الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

رئيس "الأقصر للسينما الأفريقية": المهرجان مهدد بالتوقف بسبب الميزانية.. واستفدنا من اهتمام الوزارات والهيئات المختلفة بأفريقيا.. وعلاقتنا بإدارة مهرجان الجونة طيبة

السيناريست سيد فؤاد
السيناريست سيد فؤاد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تواجه الدورة التاسعة لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية المقرر إقامتها منتصف مارس المقبل أزمة تمويلية بعد قرار مجلس الوزراء بتخفيض قيمة الدعم الذى يتقاضاه أى مهرجان من مؤسسات الدولة إلى 40% من إجمالى ميزانيته، وهو الأمر الذى وضعه في ورطة كبيرة، حيث كانت قيمة الدعم 80% في السابق.
الأزمة ألقت بثقلها على رئيس المهرجان السيناريست سيد فؤاد الذى التقته «البوابة» في هذا الحوار ليكشف عن كيفية حل هذه الأزمة، كما يكشف عن تفاصيل الدورة الجديدة للمهرجان، والتى تحمل اسم «وحش الشاشة» فريد شوقي، وتكريمه للفنانة ياسمين عبدالعزيز، وما يوجه له من انتقادات عن استغلال منصبه كرئيس لقناة «نايل سينما» في تيسير أعمال مهرجان الأقصر.. وإلى تفاصيل الحوار.

■ ما المكاسب التى عادت على مهرجان الأقصر بعد رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي؟
استفاد المهرجان من اهتمام الوزارات والهيئات المختلفة بأفريقيا بشكل كبير، وأتمنى أن يستمر ذلك الاهتمام بعد انتهاء مدة رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، حيث كان يوجد تعاون كبير واهتمام أكبر، والبعد الأفريقي هو الأهم لدينا على كل المستويات.
 وأصبح هناك اهتمام بالفيلم المصرى في أفريقيا، ونحصل على جوائز بعد أن كان خارج حسابات المهرجانات الأفريقية، كما أصبح هناك إنتاج مشترك بين مصر والدول الأفريقية، من بينهم فيلمان تم دعمهما من قبل المهرجان في روندا، وحصلا على جوائز من أماكن كثيرة، وكذلك فيلم «ستموت في العشرين» السوداني. 
كما أصبحت مصر تسهم في إنتاج الأعمال السينمائية الأفريقية، والذى ينقصنا الآن ونعمل عليه هو تسويق الفيلم المصرى تجاريًا داخل أفريقيا، ونطالب الدولة بالوقوف بجانبنا فيه، لأن به بعدا ثقافيا واقتصاديا كبيرا.
■ هل الأفلام التى يدعمها «الأقصر للسينما الأفريقية» تعود بربح على المهرجان؟
لا.. ولكن يعود بعائد له علاقة بالتعاون الدولى ودعم الحركة السينمائية الأفريقية، فنحن نركز على تقديم دورنا، وهو ما سوف يحقق العائد بعد ذلك، فعندما نمنح فيلمًا دعمًا نطلب منه إرجاع ثمنه.
■ لكن في الدورة الأخيرة حدثت مشكلة بين مهرجان الأقصر والجونة بسبب فيلم «ستموت في العشرين»، فما تفاصيل تلك الأزمة؟
نحن كمهرجان الأقصر تنازلنا عن كل حقوقنا لصالح الفيلم السوداني، لأنه لم يكن من الممكن أن أدخل فيلما قمت بدعمه وتحمست له إلى ساحات المحاكم، خاصة أن إدارة مهرجان الجونة استغلوا الوضع المالى لصناع الفيلم، وخالفوا شروط الدعم بعرض الفيلم في مهرجان الجونة.

