داخل شقة بسيطة تدل على ضيق حال قاطنيها، جلس "ب.ا.م" صاحب الـ39 عاما، مع زوجته "س.ط. ا"، يبحثان أوضاعهما المالية المتردية، يشكو الأول حاجته للمال، وتراكم الديون عليه، بينما تحدثه الثانية عن ملاحقة الديانة لها، حتى ظنا بأنه لا توجد طريقة أمامهما للخروج من الأزمة المالية التي تحاصرهما سوى السطو على محل مجوهرات أو الاتجار في المواد المخدرة، ليدخل الزوجان بعدها في حالة من الصمت امتدت دقائق أعقبها كلمات خرجت من بين فك الأول كالرصاص "أنا لقيت حل لكل مشاكلنا".
إذ اختمرت في ذهن الزوج فكرة شيطانية بدأ في شرحها لزوجته والتي حملت مفاجئة برغبته في تكوين تشكيل عصابي يتخصص نشاطه الإجرامي في سرقة حقائب السيدات، بأسلوب الخطف، باستخدام سيارة، وعلى الفور حدد الزوجان ساعة الصفر، وكانت وجهتهما الحي الراقي بمنطقة القاهرة الجديدة، وتحديدا التجمع الخامس.
واقعة تلو أخرى نفذها الزوجان دون كشف أمرهما، اعتقدا حينها أن سقوطهما في قبضة رجال المباحث بات أمر محال، إلا أن عيون رجال البحث الجنائي كانوا لهما بالمرصاد، ليتم ضبطهما وتكشف التحريات عن قيامهما بإيداع أموال بقيمة 154 ألف جنيه من متحصلات السرقة داخل حساب بنكى في التجمع.
أحداث الواقعة كشفها بلاغ ورد للواء نبيل سليم مدير مباحث القاهرة، يفيد بورود معلومات لضباط وحدة مباحث قسم شرطة التجمع الخامس، مفادها أن كلًا من "ب.ا.م" 39 سنة عاطل مقيم بالمعادي والسابق اتهامه في 5 قضايا آخرها 12957 لسنة 2012م البساتين "خطف شيء"، وزوجته "س.ط. ا" 32 ربة منزل ومقيمة بذات العنوان، يكونان فيما بينهما تشكيلًا عصابيًا تخصص نشاطه الإجرامي في سرقة حقائب اليد من السيدات بأسلوب "الخطف" باستخدام سيارة.
وبإجراء التحريات تبين صحة ما ورد من معلومات، عقب تقنين الإجراءات وبإعداد الأكمنة اللازمة بأماكن ترددهما، تمكن ضباط وحدة مباحث القسم وبصحبتهم القوة المرافقة من ضبطهما حال استقلالهما السيارة رقم ط ط س 816، ملك الأول والمستخدمة في ارتكاب وقائع السرقة.
وبمواجهتهما بالمعلومات والتحريات أيداها، واعترفا بارتكاب 10 حوادث سرقة بذات الأسلوب باستخدام السيارة المضبوطة بحوزتهما، وتم بإرشادهما ضبط الهواتف المحمولة المستولى عليها لدى عميلهما "سيئ النية" "م.ع. م" 32 سنة صاحب محل لبيع وصيانة الهاتف المحمول بالبساتين.
وأضاف المتهم الأول أنه أودع مبلغ 154 ألف جنيه بحسابه الشخصي بأحد البنوك متحصلات وقائع السرقة، وباستدعاء المجنى عليهم تعرفوا على المضبوطات واتهموهما بالسرقة، وتحرر عن ذلك ملحقًا للمحاضر الأصلية وتولت النيابة العامة التحقيق.
