الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

يحيى حقي.. رحلة إلى الكونسير

يحيى حقي
يحيى حقي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يبقى اسم الأديب الكبير يحيى حقي كرائد للقصة القصيرة العربية وأحد الرواد الأوائل لهذا الفن، حيث خرج من تحت عباءته الكثير من المبدعين في العصر الحديث، وترك بصمات واضحة في إبداع الأجيال التالية؛ وتتلمذ على يديه الكاتب الكبير إبراهيم أصلان وكان من أبرز تلاميذه؛ إلى جانب الأدوار المهمة المتعددة التي قام بها، ورعايته لعدد كبير من الكتاب حتى لو كان مختلفا مع توجهاتهم السياسية أو الفكرية.
يقول الناقد الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، عن يحيى حقي: "كان رجل شديد الدهاء وخفيف الظل"، ومدين له بأنه من نشر أول دراسة نقدية لي والتى كانت عن صلاح عبدالصبور في مجلة "المجلة" حين كان رئيس تحريرها، وبعد هذه الدراسة واطلاعه عليها نصحني بأن أسير في هذا الطريق وأخذت بنصيحته".
نشأ حقيى في حي السيدة زينب، وكانت عائلته ذات جذور تركية قديمة، وشب في مناخ مشبع بالأدب والثقافة، وكان كل أفراد أسرته يهتمون بالأدب مولعين بالقراءة، كان صاحب أطروحات نقدية عميقة دون تعقيد، ومستنيرة بلا شطط، وساخرة وصريحة دون أن تدمى أو تجرح، بجانب القدرة على تحليل العمل نقديًا من داخله لتصير أعماله النقدية "أنشودة البساطة"، وهو عنوان الكتاب الذي حوى مقالاته النقدية عن القصة القصيرة في ستينيات القرن العشرين؛ كذلك له كتاب نقدي هام هو "فجر القصة المصرية"، وهو بمثابة تأصيل مبكر للأسس الفنية للنقد الأدبي لفن القصة.
ومن أشهر أعمال "يحيى حقي": مجموعته القصصية "دماء وطين"، و"قنديل أم هاشم"، و"يا ليل يا عين"، و"أم العواجز"، و"خليةا على الله"، و"عطر الأحباب"، و"تعالى معي إلى الكونسير"، و"كناسة الدكان"؛ وتُرجمت بعض قصصه إلى الفرنسية، فترجم شارل فيال قصة "قنديل أم هاشم"، وترجم سيد عطية أبو النجا قصة "البوسطجي"، وقدمت تلك القصة الأخيرة في السينما وفازت بعدد كبير من الجوائز.
نال حقي، أكثر من جائزة في حياته الأدبية، من بينها جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1969، كما منحته الحكومة الفرنسية وسام فارس من الطبقة الأولى عام 1983، كما نال العديد من الجوائز في أوروبا وفي البلدان العربية، منحته جامعة المنيا عام 1983 الدكتوراة الفخرية؛ وجائزة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته السادسة عشرة؛ جائزة الملك فيصل العالمية ـ فرع الأدب العربي؛ وتوفي في 9 ديسمبر 1992 عن عمر يناهز 87 عامًا، بعد رحلة معاناة مع المرض.