■ ويمكن التنازل عن حقك في العرض الأول للفيلم داخل فعالياتك لصالح مهرجان آخر؟
لم نكن نريد تعريض الفيلم لأمر لا يستحقه، بمعنى أن الفيلم السودانى كان يستحق منا كل الدعم لأنه الأول منذ ٢٦ عامًا، لم تقدم خلالها السينما السودانية أفلاما، وهو السابع على مستوى تاريخ السودان، واكتفينا بعرض الفيلم في نادى السينما الأفريقية في القاهرة.
■ هل يمكن تفسير ما حدث من مهرجان الجونة على أنه ناتج عن منافسة؟
علاقتنا بإدارة مهرجان الجونة طيبة جدا، بدءا من انتشال التميمى مدير المهرجان، والذى كان يحضر المهرجان من دورته الأولى ويتحدث عنه بشكل جيد أمام العالم، مرورا بأمير رمسيس المدير الفنى للجونة، والذى نعتبره أحد أفراد مهرجان الأقصر، وعمل معنا في دعم الأفلام، واختيار الأعمال والمطبوعات، وكل شيء، ففى النهاية هو كان يريد اختيار فيلم جيد لعرضه لديه، ومهرجان الأقصر سبق وأن كرم المهندس نجيب ساويرس صاحب مهرجان الجونة، الذى قام بدعم مهرجان الأقصر بشاشات عرض ودور عرض في المحافظات، لذلك كان واجبا علينا تكريمه لأنه داعم كبير للصناعة، فلا يوجد أى منافسة بين الأقصر والجونة، فالعلاقة تكاملية بين المهرجانات.
■ ماذا كان رد فعل الجونة بعد البيان الذى أصدره مهرجان الأقصر ضد ما حدث؟
الحقيقة لا شيء، وعندما التقينا في أحد الأحداث الفنية، قالوا لنا إنهم لم يكن لديهم وقت للرد على هذا.

■ ماذا عن تفاصيل الدورة التاسعة لمهرجان الأقصر هذا العام؟
الدورة الجديدة تحمل اسم الفنان الكبير فريد شوقى احتفالا بمئويته، سوف يتم إصدار كتاب عنه تأليف أمل الجمل، وعرض فيلم «الغول» لأن له طابع خاص، حيث إن مخرجه هو المخرج الراحل سمير سيف الذى نحتفى به ايضا هذا العام، وتم دعوة أسرة فريد شوقي لحضور الفعاليات، كما يتم تكريم الفنانة المصرية الشابة ياسمين عبدالعزيز.
■ وما الاسم الأفريقي المكرم في تلك الدورة؟
الفنانة ميمونة نداى من بوركينا فاسو، كانت أحد أعضاء لجنة تحكيم المسابقة الرسمية في مهرجان «كان» ٢٠١٩، فهذا هو المستوى الذى نسعى إليه في مهرجان الأقصر.
■ هل يواجه مهرجان الأقصر أزمة مادية هذا العام بعد خفض الميزانية؟
نحن في أزمة حقيقية هذا العام، لأنه كان لدى حتى الآن أمل في بقاء قناة DMC كراع للمهرجان، ولكن مع تغير الإدارة، والتوجه الفكرى داخل القناة جعل الموضوع منتهيًا، فالمنتج هشام سليمان أثناء توليه رئاسة القناة كان يلعب دورا كبيرا في دعم المهرجان، وأعتقد أن التوجه الفكرى للقنوات تغير تماما فلم يعد هناك دعم لأى مهرجان وليس الأقصر فقط، فقيل لى إننا لن نقدم رعاية للمهرجانات، والاهتمام أصبح بالمنتج الإعلامي.
■ كيف يمكنك تخطى تلك الأزمة؟
نعمل بشكل موسع في عدة اتجاهات، فيوجد لدينا نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية، ووزيرة الثقافة إيناس عبدالدايم، ولكنهم للأسف محكومين بالنسبة التى أقرها مجلس الوزراء في الدعم، لذلك يوجد محاولات للاتفاق مع كيانات خاصة للمساعدة لعلمهم بأهمية المهرجان، وكذلك وزارة الشباب والرياضة، حيث التقى الفنان محمود حميدة الرئيس الشرفي للمهرجان بالوزير وبحث معه سبل التعاون.

