الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

بابا نويل الفن التشكيلي|| عادل بنيامن: أركب العجلة لنشر الفن في ربوع مصر.. صعدت برج القاهرة في الجزيرة وعرضت لوحاتي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شغف الفنان التشكيلي عادل بنيامن بموهبته ومهنته في الفن، يدفعه دائمًا نحو اكتشاف أساليب جديدة بهدف نشره بين ربوع الحياة المُختلفة، فهو فنان تخرج قديمًا في أكاديمية ليوناردو دافنشى روما، والتحق بالمجال الفنى وقت هدوئه وصفائه، فيُريد دائمًا أن يسترجع هذه الأجواء بأساليبه الخاصة.
التقت «البوابة نيوز» مع الفنان عادل بنيامن، وبدأ يسرد كل مُحاولاته وأفكاره نحو استعادة دور الفن التشكيلى كما عُرف قديمًا، وتطرق نحو نظرة السينما إلى الفنان، وكيف أثرت عليه شخصيًا، وعلى صورة الفنان التشكيلى بصفة عامة. 
في البداية قال: «آخر معرض لى جاء عن «الحنطور»، عرضت من خلاله مجموعة من اللوحات حول عربيات الحنطور، وفى الوقت نفسه حاولت أن أفهم الناس ما هو الفن التشكيلي، وسأل مستنكرًا: «من الذى يستطيع أن يدخل مكانا مثل قصر عائشة فهمى وغيره من قاعات العرض في الأوبرا والقاعات الخاصة ويدخل من بوابته إلا أشخاص وفئات قليلة جدًا أغلبهم من الفنانين التشكيليين والصحفيين والإعلاميين؟».
ثم اتجه الفنان لتبسيط مدى ثقافة الشعب بالفن التشكيلي، وقال: «توجد العديد من السيارات بالملايين، وفى نفس الوقت بها مستويات عليا جدًا ولكن لا يهتمون بهذا النوع من الفنون».
وعن إبداعاته وأساليبه المُبتكرة في نشر الفن التشكيلي، قال «بنيامن»: «آخر عمل قمت به، صعدت برج القاهرة في الجزيرة ومن فوق البرج عرضت لوحاتى فوجدت تجاوبًا من مُختلف الناس»، ثم تذكر الفنان أحد المواقف التى استوقفته خلال اتخاذه لهذا الأسلوب في نشر الفن، وقال: واجهت أحد الأشخاص يحاول إحراجى، وسألنى مستنكرًا: ما هو الفن التشكيلي، وهذه الكلمة تعرضت لها كثيرا منذ بدايتى في 1972 للعرض بالشارع، وبمزاولة ذلك والاهتمام بالعرض في الشوارع المصرية، استطعت أن أفهم الناس، وعرفت أن الشعب المصرى طيب جدًا ويريد أن يفهم.
وعن أثر السينما اتجاه الفن التشكيلى والفنانين، قال: «السينما المصرية هى سبب بلاء وابتلاء الفن التشكيلى في مصر، بمعنى أن السينما المصرية قدمت الفنان التشكيلى في صورة «عيسوي» ويسخرون منه، حتى شاهدت فيلم «بالألوان الطبيعية» منذ فترة قريبة، وحزنت على الأسلوب والأجواء التى دارت بها أحداث الفيلم مع الفنانين التشكيليين، فصوروا الفنانين وكأننا شيء آخر منعزل عن المجتمع، رغم أن الفنان هو من يصنع هذا الفرق، وهذا الاتساع الشاسع، فعلى سبيل المثال، تورتة أعياد الميلاد في حد ذاتها تُعتبر فنا تشكيليا؛ لأن صانعها يحضر في البداية ألوانها، ثم يعمل حتى يخرج المنتج، ولكن هذا يُسمى فن «الزوالية»، فيتم تصويره وإقامة المعارض بهذه الصور، وهذا هو ما أفهمه للناس بالشوارع».
وعن استجابة الجمهور للفن التشكيلي، أوضح «بنيامن» أن بعض الأشخاص تعود على التقاط الصور معي، والبعض الآخر يخاف ويقول لا أعلم ما أراه على هذه اللوحة، فأضطر أن أمسك بأحد البورتريهات لى ورسمه أحد الفنانين، فيبدأوا بقول سنلتقط الصورة مع البورتريه، وليس مع اللوحة، مما يعكس عدم القدرة على قراءة اللوحة.
واستمر الفنان يحكى بعض المواقف والتجارب التى واجهها منذ سلك الفن التشكيلي، وتطرق إلى الناقد الفنى ودوره المرجو منه قائلًا: «الناقد الفنى هنا في مصر يستعرض ثقافته وأنه قام بقراءة 3000 أو 4000 كتاب، فالمعروف أن النقد يكون على لوحات المعرض وليس بالاعتماد على المقارنة بـ«هيجن ونيتشه»، واستعرض بالفلاسفة والكُتاب العالميين».
