه ثقة من الإدارة المصرية في شخص الوزير الجديد وقُدراته على التغيير للأفضل، وهو في ذاتِ الوقت عِبء وتحد وتكليفُ مُجهِد يحتاجُ كثيرًا من العمل والتفكير والتطوير لمنظومة الإعلام بوجه كاملِ وشامل على وجِه السرعة.
_ لا أُريدُ أن أخرج كثيرًا عن الفِكرة الأساسية وهى القناة الإخبارية المصرية العالمية وسأترك الحديثُ العام عن تطوير ماسبيرو والإعلام ككل ربما لمقالاتِ تالية، لكننى إذ أهمسُ في أذن الوزير أن تُرتبَ الأوراق وتستعين بالخبراتِ والكفاءات وتُعطى الفُرص لوجوهِ شابه تُريدُ أن تُعطى لمصر قبل نفسها، أهمسُ أن تستغلَ الطاقات والعقولِ والكفاءات المصرية في الخارج وتربطهم بأوطانهم وتستفيد منهم، أهمسُ بأن المشاهد المصرى قد عزفَ مع الأسف عن القنوات المصرية؛ لتتلقفه قنواتِ مُعادية تستهدفُ عقله وجيبه.
- إن مِصرُ تستحق وتستطيع فهى تستحق أن تكون لها قناة إخبارية بكلِ معنى الكلمة وليس أشباه قنوات بوجوهٍ عفا عليها الزمن وبتقنياتِ مُنذُ زمنِ سحيق، وتستطيع بتاريخها وكوادرها وعقول أبنائها الذين علموا الإنسانية من قبل في كل مناحى العِلمِ والحياة.
- عفوًا إن كُنتُ أطلت لكن الأمانة تقتضى أن أُرسل للوزير هذه الكلمات، والوطنية تُحتمُ ألا أُزين الباطل أو أتنصلُ من الحق لذا أخرجتُ بعضًا من كُل وأشرتُ بقلبِ سليم إلى أهمية وجودِ هذه القناة، وأسأل الله للوزير ولكلِ أُولى الأمر التوفيق والسداد وأدعو الله أن تخرج علينا قناة إخبارية تُنافس وتُسطِّر عهدًا جديدًا للعملِ الإعلامى في مصر وتكون سدًا منيعًا أمام قنوات وأشباه رجال يتجرأون على أرض الكنانة ليل نهار، يُلبثون الحقَ بالباطل ويقولونَ على مِصر وقائدها ما لا يعلمون، سدد الله بالحقِ خُطاكم وجعلكم ذُخرًا وحِصنًا لأرضِ الطيبين، وللحديث بقية.