■ لماذا قمت بالتجديد للفنان محمود حميدة كرئيس شرفي للمهرجان؟
لأنه الأفضل في مصر لقيادة تلك الجزئية من المهرجان، فهو واجهة حقيقية كداعم وشريك أساسي للمهرجان، فوجود محمود حميدة خلال الدورات الثمانية ليس تكرارا للوجوه، فهو رمز فنى نشرف بوجوده، ورئاسته ليست شرفية بشكل كبير لأنه يقوم بتقديم الكثير من الخدمات ودعم المهرجان بالأفكار، وهو نفسه طلب منى أن اختار شخص آخر مكانه، فقلت له إنه لا يوجد من يستطيع أن يحل محله.
■ هل سيتم تقليل عدد الأفلام المشاركة بسبب الميزانية؟
أمامنا فترة قصيرة حتى نستطيع أن نقرر إذا كنا نقلل حجم المهرجان، أو نقوم بإلغائه، بعد حساب الموارد التى سنحصل عليها، فنحن قدمنا ٨ دورات ناجحة لا نريد أن نقل عنها.
■ معنى ذلك أنه يمكن إلغاء مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية؟
إذا وجدنا أننا من الممكن أن نسيء إلى ما قدمناه من قبل بسبب الميزانية سوف نتوقف على الفور.

■ تردد أنك تستغل منصبك كرئيس لقناة نايل سينما من أجل خدمة مهرجان الأقصر؟
هذا حقيقى أنا استغل منصبى من أجل مهرجان القاهرة والإسماعيلية والأقصر، كسينمائى يعلم أهميه قناة نايل سينما في دعم مهرجانات مصر، وليس مهرجانات وزارة الثقافة فقط، بل أيضا مهرجان الجونة وهو مهرجان خاص، قدمت ١٢ تقريرا سينمائيا بجانب البروموهات واللقاءات والدعاية، فهذه أحداث لخدمة الصناعة والسينما، ربما من شغل المنصب قبلى لم يقم بذلك لأنه لم يكن سينمائيًا لكنى أعلم جيدا أهمية ما أقدمه.
■ ماذا عن مهرجان قرطاج وسفرك باسم نايل سينما؟
هذا الكلام غير حقيقى فأنا أسافر مهرجان قرطاج كسينمائى وبعد ذلك كرئيس لمهرجان الاقصر، فيتم دعوتى إلى ٣٦ مهرجانا حول العالم في العام الواحد، اختار من بينها ٤ مهرجانات لخدمة الصناعة ومهرجان الأقصر، فهذه أفكار صغيرة غرضها النيل منى فهذا أمر كوميدي، فأنا أسافر إلى قرطاج السينمائى والمسرحى منذ ٢٠ عامًا.
■ ماذا عن منح مديرة مكتبك في نايل سينما صلاحيات ليست من حقها بسبب انشغالك؟
أنا أعمل في ماسبيرو وهذه مؤسسة تحكمها قوانين وقواعد، لا يمكن تخطيها لأنها مراقبة من قبل إدارات كثيرة، وأنا أعمل داخل قناة نايل سينما وهى جزء من تلك المؤسسة لا يمكن أن أمنح أحد صلاحيات من نفسى لن يؤخذ بها، هذا بجانب أن قناة نايل سينما دون عن غيرها من القنوات ليس لها هيكل إدارى على عكس القنوات الأخرى.

■ هل وجود وزير للدولة للإعلام سيساعد مهرجان الأقصر؟
أنا أدعو الوزير أسامة هيكل لمساندة مهرجان الأقصر، خاصة أن كل من شغل منصب رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون ساند المهرجان في نقل الفعاليات، وما هو أهم من ذلك مثل ترجمة الأفلام، وهذا أمر توقف الآن، أتمنى عودته من جديد خاصة وأنه كان يتم ذلك بالمجان، لأنه يوجد موظفون وإدارة داخل ماسبيرو أى أنها لن تكلف الدولة أى أموال.
■ لماذا لا يتم عرض أفلام وسط المعابد؟
من أجل تحقيق ذلك سوف يكون أمرًا مكلفًا جدًا، وشديد التعقيد في تصاريحه ومعداته، ومع ذلك سبق وأن قمنا به بعرض فيلم «جمهورية الأطفال» في افتتاح الدورة السادسة داخل معبد الأقصر بحضور دانى جلوفر بطل الفيلم موجود، وقال لى حينها هذه أسعد لحظة من عمرى في عرض فيلمى السينمائى في مكان عمره ٧٠٠٠ سنة، فلا يوجد لدى أحلام أخرى يمكن أن أحققها بعد ذلك.