وعن هدف النقد الفنى تابع الفنان: «الهدف من النقد هو تعليم الأشخاص والفنانين، ففى أكاديمية ليوناردو دافنشى روما كايرو، كنا 20 أو 15 فنانا، وتذكر بعض أصدقائه حينها، وقال: «كان من بيننا «أحمد فؤاد سليم»، وكنا نذهب إلى كل الأماكن، العجوزة والمهندسين كنا نرسم فيها العديد من الأعمال، أما اليوم يخرج من الكليات نجوم لا تعرف ما هو الفن التشكيلي».
وفى حديثه، تطرق الفنان إلى محور آخر كان سببًا في رجوع مكانة الفن التشكيلى في مصر، وقال: «الحوائط في المنازل أيضًا، أنا بدخل بيوت أنفق بها أموالا كثيرة وأرى بها الحوائط بيضاء دون أى لوحات»، وفى توضيح أعمق لفكرته، واصل الفنان: «لا أتحدث عن الزخرفة، ولكن ثقافة اللوحة والحوائط، لأنها في وقتنا الحالى ثقافة بيضاء، لا أطلب منهم لوحات أصلية فيمكنهم تزيين الحوائط بلوحات مستنسخة، فبدلًا من دفع الآلاف يمكن بأموال بسيطة جدًا تحقيق ذلك».
وعن الأشياء الواجب توافرها عند التشكيلى حتى يتمكن من إيضاح وتوصيل فكرته، قال «يجب أن يدرس الفنان عمارة، فقد درست مع الدكتور رضا كامل، وابنه رامى كامل حاليًا أستاذ علم الموسيقى، فما أريد توضيحه هو أن الفنان يجب أن يكون شاملًا، في ليوناردو دافنشى علمونا كل الفنون النحت، والحفر، والجرافيك، وكل الفنون حتى الموسيقى».
وعن كيفية تحسين أوضاع الفن التشكيلى في مصر، قال «بنيامن»: «اليوم يجب أن نرى كل ذلك ونفعله ونحكيه للناس، المعرض يستمر لمدة أربعة أو خمسة أيام في أى قاعة، والمعرض ساعتان زمن لا غير، الافتتاح وحضور الشخصيات الكبيرة»، ولتحقيق كسب الجمهور: «كيف نجذب الأشخاص بالخارج لزيارة المعارض الفنية؟ فيمكن بعد الافتتاح يأخذ كل فنان لوحة أو لوحتين ويطلع بهما إلى الجمهور، «اترك لمسة جمال» للأشخاص خارج قاعات الفنون، سنجذب بذلك الناس وتبدأ في السؤال، وبالاستمرار سيبدأ الجمهور بالدخول إلى المعارض الفنية».
وعن الدور الذى يقوم بها تجاه ذلك: «أعرض في هذه الفترة أعمالى بداخل وخارج المترو والأتوبيس النهرى والأتوبيس العادي، وأتمنى أن يحدث ذلك في كل مكان، وأضاف: «عرضت من قبل على سور الأوبرا، الفاصل 10 سم من القاعات، والأشخاص لا يعرفون أن بداخل الأوبرا توجد قاعات عرض وفنون، كل معرفتهم بقاعات الغناء الأوبرالى والشرقى فقط».
وفى حديثه حول الدور الذى يقوم به، قال الفنان: «بدأت أن أدور بالعجلة لأصبح «بابا نويل» لنشر الفن التشكيلى في ربوع مصر، ويدعو الفنانين من مصر والدول العربية لمُشاركته في ذلك». 
وعن دور السينما الحقيقى تجاه الفن التشكيلي: قال «السينما جزء من الفن التشكيلى لأن كل كادر بالسينما لوحة فنية وبتعددها تخرج الصورة السينمائية، لقد عملت مع شادى عبد السلام، ويوسف شاهين، وكان كل كادر يخرج على الشاشة يتم رسمه، ثم في حزن شديد استنكر الوضع الحالى، وقال: «إزاى حاجة شادى عبد السلام لا نعلم عنها شيئًا فيجب أن تكون هناك معارض لكل ذلك، كاستعادة الماضي».
وفى حال السينما الحالى تجاه الفن التشكيلي، تابع: «السينما تُدمر الفن التشكيلى لأن المُخرج أو المُنتج يُريد أرباح الفيلم، ويمكن أن يكون لذلك أثر سلبى وخراب للثقافة في مصر، فكل الأعمال التى تتناول الفنان التشكيلى بصورة سلبية يجب وقفها».