الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

راشد الغنوشي في قفص الخيانة.. البرلمان ينتفض ضد زيارته لتركيا سرًا.. ويؤكدون: سحب الثقة منه واجب وطني.. ولقائه أردوغان مخالفة للقوانين والأعراف الدولية

راشد الغنوشي
راشد الغنوشي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
راشد الغنوشي رجل جماعة الإخوان الإرهابية في تونس، أشعل الغضب داخل البرلمان التونسي بعد زيارته السرية لرجب طيب أرد وغان، ولاسيما أن استخدم صفته النيابية في الزيارة.

وفي أول جلسة له بعد الزيارة السرية، تحول البرلمان إلى كتلة من النار المشتعلة ضد رئيسه، فبدلا من نظر بعض مشاريع القوانين تحولت الجلسة إلى اعتراضات على الزيارة.
وذكرت النائب الأول لرئيس مجلس نواب الشعب سميرة الشواسي أنه إثر جلسة مع رؤساء الكتل تم التصويت بالأغلبية على تداول هذه القضية بعد توتر ونقاش حاد بين نواب حركة النهضة ونواب الحزب الدستورى الحر، حول الزيارة ذاتها.
وفي بداية الجلسة انسحب نواب حزب "الدستوري الحر" حينما طالب الغنوشي بقراءة الفاتحة على أرواح شهداء الثورة التي قال إن "لولاهم ما كنا جالسين هنا".
ووضع أغلب نواب البرلمان التونسي أمام أماكن جلوسهم لافتات كتب عليها "سحب الثقة من الغنوشي واجب وطني"، و"مواصلة الغنوشي على رأس المجلس خطر على الأمن القومي.

ومن جانبه طالب النائب منجي الرحوي في كلمته بتغيير جدول أعمال الجلسة ليصبح مناقشة زيارة الغنوشي إلى تركيا في ظل وضع دقيق لتونس يتطلب انسجام على مستوى السياسة الرسمية، ليرد الغنوشي بأن هذه الزيارة شخصية حزبية لا علاقة لها بتمثيل المجلس الذي لم تستخدم إدارته ولا أمواله فيها، مشيرا إلى أن القوانين لا تمنع أن يكون رئيس المجلس رئيسا لحزب.
وفي محاولة من الغنوشي إلى توجيه تركيز الجلسة على مشروعات القوانين المطروحة، أعطى الكلمة إلى فيصل التبيني الذي احتج على تعيين حبيب خضر رئيسا لديوان رئيس مجلس النواب "برتبة وزير"، بينما كان المنصب ذاته يشغله دائما "كاتب دولة".
وعبر النائب عن غضبه مما وصفه بتحول البرلمان إلى مقر لحركة النهضة بدلا من "مجلس النواب"، وتواصلت خلال الجلسة كلمات النواب حول قضية زيارة الغنوشي إلى تركيا ولقائه رئيسها رجب طيب أردوغان، وذلك رغم أن رئيس المجلس يقول في كل مرة أنه ليس موضوع الجلسة.
وبينما رأى النائب ثامر سعد أن هذه الزيارة مخالفة لكل القوانين والأعراف الدولية، قاطع الغنوشي النائب محمد كريم الذي حاول أيضا الحديث حول الموضوع ذاته، وأحال الكلمة للنائب التالي، لتعم الفوضى في قاعة البرلمان وسط احتجاج أعضاء الحزب الدستوري الحر ورئيسته عبير موسى.

وقبل أن يتم رفع الجلسة لاجتماع رؤساء الكتل مع الغنوشي، عبر النائب مبروك كرشيد عن استنكاره لعدم وجود علم تونس ولا سفير تونس خلال الزيارة التي كانت في القصر الجمهوري التركي وليس في بيت الرئيس رجب طيب أردوغان أو مقر حزبه، وأن وكالة الأنباء التركية ذكرت أن أردوغان استقبل رئيس مجلس النواب التونسي.
ووجهت عبير موسى، نائبة البرلمان التونسي، خلال جلسة سحب الثقة من الحكومة التونسية، اتهامات لرئيس البرلمان راشد الغنوشي، قائلة "بعد ساعات من إسقاط الحكومة هرولت للقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وعقد جلسة مغلقة معه.. لو كنت مكانكم لخجلت".
وأضافت النائبة التونسية، خلال كلمتها المتداولة عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أنه ليس من السهل أن يطير رئيس البرلمان التونسى إلى تركيا، ويجرى لقاءً سريًا مع الرئيس التركي الذى يريد التدخل العسكري في الأراضي الليبية، وتابعت "التدخل العسكري في ليبيا يعد طعنة للشقيقة ليبيا في الظهر"، خاصة أن هذا التدخل سوف ينعكس سلبًا على الأوضاع الأمنية والاقتصادية في تونس.
وقال عضو مجلس نواب الشعب التونسى عن حزب "تحيا تونس" مبروك كرشيد، إن زيارة رئيس مجلس النواب راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة، إلى تركيا هتكت الأعراف الدبلوماسية ومست السيادة التونسية.
وأضاف "كرشيد" عبر صفحته على "فيسبوك"، إنه ليس مسموحا للغنوشي الالتقاء بالرئيس التركى منفردا دون حضور السفير التونسي، مشددا على أنه من حق الدولة التونسية أن تعرف ما دار فى هذه الزيارة التى وقعت بعيدا عن رقابتها".
وأوضح أن الرئيس التونسى هو الوحيد الذى يمكنه أن يعقد اجتماعا منفردا برئيس دولة أجنبية، مشيرا إلى أن "توجيه دعوة إلى الغنوشي من الرئيس التركي تمر عبر مؤسسات الدولة، وقبولها منه يجب أن يخطر بها بصفة رسمية مكتب المجلس، حتى إذا كانت الدعوة وجهت إليه بصفة حزبية أو شخصية، طالما أنها معلنة ورسمية، فهو رئيس مجلس النواب وهي الصفة التي ستلازمه ما ضل رئيسا له".